عبد الرضا حمد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 19:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وغيرها من تلك الأقوال والأحكام والعبارات سنأتي عليها في الأجزاء الاخرى وسيجد القارئ الكريم تعليقاتي عليها وعلى النقاط أعلاه ايضاٍ.
اعتراضي على اعتراض الوردي على "من جد وجد" ناتج مما ورد في المقالة السابقة (جد وجد)/1من عبارات وتناقضات وعدم فهم و عدم دقة و امتهان التحريف كما اظن...فهذا المبدأ/ المثل/ الشعار ال"سخيف" كما وصفه الوردي والذي كان هو من طبقه عندما جد في التحصيل العلمي و وجد مستقبله بعد ذلك كما اوضحنا ذلك في السابقة ودعوة الوردي الى اعتباره نصيحة نلقيها على الأطفال بقوله ان "من جد وجد" يصلح لتربية الأطفال لنحرضهم فيه/ به على العمل والدأب ومواصلة الدراسة ونردعهم به عن الكسل والإهمال واليأس والخمول كما تناقض الوردي مع نفسه...تلك الطروحات تدفع للتوقف عندها حيث ان الراحل الوردي يعرف ان تربية الأطفال على هذا المبدأ وبهذه الصيغة التي طرحها تعني ترسيخ ذلك في العقل الباطن لأغلبيتهم العظمى...(يعني كالنقش على الحجر...) وهو الذي يعرف ان تغلغل هذا المبدأ هناك يجعله راسخ وصعب التأثير فيه/ عليه وقد كتب الوردي في ص46 خوارق اللاشعور/ 1952: [إن الإنسان لا يستطيع ان يتخلص من اطاره الفكري إلا نادراً. فهو فرض لازب علية. فالإطار شيء كامن في اللاشعور كما ألمحنا أليه آنفاً والإنسان لا يستطيع أن يتخلص من شيء لا يشعر به] انتهى
فكيف يحاربه الوردي ويوصي بتعليم الصغار به وحثهم وتحريضهم على العمل والدأب ومواصلة الدراسة وردعهم به عن اليأس والخمول!!!!
ثم يؤكد الوردي على ان "من جد وجد" يحرك "المجتمع" ويبعث فيه التطور ولكنه "سخيف" لأن الوردي يخاف من ان هذا المبدأ السخيف "قد" يؤدي الى ان يجعل الفرد "شديد الطموح" و "التكالب" ولا "يطمئن" الى شيء...
استغرب اختيار هذه المفاهيم "شديد الطموح" في "مجتمع" تَرَّسَخَ فيه عدم الطموح منذ قرون طويلة من خلال "القناعة كنزٌ لا يفنى" و"خليها على الله" "كلمن ورزقة "و"الكاتبه الله ما يصير غيره" و كلمن بيومه" ,كلمن و حظه" وغيرها الكثير والكبير...فالطموح في "مجتمع" مثل "المجتمع العراقي" وقتها ماذا يعني او ماهي مجالاته غير الدراسة والزراعة والحرف اليدوية وبعض المجالات السياسية...فهل الطموح في تعلم مهنة خطير؟ و "التكالب" الذي خاف منه الوردي على ماذا في تلك الفترة غير انه يعني المنافسة في الدراسة... او على التطوع في الجيش او الشرطة او التكالب على تعلم مهنة الحمالة والتنظيف او الدراسة. ما هي أوجه الخوف في ذلك؟؟؟...و "لا يطمئن الى شيء" وكأن الراحل الوردي يريد من افراد "المجتمع" ان تطمئن لكل ما يقع لها ويبعد عنهم واجب الشك والتحَّسب للمستقبل والتفكير به ومصيرهم وعيالهم فيه... ويدعوهم للاطمئنان وفق "عيش يا...." و "لا تكن للعيش مجروح الفؤاد...". والشك الذي ردد ضرورته الوردي في الكثير من كتبه وهو قوام المنطق ال جديد الذي يعبده الوردي ... وما يؤكد طرحي هذا ما كتبه الوردي في هذا الكتاب / خوارق اللاشعور في ص32 منه التالي: [إني اشتهي ان اجعل من هذا الكتاب الذي اُقدمه بين يدي القارئ صرخة مدوية ضد هذا الدين السائد بين شبابنا المتعلم في هذه الأيام والذي جعلهم يؤمنون بالعقل ويتخذون منه إلهً يُعبد] انتهى.
