أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد الطيب - الدولمة العراقية ترند في مطاعم العالم














المزيد.....

الدولمة العراقية ترند في مطاعم العالم


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 12:15
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن الدولمة العراقية قررت أن تهاجر من قدر الجدّة إلى مطابخ العالم، وتغزو أوروبا وأمريكا وآسيا بلا تأشيرة، حاملةً معها نكهة لا تُقاوم وعبق تراث لا يُنسى. فالعالم الذي كان مشغولاً بـ"الوجبات السريعة" اكتشف فجأة أن السعادة لا تُقدَّم في علبة ورقية، بل في قدر يغلي على نار هادئة ويصدر موسيقى الجوع . !
في لندن، ترك الإنجليز شاي الساعة الخامسة، واستبدلوه بورق السلق والرز المتبل. وفي باريس صار الطهاة يتحدثون بخجل عن اكتشافهم الجديد، قائلين: سيدتي، هل جربتِ الدولمة العراقية ؟!!أما في طوكيو، فقد وقف اليابانيون يلفّون الدولمة بدقة هندسية كأنهم يصنعون شرائح إلكترونية، لا أكلة تراثية .!
شيف اجنبي يريد معرفة آلية تحضيرها وطبخها فكتب : مرحباً، أريد أن أتعلم طريقة صنع "الدولمة العراقية". هل تسلق الدولمة ؟ فردت عليه امرأة عراقية : لا ، الدولمة ما تُسلق... الدولمة تُدلّل! هاي مو طبخة، هاي قصة حب تبدأ من اختيار الرز وتنتهي عند آخر لقمة تذوب في الفم.
ثم يتساءل : في بلدي نضيف الجبن الأزرق والريحان الإيطالي، يعطيها لمسة عصرية. فترد عليه المرأة مستاءة : لااا! هذا مو تحديث، هذا تخريب! إذا حطّيت جبن، أقدم ضدك بلاغ للتراث العالمي . !
في أحد المطاعم الراقية ببرلين، طُرح طبق صغير من الدولمة بثلاث قطع فقط مقابل 30 يورو. كتب أحد العراقيين على صفحة المطعم: " بهالسعر آكل قدرين دولمة وأوزع للحي كله بعد!” أما في أمريكا، عرض أحد الطهاة وصفته على أنها "اختراعه الجديد"، وقال بفخر: أوراق العنب المحشوة التقليدية من العراق... اختراعي الجديد ! ( ملاحظة : اغلب العراقيات يعملن الدولمة بورق السلق . ) فما كان من العراقيين إلا أن غزوا التعليقات بالسخرية، وكتب أحدهم: " اختراعه؟ !! زين، بعد شوي يطلع يقول هو اللي اخترع دجلة والفرات!” حتى السياسيون دخلوا على الخط حين تصدّرت الدولمة الترند العالمي، لم يفوّت بعض السياسيين الفرصة، فأحدهم صرّح في مؤتمر صحفي قائلاً: “نحن نخطط لإطلاق مشروع (دولمة لكل بيت) كجزء من الإصلاح الغذائي!” بينما وعد آخر بإنشاء "وزارة الدولمة والشؤون الشهية"، وكأنها قضية أمن قومي! والطريف أن العراقيين اتفقوا لأول مرة منذ سنوات على جملة واحدة: “إحنا نختلف بكل شي، بس نتوحد على قدر الدولمة.” يبقى قدر الدولمة العراقي هو الإنجاز الوحيد الذي استطاع أن يحقق ما فشلت به الحكومات المتعاقبة: توحيد العراقيين داخل قدر واحد! الدولمة العراقية... دبلوماسية الطعم التي انتصرت على السياسة! . الدولمة ليست مجرد طعام، بل رمز اجتماعي عابر للطوائف والسياسة. على المائدة، لا أحد يسأل: من أي حزب أنت؟
الدولمة العراقية اليوم تتجوّل في العالم بجواز سفر دبلوماسي، تفتح الأبواب بلا تأشيرة. فهناك من يقدمها في مطاعم خمس نجوم ، بينما في العراق تُقدم في المناسبات مجاناً. الفرق الوحيد: في العراق تُأكل بالأصابع وبصوت همممممم!، وفي أوروبا تُؤكل بسكينة وشوكة وكأنها عملية جراحية في القلب.



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة اليها
- ضجيج بلا اثر
- الانتخابات .. الوجه الآخر للقمر
- العراق بين الحلم المؤجل والواقع المرير
- حلم المسافات الطويلة
- احلام ذلك الزمان
- المثقف وورقة الاقتراع
- المثقفون واشكالية السلطة
- دولة الجسور والمولات... وجنازة الصناعة العراقية
- فراسة الحب
- الصمت الانتخابي... الهدوء الذي فضح كل شيء
- اعلام الضجيج
- الحقائب المدرسية .. حقائب اثقل من طفولة اطفالنا
- أكتب كي احيا
- حمورابي… رز ولحم بطعم الحضارة
- ارتجافة الحب الاول
- الشهادة بين الرصانة والابتذال العلمي
- المستشفيات الأهلية وشرف المهنة
- مهرجانات للتهريج
- سقوط الذائقة الفنية في الفن المسرحي والتلفزيوني


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد الطيب - الدولمة العراقية ترند في مطاعم العالم