أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - المقاومة بعد وهم السلام: قراءة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي














المزيد.....

المقاومة بعد وهم السلام: قراءة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1_كيف يمكن تفسير إعلان نتنياهو الرسمي: "لا دولة فلسطينية بين النهر والبحر" كمشهد حاسم لكشف زيف حلم السلام؟


2_هل كان السلام السياسي مجرد وهم صنعته القوى الدولية وأركان النظام الإقليمي لإبقاء الفلسطينيين والعرب في حالة انقسام واستسلام؟


3_ماذا يعني سقوط آخر أوراق التجميل التي حاول العرب والغرب إلصاقها بوجه المشروع الصهيوني؟

4_كيف أثرت تصريحات نتنياهو في تحولات محور المقاومة وأعاد رسم خريطة الصراع في المنطقة بين "الشرق الإسرائيلي الجديد" ومحور المقاومة؟


5_بعد سقوط وهم السلام، هل هناك طريق بديل لاسترداد الحقوق الفلسطينية سوى طريق المقاومة الذي لا يخون أصحابه؟


لم يكن تصريح بنيامين نتنياهو الأخير مجرّد جملة عابرة في لحظة توتر سياسي، بل كان تصريحًا يؤذن بانهيار البناء الهش الذي قامت عليه سردية “السلام” منذ ثلاثة عقود. قالها الرجل بوضوح لا لُبس فيه: لا دولة فلسطينية بين النهر والبحر. وهنا تحديدًا سقط آخر أوراق التجميل التي حاولت واشنطن وأوروبا والعرب “المعتدلون” إلصاقها بوجه المشروع الصهيوني.

من كان بحاجة إلى مزيد من الأدلة على حقيقة إسرائيل سمعها من نتنياهو بصوته هذه المرة. فالمحتل الذي بُني كيانه على الإزاحة، والتهجير، والتطهير العرقي، لا يمكن أن يتحول فجأة إلى طرفٍ يريد شريكًا سياسيًا أو تسوية قائمة على الاعتراف المتبادل. لقد كشف الرجل ما كان يجري في غرف التخطيط منذ تأسيس هذا الكيان: إسرائيل مشروعٌ توسّعي، لا دولة طبيعية.

وهم السلام: كيف صُنع؟

على مدى سنوات طويلة، عاشت المنطقة تحت مظلّة وهم صُنع بعناية: أن “السلام خيار استراتيجي”، وأن “الدبلوماسية قادرة على حل الصراع”، وأن “حل الدولتين” مسار قابل للحياة. ورغم أن الوقائع على الأرض كانت تكذّب كل ذلك—مستوطنات تتكاثر، القدس تُبتلع، غزة تُحاصر، والضفة تُحوّل إلى كانتونات—إلا أن الخطاب الدولي ظل يعيد إنتاج الوهم ذاته.

كان المطلوب أن ينام العرب مطمئنين على وعد لا يتحقق، وأن يُحاصر الفلسطينيون بين مطرقة القمع وسندان المفاوضات.

نتنياهو… اسقط القناع

خطاب نتنياهو لا يقدّم جديدًا من حيث المضمون، لكنه يقدّم جديدًا من حيث الشكل: إعلان رسمي بانتهاء مرحلة التضليل. لأول مرة منذ سنوات طويلة، يقول رئيس حكومة الاحتلال ما كانت حكوماته السابقة تخفيه خلف لغة “التسويات”:
لا دولة.
لا شريك.
لا مساواة.
فلسطين أرضٌ واحدة، وصاحب الحق فيها واحد: إسرائيل.

بهذا المعنى، لم يكن خطاب نتنياهو هزيمة سياسية للعرب بقدر ما كان اعترافًا ضمنيًا بفشل الأكاذيب التي روّجها الغرب لسنوات. لقد ظهرت الحقيقة كاملة: لا سلام مع مشروع يرى في العرب فائضًا بشريًا، وفي الفلسطينيين مشكلة ديموغرافية يجب التخلص منها.

وماذا بعد سقوط الوهم؟

السؤال الآن ليس: “أين وصل السلام؟” بل: لماذا لا يزال البعض يبحث عنه؟

منذ عقود، وحدها المقاومة—بكل مدارسها وأشكالها—هي التي حمت ما تبقى من هوية فلسطين، وهي التي كسرت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وهي التي جعلت الكيان يفكر ألف مرة قبل أن يغامر في الجنوب اللبناني أو غزة.

