أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - مقترح ترامب، مناورة جديدة، ومواجهة جديدة بين المقاومة وأعدائها.















المزيد.....

مقترح ترامب، مناورة جديدة، ومواجهة جديدة بين المقاومة وأعدائها.


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرون استغربوا موافقة فصائل المقاومة الفلسطينية على خطة الرئيس الأمريكي دونالدترامب. فمنهم من رآها "استسلام"، ومنهم من يتساءل: ماذا تحقّق من عملية 7 أكتوبر ؟ وهل كان قرارًا صائِبًا بالنظر إلى ربع مليون فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود؟

اعتقد أن أغلب الذين تفاجؤوا يتكلمون من موقع التعاطف مع الفلسطينيين والخوف من تصفية قضيتهم. غير أن المتابع الموضوعي يرى ردّ المقاومة ذكيّ ومدروس وهادف:

أوّلا، في قبول المقاومة رغبة في وقف المذبحة والخروج من مسؤولية استمرار الحرب، وجعل حكومة نتنياهو في مواجهة العالم. والحفاظ على اعتراف الدول الأروبية بالدولة الفلسطينية ونزع ذرائع التردّد.

ثانيا، امتصاص الضغط الأمريكي بإشباغ غرور ترامب وشعوره المتفاقم بأنّه يلعب دورا عجز عليه غيره منذ "ثلاثة آلاف سنة" كما يدّعي.

ثالثًا، مساعدة الوسطاء وإعطائهم ما يكفي من فرض شروط مقابلة للإفراج على ما تبقى من أسرى أحياء وقتلى.

رابعا، الحرص على زخم الرأي العام العالمي وإبقائه مُلتهبا ضد الاحتلال لصالح المقاومة.

في المقابل وردت جملة مهمة في الردّ تقول: "... تحتاج الى مزيد من التفاوض أو النقاش"، وهي تعني أن المقاومة تقبل بالخطة من حيث مبدأ القبول بتحكيم ترامب شرط جملة من ضمانات تُقيّد تلاعب نتنياهو، من ذلك على سبيل المثال(تحديد الجزئيات غير المفصّلة في نصّ الخطة، وتفاصيل الإفراج وشروطه التي يجب التوافق حولها عبر التفاوض غير المباشر الذي سيبدأ اليوم في شرم الشيخ).

كذلك تفادت المقاومة في ردّها عن ذكر أكبر قضية تؤرّق الصهاينة، ألا وهي "نزع السلاح" لِجعلها محلّ تفاوض وربطها بمكاسب لصالحها.

من جهة الصّهاينة، يُقال أن نتنياهو، أثناء تواجده في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، أدخل تغييرات على ورقة ترامب الأصلية بما يضمن رفض المقاومة لها وإبقاء الكرة في ملعب حماس كالعادة. لكن الردّ بالقبول أفسد مناورة نتنياهو. ومع ذلك سيعمل
الصهاينة على استثمار هذا القبول معتمدة أساليبهم المعروفة في التفاوض:

*/ تجزئة الموضوعات بحيث يتحول الانسحاب مثلا إلى تدقيق الأماكن، والمواعيد، وشروط كل موعد، وحق الاستطلاع، وطبيعة قوات الأمن الفلسطيني، وبُنيتها، وتجهيزاتها، وأعدادها، وعلاقة إسرائيل بها...الخ).
*/ تأجيل البتّ في هذه القضايا الى حين تنفيذ الطرف الفلسطيني التزاماته، فإن هو رفض يُلبّسونه تعطيل تطبيق الخطة مثلما حدث سابقا. وإن نفّذ يكون في وضع يزداد فيه الخلل في موازين القوى بين الطرفين، ما يجبره على قبول أيّة شروط مُذلّة.

