أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - المقاومة اخر الحصون امام (الشرق الصهيوني الجديد)















المزيد.....

المقاومة اخر الحصون امام (الشرق الصهيوني الجديد)


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السنوات الأخيرة، بدأ يتشكّل أمامنا ما يمكن تسميته من دون مواربة بـ**“الشرق الصهيوني الجديد”**؛ مشروع لا يشبه ما روّجت له واشنطن منذ التسعينيات تحت مسمّى “الشرق الأوسط الجديد”، بل صيغة أكثر وضوحًا وصراحة:
شرق تُعاد صياغته بحيث تصبح إسرائيل مركزه الأمني والسياسي والاقتصادي والثقافي، وتتحول دول الإقليم إلى وحدات تابعة تُدار من خلف الستار عبر منظومات تحالفات وأمن مشترك وتنسيق استخباراتي واقتصادي.

هذا الشرق الصهيوني ليس خارطة نظرية، بل مشروع جيوسياسي يعمل على الأرض، تُسخّر له واشنطن أدوات القوة، وتموله عواصم عربية، وتفتح له بعض الأنظمة أبوابها باسم “التطبيع” و“الاستقرار”.
لكن أمام هذا المشروع، لا تزال تقف حقيقة صلبة لا يمكن تجاوزها:
المقاومة في لبنان وفلسطين ما زالت حجر العثرة الأساسي، والعقدة التي لا تُحل، والكتلة الصلبة التي تمنع اكتمال المشروع.

وهنا تكمن أهميّة فهم أدوات الضغط التي تُستخدم اليوم في محاولة إنهاك المقاومة أو تطويعها أو كسر بيئتها. فالمعركة ليست عسكرية فقط، بل معركة متعددة الأبعاد، تشترك فيها أجهزة استخبارات، وسائل إعلام، مؤسسات اقتصادية، ومنظومات سياسية منسّقة محليًا ودوليًا.

أولاً: أدوات الضغط على المقاومة في لبنان

1. الضغط العسكري الذكي والمموّه

لم تعد إسرائيل تعتمد المواجهة الشاملة، بل سلسلة من العمليات المركّزة:

استهداف قيادات.

ضرب بنى تحتية عسكرية.

حرب استنزاف على الحدود.

استخدام الطائرات المسيرة كسلاح استكشاف واغتيال.


الهدف: إرباك منظومة المقاومة وإجبارها على تغيير قواعد الاشتباك.

2. الضغط السياسي الداخلي

تعمل واشنطن وتل أبيب على إعادة صياغة المشهد السياسي اللبناني عبر:

الدفع نحو خطاب "حصرية السلاح".

خلق كتلة سياسية وإعلامية تعتبر المقاومة عبئًا على الدولة.

ربط أي مسار اقتصادي أو مساعدات بمسألة سلاح المقاومة.


النتيجة: محاولة تحويل الانقسام الداخلي إلى رافعة ضد المقاومة.

3. الحصار الاقتصادي المقنّع

قد يبدو لبنان في أزمة مالية ناتجة عن الفساد الداخلي فقط، لكن جزءًا كبيرًا من أدوات الحصار موجّهة بدقّة لشلّ البيئة الحاضنة للمقاومة:

تجفيف مصادر التمويل.

الضغط على المصارف.

خنق المؤسسات الاجتماعية المرتبطة بالحزب.

تشجيع العقوبات التي تمسّ رجال الأعمال والواجهات الاقتصادية.


كل ذلك تحت عنوان “مكافحة الإرهاب”، بينما الهدف الحقيقي هو شلّ العمق الشعبي والاقتصادي للمقاومة.

4. الحرب النفسية والإعلامية

تشكل واحدة من أخطر الأدوات:

بث روايات عن “هزيمة وشيكة”.

ترويج خطاب “لبنان رهينة”.

تصوير الحزب كمنفصل عن بيئته.

استغلال الأزمات الإنسانية والاجتماعية لتأليب الشارع.


والغاية هنا ليست فقط تشويه الصورة، بل تفكيك الرابط بين المقاومة وناسها.



ثانياً: أدوات الضغط على المقاومة في فلسطين

1. القوة العسكرية القصوى (Shock & Awe)

في غزة، تُستخدم أعلى درجات القوة:

تدمير واسع للبنى المدنية.

استهداف الأنفاق والمراكز العسكرية.

حرب نارية غير مسبوقة لإحداث صدمة اجتماعية.


لكن رغم ذلك، لم تُحقّق إسرائيل “صورة النصر”.

2. إعادة هندسة المجتمع الفلسطيني

تعمل إسرائيل وواشنطن على:

تقسيم غزة إلى مناطق نفوذ.

فرض إدارة أمنية متعددة الجنسيات.

خلق بدائل للسلطة والحكم المحلي تُقصي المقاومة.

دعم شخصيات وأطراف فلسطينية تتبنى خطاب “ما بعد المقاومة”.


الهدف: نزع المقاومة من المجتمع قبل نزع السلاح من أيدي المقاتلين.

3. الضغط الإنساني كسلاح

يتم استخدام الغذاء والكهرباء والمساعدات كسلاح تفاوض:

إدخال المساعدات مقابل تنازلات سياسية.

حصار كامل وغير معلن في بعض الأحيان.

السيطرة على المعابر والموانئ والموارد.


وهذا شكل حديث من أشكال الحرب غير العسكرية.

4. محاولة ضرب الوحدة الوطنية

كل مبادرة أمريكية لإعادة إعمار غزة تتضمن بندًا ضمنيًا أو صريحًا هو:
إبعاد المقاومة عن السلطة.
وهنا يتضح أن الهدف ليس إعمارًا، بل هندسة سياسية تُنتج مجتمعًا منزوع المخالب.


---

لماذا تفشل كل هذه الأدوات؟

رغم كثافتها وتنسيقها، تصطدم هذه الأدوات بثلاث حقائق ثابتة:

1. المقاومة تنتمي لبيئتها، وليست جسمًا غريبًا

لا يمكن اقتلاع مقاومة تمتلك:

عمقًا اجتماعيًا.

سردية أخلاقية.

شرعية شعبية.

حضورًا ثقافيًا وسياسيًا.


2. المقاومة طوّرت نموذجًا مرنًا للحرب

لم تعد تعتمد نمطًا واحدًا:

حرب كلاسيكية.

حرب أنفاق.

صواريخ دقيقة.

حرب سيبرانية.

وحدات نخبوية.


هذا التنوع جعل إسرائيل عاجزة عن إيجاد حل عسكري نهائي.

3. مشروع الشرق الصهيوني يحتاج شرقًا ضعيفًا… لا شرقًا يقاوم

والمقاومة — في لبنان وغزة — هي النقطة التي تكسر كل حسابات الهيمنة.

فلا شرق صهيوني يمكن أن يكتمل في ظل وجود قوة عربية حقيقية تملك إرادة وقرارًا وتوازن ردع.




المقاومة… آخر سور عربي في زمن الانهيارات

في عالم يعاد تشكيله على أعيننا، حيث تتراجع السيادة وتُباع الجغرافيا وتُشترى الولاءات، تبقى المقاومة — بكل ما لها وما عليها — السور الأخير الذي يقف في وجه مشروع يريد شرقًا منزوع الإرادة، منزوع الذاكرة، منزوع الكرامة.

ومهما كثرت أدوات الضغط، وتنوّعت آليات الاستهداف، واتسعت دوائر التطبيع، فإن وجود المقاومة وحده يكفي لإفشال مشروع “الشرق الصهيوني الجديد”.

لأن هذا المشروع يقوم على فكرة واحدة:
“شرق بلا مقاومة”.
ولأن المقاومة تقوم على فكرة أخرى:
“شرق حرّ… لا يخضع”.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخاطر التي تحيق بالهوية الفلسطينية: بين طمس الوعي وإعادة ت ...
- الهيمنة الأميركية وصكوك الاستسلام الجديدة: من أمن إسرائيل إل ...
- 3. -المنعطف الإقليمي: حزب الله يمدّ يده للرياض… مناورة أم اس ...
- ضربة قطر،أيقظت العرب أم كشفت عجزهم؟
- حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية
- من صدمة 7 اكتوبر الى ادارة الكارثة: مسار الموقف العربي
- خطاب بري… بين تثبيت السلاح وتوسيع دائرة الأزمة
- اتركوا التيس الصهيوني وامسكوا حمدان
- غزة المقبلة على مذبحة: قرار الاحتلال أُخذ... والمذبحة تُعدّ
- لبنان والسلاح بين الاستقلال والسيادة المُقنّنة: هل بدأ فصل ا ...
- في مواجهة العاصفة: وحدة الموقف هي سلاحنا الأخير
- لتحريض المذهبي وآليات الاستجابة: مسؤولية مزدوجة في تفكيك الم ...
- واشنطن تضغط... وتل أبيب تحصد: لبنان بين كماشة الموانئ واسترا ...
- بين الاحتلال والداعم: واشنطن شريك المشروع الصهيوني منذ النشأ ...
- تقارب الضرورة: سوريا الجديدة وإسرائيل بين تفاهمات أمنية وحسا ...
- الفيدرالية والطائفية في المشرق العربي: مدخل للتفتيت لا لإدار ...
- الشرعية الدولية والقضية الفلسطينية: من تزوير التاريخ إلى تبر ...
- من الاحتلال إلى الضم: پ الكنيست وتصفية الضفة الغربية
- القضية الفلسطينية بين الأبعاد المتعددة والتحولات الدولية: مق ...
- الهجمات الإسرائيلية على دمشق والسويداء: خطاب أحمد الشرع وإعا ...


المزيد.....




- وسط أنباء عن خطة لإنهاء الحرب.. مصادر روسية لـCNN: اتصالات ر ...
- هددت الصين بالرد عسكريًا.. هل تشعل رئيسة وزراء اليابان فتيل ...
- حريق ضخم يلتهم حيًا يابانيًا بأكمله.. وإجلاء أكثر من 175 شخص ...
- إسرائيل تصدر أوامر إخلاء لمبانٍ في جنوب لبنان لشنّ ضربات جدي ...
- أول قبلة عمرها 21 مليون سنة وفق تقديرات العلماء
- -إرهابيو الغد سيتلقون تدريبهم أونلاين- – مقال في التلغراف
- إسرائيل تحذر سكان جنوب لبنان مع غارات على -بنى تحتية- لحزب ا ...
- الصباغ يحصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس عن ظاهرة “التسمم ...
- رئيس بلدية جنين محمد جرار: المستوطنون يتلقون تدريبا من الجيش ...
- فرنسا: بعد حادثة السرقة... إدارة متحف اللوفر تقرر تركيب مئة ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - المقاومة اخر الحصون امام (الشرق الصهيوني الجديد)