ومع تشكّل محور المقاومة الممتد من لبنان إلى غزة واليمن والعراق، صار واضحًا أن الصراع لم يعد فلسطينيًا–إسرائيليًا فحسب، بل أصبح صراعًا على شكل المنطقة ومركز ثقلها. في مقابل “الشرق الإسرائيلي الجديد” الذي تسعى تل أبيب لترسيخه، تتشكل اليوم خريطة مقاومة تعيد للعرب جزءًا من توازنهم المفقود، وتعطي الفلسطينيين سندًا استراتيجيًا لم يكن متاحًا قبل عقدين.

رسالة نتنياهو إلى العرب… ورسالتنا إليه

خطاب نتنياهو موجّه إلى العرب بقدر ما هو موجّه إلى الفلسطينيين. الرسالة واضحة:
انسوا الدولة، انسوا المفاوضات، اقبلوا الأمر الواقع.

لكن الردّ لا يحتاج إلى دبلوماسية:
سقوط الوهم يعيدك إلى أصل الحقيقة: ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.

وهذا ليس شعارًا، بل خلاصة تجربة مئة عام من الدم والخذلان. فالذين راهنوا على أنّ “السلام ممكن” اكتشفوا اليوم أنهم كانوا مجرد شهود على عملية ابتلاع بطيئة لأرض فلسطين. أما الذين اختاروا المقاومة، فقد أثبت الزمن أنهم وحدهم من حفظوا للحق مكانه.



ختاما،خطاب نتنياهو ليس بداية الأزمة، بل نهايتها. نهاية الخداع، ونهاية التجميل، ونهاية الادعاء بأن هناك شرقًا يمكن أن تُبنى فيه دولة للمحتل ودولة للضحية في آن واحد.

لقد سقط وهم السلام، وبقي طريق واحد لم يخن أصحابه يومًا: طريق المقاومة…
الطريق الذي تحفظه الشعوب ولا تتقنه إلا الأمم الحية.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة اخر الحصون امام (الشرق الصهيوني الجديد)
- المخاطر التي تحيق بالهوية الفلسطينية: بين طمس الوعي وإعادة ت ...
- الهيمنة الأميركية وصكوك الاستسلام الجديدة: من أمن إسرائيل إل ...
- 3. -المنعطف الإقليمي: حزب الله يمدّ يده للرياض… مناورة أم اس ...
- ضربة قطر،أيقظت العرب أم كشفت عجزهم؟
- حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية
- من صدمة 7 اكتوبر الى ادارة الكارثة: مسار الموقف العربي
- خطاب بري… بين تثبيت السلاح وتوسيع دائرة الأزمة
- اتركوا التيس الصهيوني وامسكوا حمدان
- غزة المقبلة على مذبحة: قرار الاحتلال أُخذ... والمذبحة تُعدّ
- لبنان والسلاح بين الاستقلال والسيادة المُقنّنة: هل بدأ فصل ا ...
- في مواجهة العاصفة: وحدة الموقف هي سلاحنا الأخير
- لتحريض المذهبي وآليات الاستجابة: مسؤولية مزدوجة في تفكيك الم ...
- واشنطن تضغط... وتل أبيب تحصد: لبنان بين كماشة الموانئ واسترا ...
- بين الاحتلال والداعم: واشنطن شريك المشروع الصهيوني منذ النشأ ...
- تقارب الضرورة: سوريا الجديدة وإسرائيل بين تفاهمات أمنية وحسا ...
- الفيدرالية والطائفية في المشرق العربي: مدخل للتفتيت لا لإدار ...
- الشرعية الدولية والقضية الفلسطينية: من تزوير التاريخ إلى تبر ...
- من الاحتلال إلى الضم: پ الكنيست وتصفية الضفة الغربية
- القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مق ...


المزيد.....




- وفاة 4 بعائلة واحدة بإسطنبول خلال عطلة والشرطة تحقق.. ماذا ن ...
- دونالد ترامب سـ-يُشجّع- عمدة نيويورك: أبرز النقاط من لقاء ال ...
- ترامب وممداني.. ترحاب مجاملات بعد اجتماع بالبيت الأبيض
- بعد التصريحات المثيرة للجدل لرئيس أركان الجيش... هل تواجه فر ...
- فرنسا: مجلس النواب يرفض أجزاء من مشروع موازنة 2026
- أحد آباء الذكاء الاصطناعي يترك -ميتا- ليؤسس شركته الخاصة
- الشرطة البرازيلية تعتقل بولسونارو
- هجمات روسية أوكرانية متبادلة بالمسيرات وبوتين يمتدح خطة ترام ...
- من الشاشات إلى جوائز الغرامي.. صعود أسطوري لفرقة -كاتساي- ال ...
- أربعة صغار فهود تبصر النور في حديقة حيوانات سميثسونيان الوطن ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - المقاومة بعد وهم السلام: قراءة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي