أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصرت كيتكاني - الطريق نحو التعايش السلمي














المزيد.....

الطريق نحو التعايش السلمي


نصرت كيتكاني

الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم يزداد اضطرابا يوما بعد يوم تبرز الحاجة الملحة إلى مبدأ إنساني بسيط لكنه عميق : احترام خصوصية الشعوب و ثقافاتها و هوياتها .
لقد أثبت التاريخ أن المجتمعات التي حاولت فرض نموذج واحد على الجميع سواء كان سياسيا أو دينيا أو ثقافيا انتهت إلى التمزق والصراع الداخلي .
بينما ازدهرت الأمم التي أدركت أن التنوع ليس ضعفا بل هو سر الحياة نفسها .
فالخصوصية ليست انعزالا… بل وعي بالذات
الخصوصية الثقافية لا تعني الانغلاق أو العداء للآخر بل تعني أن كل مجتمع له ذاكرته الجماعية و تجربته التاريخية التي يجب احترامها .
حين نحترم تلك التجارب نفهم دوافع الناس و نكف عن محاكمتهم بمعاييرنا الخاصة .
فما يصلح في أمريكا لا يستنسخ بالضرورة في الشرق الأوسط .
وما نجح في اليابان لا يمكن نسخه في إفريقيا أو العالم العربي بنفس الأدوات .
لكن الفارق الجوهري هو أن هذه الدول رغم اختلافها احترمت نفسها أولا .
أمريكا لم تفرض على شعبها شكلا واحدا من الحياة بل سمحت بتعدد الرؤى والاتجاهات .
واليابان لم تتخل عن تراثها لتتطور بل جعلت من قيمها أساسا للتقدم .
أما كوريا الجنوبية و سنغافورة و ماليزيا فقد جمعت بين الحداثة والتقاليد بطريقة متوازنة تحافظ على الكرامة الوطنية وتفتح أبواب المستقبل .
ان أخطر ما يهدد التعايش هو الاستعلاء أن يعتقد أحدهم أنه يملك الحقيقة الكاملة أو أن ثقافته أرقى من غيرها .
هذا التفكير ولد الحروب و أشعل العداوات و مزق المجتمعات من الداخل .
فالإنسان حين يحتقر المختلف يبدأ بفقدان إنسانيته قبل أن يخسر الآخرين .
فالتعايش لا يبدأ بالخطابات الرسمية بل يبدأ من الوعي الشعبي :
حين يتوقف الناس عن استخدام الدين أو القومية أو اللون كمعيار للحكم على بعضهم وحين يصبح الإنسان هو القيمة العليا عندها فقط نستطيع بناء سلام حقيقي .
في منطقتنا ما زال البعض يظن أن فرض الرأي أو المعتقد أو اللغة هو الطريق للوحدة
بينما الحقيقة أن الوحدة لا تبنى على القسر بل على الاحترام المتبادل .
لقد دفعنا ثمنا باهظا بسبب محاولات طمس الهويات أو استغلالها لأغراض سياسية .
فالتنوع القومي و الديني و المذهبي الذي نملكه يمكن أن يكون جمالا غنيا أو وقودا للفتنة والفرق يصنعه الوعي .
فالتعايش ليس ضعفا بل شجاعة
و أن تحترم المختلف لا يعني أنك تتنازل بل يعني أنك أقوى من الخوف .
القوي هو من لا يحتاج إلى كراهية الآخرين ليؤكد ذاته .
والدول التي أدركت هذه الحقيقة بنت مجتمعات متماسكة لا تهتز بالخطابات المتطرفة أو العواصف السياسية .
في النهاية لن يكتب لنا السلام إذا استمررنا في تجاهل سنة الحياة :
أن العالم متعدد وأن الناس ليسوا نسخا متطابقة من فكرة واحدة .
فليكن شعارنا :
احترم لتحترم و تعايش لتزدهر .
و التاريخ لا يتذكر من أشعلوا الفتن بل من أطفأوها .
و المستقبل لا يصنعه المتعصبون بل من آمنوا بأن الإنسانية أكبر من الانتماءات الضيقة .



#نصرت_كيتكاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تغيب الروادع من المجتمع
- الثأر في المجتمعات من العاطفة الى السياسة
- الزمن الذي فقد المعنى
- عندما يغيب الضمير
- التضليل الإعلامي و صناعة الوهم و اغتيال الوعي
- الاصدقاء هل هم حقيقة أم وهم
- الحياة مواقف و ليست مصالح
- بين هم المواطن و خطاب السياسة ... اين الحل
- بين الشخص و الوظيفة قد تضيع المسؤولية
- الواجهة البراقة و الجوهر المظلم
- الأزمة الاجتماعية الاقتصادية .... تهديد صامت لأمن العالم وتم ...
- المغترب ... انسان ممزق بين غربتين
- المجتمع أعمق من خلافات النخب
- ضياع المواطن بين المرجعيات ... أزمة مجتمع معاصر
- العاطفة في السياسة بين التضليل و فقدان القيم المجتمعية
- السياسة العالمية بين الجماهير و الكواليس
- الكلمة و المثقف .... مسؤولية بناء لا وقود صراع
- السلام المجتمعي هو خيار الاقوياء لا الضعفاء
- العدالة الاجتماعية و تقارب المجتمعات أساس السلام و التنمية ا ...
- الأهداف التركية في الأزمات الحالية (الجزء الأول)


المزيد.....




- معاملة خاصة لا تُمنح لباقي النزلاء.. نظرة على سجن مساعدة إبس ...
- عامل في مستشفى الفاشر: -فقدت زملائي… فقدت الوجوه التي كانت ت ...
- ميرتس يشدد على بقاء الشبان الأوكرانيين في أرضهم وعدم تزايد أ ...
- الإفراج عن بوعلام صنصال.. هل يعتبر مؤشرا إلى تهدئة دبلوماسية ...
- هل ترمم عودة توت قلواك الثقة وتوازن السلطة بجنوب السودان؟
- صحف عالمية: تخريب المستوطنين بساتين الزيتون بالضفة تطهير عرق ...
- جبل كليمنجارو يفقد 75% من أنواع النباتات خلال قرن
- جيش الاحتلال يواصل التجريف والنسف رغم سريان اتفاق إنهاء الحر ...
- بمشاركة 10 دول.. الناتو يختتم مناورات عسكرية في رومانيا
- مهدي السودان.. كيف هزم الخديوي وأسقط غوردون باشا؟


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصرت كيتكاني - الطريق نحو التعايش السلمي