ان الشباب المتعلمين والذين اتخذوا العقل ديناً لهم ليعبدون، هم او أغلبهم كما اعتقد وفهمت من القول مشمول بدعوة الوردي لعدم قراءة هذا الكتاب حيث هم المدللون المستجدون الاغرار الذين لم يمارسوا بعد مشكلة الواقع ولم يذوقوا مرارة الحياة وكأنهم منفصلين عن معاناة أهلهم وذويهم ومجتمعهم ولا يفكرون بمحيطهم ومستقبلهم واحلامهم ومواهبهم وقدراتهم ورغباتهم.
المفروض ان الراحل الوردي يعرف انه يكتب وينشر في "مجتمع" تغلب عليه الاُمية بكل صورها...والغالب من شبابه المتعلم الراشد منهم أو المستجد/ المدلل/ الغر لا يفرق بين العقل والعلم بعد، وهو الذي كتب عنهم ما كتب فكيف صرخ الوردي صرخته المدوية تلك؟
و خلافي/ اعتراضي مع/ على الدكتور الوردي ايضاً ناتج من ان الكتاب الذي اطلع عليه الوردي وهو في الباخرة عند عودته من أمريكا و الذي حَّفَزَهُ على اصدار و نشر كتابه :خوارق اللاشعور:1952/ كان قد صدر بعد ان تَشَّكَلَ علم الاجتماع بأكثر من قرن و صدر في دولة قام علمائها بدراسات كثيرة لحالة مجتمعهم و يأتي الوردي ليبدأ به عصره الزاهي في النقل والتعريب و التعريق و التأليف و النشر وهو لم يدرس "المجتمع العراقي" و لم يجري بعد أي بحث في بعض جوانب مشاكل "المجتمع العراقي" التي لا تعد ولا تحصى ولم يجري أي تجربة او امتحان او اختبار على أي مواطن من هذا "المجتمع" و هو يعرف ان هذا "المجتمع" ربما اكثر من 95% من أفراده لا يعرفون معنى علم الاجتماع وقتها وربما اكثر من 85% منهم اميين و ربما اكثر من 80% من متعلميه لا تُميز بين العقل والعلم.
اعارض الراحل الوردي او اختلف معه هنا كون المفروض/ الواجب عليه ان يعرف ان "المجتمع" العراقي الذي ولد فيه وتربى ودرس وتخرج ونجح تنخره المشاكل الاجتماعية ومنها الكسل والإهمال فما نفع الوردي لمجتمعه عندما أصدر هذا الكتاب وهو اول كتاب له بعد كراسة شخصية الفرد العراقي/ 1951 وبعد عودته من البعثة الدراسية التي نال فيها شهادتي الماجستير والدكتوراه بعد ان جَدَ في دراسته فوجد مستقبله.
اعارض الوردي واختلف معه وحتى ومع الاعتذار اشكك بقواه العلمية عندما أجده كيف يبرر موقفه مما اسماه "المبدأ السخيف من جد وجد" حيث كتب في هذا الكتاب/ خوارق اللاشعور/ 1952، التالي: [ولو ان أحداً جاء الى هؤلاء قبل اكتشاف الاشعة السينية وأخبرهم عن آلة تمكن الطبيب من رؤية أجهزة البدن الداخلية لربما جابهوه بالتكذيب ايضاً] أنتهى...
حقيقة لا اعرف كيف جاز الوردي لنفسه او كيف تجرأ وأطلق هذا القول؟؟؟ يعني بكل اغتراب يطلب من الناس ان تؤيد شيء غير موجود وآلة لم تُخترع بعد ويريد منهم الايمان بوجودها ومعرفة الغرض منها. و تصديق ذلك.. ويعترض او يتعجب من ""لربما جابهوه بالتكذيب ايضاً""!!!