*/ الصهاينة يعرفون أن أدوات ضغطهم الرئيسية على المقاومة هي قوّة النّيران الموجهة ضد المدنيين، وسلاح التّجويع. وإذا أُجبروا بموجب خطة ترامب على وقف إطلاق النار، فلن يبقى لهم في المرحلة القادمة سوى التجويع من خلال ربط كل جزئية من جزئيات المساعدات بشروط قاسية من قبيل ترك السلاح، خرائط الأنفاق ،مصانع الأسلحة، وكافة الوثائق التي تمتلكها المقاومة..الخ. ومن أجل ذلك ستحاول بكل الوسائل دسّ عملائها في أيّ فريق يشرف على المساعدات. وهنا من المهم فرض عرب ومسلمين ضمن هذه الطّواقم.

*/ ّعلى الصّعيد الاستخباراتي، كما فعلوا في منظمة التحرير بعد أوسلو، سيحاول الصّهاينة شق الصف الفلسطيني بين حماس المرتبطة بدول الوساطة (مصر وقطر) وبين بقيّة فصائل المقاومة، خاصة وأن درجة ارتباطها بثالوث الوساطة تصل إلى الصّفر. وهو ما يسمح لإسرائيل باستغلال علاقة الجهاد والشعبية بايران لمزيد من التأليب على طهران من جهة وضرب وحدة المقاومة من جهة أخرى.

*/ من المتوقع أن تعمل حكومة العدو على تحقيق المكاسب لصالح الاحتلال بأسرع وقت، مقابل المماطلة وتأجيل تنفيذ ما هو لمصلحة الفلسطينيي (مثلما حدث في قضايا الحل النهائي في أوسلو، أو على غرار ما يجري حاليا مع حزب الله من خلال عدم مغادرة أي موقع التزمت بمغادرته، والاستمرار في العمليات الهجومية واغتيال مقاتلي الحزب رغم إعلانها قبول الاتفاق مع لبنان)..

*/ التركيز على مناقشة كل القضايا الجانبية والتهرّب من القضية المحورية: إقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

وسط هذا علينا أن ننتبه إلى مسألتين تتعلقان بالبعد الأمريكي في هذه المواجهة:
1/ أن لا ننسى أن الجانب الأمريكي وسيط الأمر الواقع وليس اختيارا فلسطينيا.
2/ أن أكثر الناس اعتدالا في الفريق الحاكم في واشنطن حاليا هو ترامب، فهو صهيوني ولكنه أقل تطرّفا من وزير خارجيته ووزير دفاعه، فكلاهما من دعاة "اليقظة الصليبية" ضد ما يسمّونه "الإسلام المتوحّش" والمتجسّد ليس فقط في حماس والمقاومة، بل فينا جميعا من بنزرت في تونس إلى باندونغ في أندونيسيا.

ما يزعج الصهيوني هو أن المقاومة ستستغل وقف اطلاق النار لترتيب أوضاعها الداخلية وتهيئة الظروف لعودة أعداد كبيرة من المُهجّرين الى مناطقهم التي أُجبِروا على الهروب منها. ويُزعجهم تخفيف المعاناة الإنسانية بإدخال المساعدات العاجلة... ويبدو أن رد المقاومة الذّكي هو ما جعل ترامب يأمر نتنياهو بوقف حملات القصف العسكري.

بالعموم نحن أمام مؤامرة قديمة بنسخة جديدة، وبصراع يتجدد بأشكال مختلفة. وستظل المقاومة المسلّحة هي أصدق سياسة وأوضح آليّة للتّفاض، غير أن البندقية لها شروطها ومقوّمالها. على أن "نزع السلاح" لم يرد له أي ذكر في رد المقاومة على خطة ترامب. وهذه هي العقدة الأهم للحكومة الإسرائيلية. أمّا إعلان حماس عدم مشاركتها في الإدارة المقترحة لغزة في اليوم التالي فليس جديدا، إذ سبق وأعلنته المقاومة أكثر من مرة. وقد تضمن ردّها "إدارة تكنوقراط فلسطينية مستقلة" وهو ما لا يتجاوب مع بِنْية "مجلس السلام" الذي اقترحه ترامب، وليس هنالك في الردّ ما يشير إلى قبول الجانب الفلسطيني به.
نفس الشيء بخصوص موضوع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، ففي حين تقول خطة ترامب "انسحاب تدريجي من ناحية والاحتفاظ بشريط حدود عازل لصالح إسرائيل"، تؤكّد المقاومة عن انسحاب تامّ وربط المراحل ببعضها البعض.