اعارض الوردي واختلف معه لأنه كتب في هذا الكتاب: [ويرى "كويه" إنه في حالة تعاكس الإرادة والمخيلة تزداد قوة المخيلة في إنتاج العمل غير المرغوب فيه ازدياداً تصاعدياً حيث هو يتناسب آنذاك تناسبياً طردياً مع تربيع قوة الإرادة].
هناك نص في النت هو: [إذا سيطرت فكرة على شخص بحيث أصبحت متغلغلة في أغوار عقله الباطن، فأن كل الجهود الواعية التي يبذلها ذلك الشخص في مخالفة تلك الفكرة تؤدي الى عكس النتيجة التي كان يبتغيها منها] ...يفسرها "كويه" بتنازع الإرادة والمخيلة " تنازع الشعور واللاشعور"...الغريب هنا هو تربيع قوة الاراد؟؟؟؟ هل هناك مقياس لقياس قوة الإرادة كما مقياس رختر للزلازل و مقياس درجة الحرارة او مقياس الوزن حتى نقيس الإرادة و نحدد "تربيعها"؟؟؟؟لا اعتقد ان هذا "تربيع قوة الإرادة" قد طرحة "كوية" ولا يمكن لي حالياً أن اعتبر ما توصل اليه او انتبه اليه او قَدَّرَهُ "كوية" حول الجهد المعكوس " قانون "انما يمكن اعتباره "فرضية" تنازع الإرادة او تنازع الوعي واللاوعي وهي حالة موجودة حالها حال المثل العامي المعروف: "مثل الماي البلصينية"...يمكن ولا يمكن!!! انها حقاً ""مهزلة العقل البشري""شيء آخر حيَّرَني وهو اختيار الراحل الوردي لكتاب عن العالم "راين" من جامعة "ديوك"/ الولايات المتحدة الامريكية وحصوله على هذا الكتاب بالصدفة ولم يسمع بذلك عندما درس أربعة سنوات او أكثر لعلم الاجتماع في جامعة تكساس/ الولايات المتحدة الامريكية ... الاستغراب هو: هل ان جامعة تكساس او قسم علم الاجتماع فيها وأساتذته ومنهم المشرف على دراسة الراحل الوردي لم يتابعوا تجارب العالم "راين" الذي سبقت انتساب الوردي للجامعة بعشرين عاماً؟ وشيء اخر يلفت النظر وأثار الشك عندي وهو ان جامعة "ديوك" كما عرفت عنها في النت تأسست من قبل طائفة دينية تؤمن بالغيبيات وهذا مرتبط بدعوة الوردي الى محاربة العقل كما ورد أعلاه. لا اعتقد ان هناك إمكانية لأخذ هذا الجزء "من جد وجد" من فكر الوردي دون التقرب من الكتاب الذي كان محوره هذا القول واقصد: كتاب خوارق اللاشعور/ 1952. عليه لابد ان أنقل/ أطرح بعض الشيء من/ عن هذا الكتاب الذي أثار ويثير الجدل، حيث خصص الوردي صفحة كاملة(ص7) هي الأولى في متن الكتاب أي قبل المقدمة وهو الكتاب الأول الذي ينشره الوردي بعد كراسة/ شخصية الفرد العراقي/ 1951، وذلك لتحذير القراء تحت عنوان: "تحذير" اليكم نَص ما ورد فيه: [تحذير: إن هذا الكتاب ربما ينفع الراشدين من الناس أولئك الذين خبروا الحياة واصابهم من نكباتها وصدماتها ما اصابهم. أما المستجدون والمدللون والأغرار الذين لم يمارسوا بعد مشكلة الواقع ولم يذوقوا من مرارة الحياة شيئاً فالأولى بهم أن لا يقرئوا هذا الكتاب. أنه قد يضرهم ضرراً بليغاً] انتهى.
فكروا لطفاً بمفردات و موقع هذا النص و فسروه و حددوا لنا مَنْ المشمول به؟؟؟
يتبع لطفاً
#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