تبقى المعضلة في طبيعة الوسطاء وعدم نزاهتهم. فالمقاومة بهذا المعنى تتفاوض مع عدوّين واضحين يعملان على اجتثاث الشعب الفلسطيني وقتل قضيته هما الولايات المتحدة وإسرائيل. والطرفان الآخران أحدهما فرضته الجغرافيا وفرضه وهم الدّور التّاريخي، والثاني مُقاول صفقات احتكر ديبلوماسية المناولة ويحتضن على أرضه أكبر قاعدة عسكرية استعمارية في الخليج العربي، ناهيك عن عِدائِهِ الصّريح لمعارضة التطبيع.

لكلّ هذا أعتقد أنّ التهكّم على المقاومة وشذب قبولها بورقة ترامب لا معنى له، بل المطلوب فهم القضية بتعقيداتها الواقعية وأبعادها الوطنية والإنسانية.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف سقط النظام السوري؟
- حول مسألة -المساجد في المعاهد التونسية-
- حنظلة تونس في شوارع الليل ، حتى لا ننسى !
- تمييز السياقات هو الحدّ الفاصل بين القراءة الموضوعية وسردية ...
- -المؤامرة الغربية لإسقاط نظام قيس سعيّد- بين الوقائع والدّعا ...
- بخصوص مشروع قانون -استعادة الديمقراطية في تونس-.
- مرّة أخرى دفاعا عن التاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل وحزب ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل والحزب الحاكم: فروق جوهرية لا يج ...
- الأزمة النقابية في تونس: بين فساد البيروقراطية وتواطؤ الفاعل ...
- مقاومة الاستعمار خيار شعبي، وكل الحكومات معادية لبنادق الثوّ ...
- من التبعية إلى التمويه: أوروبا بين الإخضاع الأميركي والاستثم ...
- النظام السوري وازدواجية الأداء في لبنان وفلسطين
- سوريا الأسد: في توازن السلاح والسياسة، دعم المقاومة كتحجيمها
- العدوان الصهيوني ومشروع إسرائيل الكبرى
- الصهاينة يريدون سوريا مقسمة
- الفتنة الطائفية في سوريا صنيعة الخارج
- صعوبة التّمييز يخلق فوضى النقاش حول المُستهدف من التغيير: ال ...
- صفقة ترامب/نتنياهو: هدنة في غزة مقابل -شرق أوسط-إسرائيلي
- غزة على أعتاب تهدئة... وفلسطين في مهبّ صفقة كبرى
- مجتمع ملفّق وعنصري


المزيد.....




- إسرائيل تعلن ترحيل الناشطة غريتا ثونبرغ ومشاركين في أسطول مس ...
- الشيطان يكمن في التفاصيل.. ما أبرز البنود التي قد تعرقل مفاو ...
- -يوروبول- تفكك شبكات تتلاعب بجودة الأغذية في أوروبا..وتضبط ب ...
- خيمة تنبض بالحياة وسط الحرب في غزة
- المصري خالد العناني الأوفر حظا للفوز بمنصب أمين عام اليونسكو ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب غزة على طاولة شرم الشيخ
- إسبانيا تعتزم شكوى إسرائيل بالجنائية الدولية بشأن أسطول الصم ...
- كاتب إسرائيلي: الفكر الكاهاني يبتلع إسرائيل وترامب ليس المنق ...
- إيكونوميست: جحيم أوكرانيا أضر بـ 50% من مصافي النفط الروسية ...
- مدير إنستغرام يجيب.. هل تتجسس المنصة عليك؟


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - مقترح ترامب، مناورة جديدة، ومواجهة جديدة بين المقاومة وأعدائها.