أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصرت كيتكاني - التضليل الإعلامي و صناعة الوهم و اغتيال الوعي














المزيد.....

التضليل الإعلامي و صناعة الوهم و اغتيال الوعي


نصرت كيتكاني

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    


التضليل الإعلامي و صناعة الوهم واغتيال الوعي
في زمن لم يعد فيه الكذب عيبا، بل مهارة إعلامية أصبحنا نعيش وسط ضجيج من الحقائق المزيفة والأخبار المصنوعة على عجل كالوجبات السريعة.
يكفي أن تفتح هاتفك لتجد أن العالم منقسم بين من يصرخ نحن المنتصرون وبين من يحاول فقط معرفة من انتصر على من؟
الإعلام اليوم لا ينقل الحقيقة... بل يؤلفها و يضع لها موسيقى تصويرية وشعارا وطنيا وربما دمعة اصطناعية في نهاية النشرة.
كل شيء محسوب بدقة : الكلمات، الزوايا، وحتى تنهدات المذيع .
إنه عالم لا يدار بالحقائق بل بالمشاعر الموجهة.
يطل عليك أحدهم من الشاشة ليخبرك أن الوضع ممتاز بينما المواطن يقف في طابور الخبز وهو يفكر أيهما انتهى أولا: صبره أم راتبه؟
يخبرونك أن الشعب صامد دون أن يخبرك أنه صامد رغمهم لا بفضلهم.
بل إن بعضهم يتقن لعبة التضليل لدرجة أنك تكاد تصدق أن الهزيمة نصر وأن الفشل إنجاز وأن الكارثة تحول استراتيجي .
لقد تحولت الحقيقة في هذا الزمن إلى بضاعة صينية لامعة المظهر رخيصة الجودة وسريعة العطب.
أما الإعلاميون المخلصون للحقيقة فمكانهم إما خلف الكواليس أو خلف القضبان.
ومع مرور الوقت يصبح الكذب مألوفا، والصمت فضيلة والوعي تهمة.
يعتاد الناس على الأخبار المعلبة حتى يفقدوا القدرة على تمييز الطعم الأصلي للحقيقة.
ويصبح التضليل لا يحتاج إلى مؤامرة كبرى بل يكفي له جمهور متعب يكتفي بالتصفيق.
وهكذا في زمن الذكاء الاصطناعي يبدو أن أكثر ما نفتقده هو الذكاء الطبيعي.
فمن كثرة ما تم العبث بعقول الناس باتت الحقيقة تحتاج إلى مترجم والوعي إلى حماية والعقل إلى إذن مرور.
و في النهاية إن أخطر ما يصنعه التضليل الإعلامي ليس تشويه حدث أو تزييف حقيقة فحسب
بل هو اغتيال الوعي الجمعي للأمة، وتحويل الناس من فاعلين إلى متفرجين
ومن باحثين عن الحقيقة إلى متلقين سلبيين لكل ما يقال لهم.
حين يكبر جيل على إعلام يخلط بين البطولة والمأساة وبين الانتصار والهزيمة
فإنه سيصدق كل من يرفع صوته حتى لو كان يقول هراء.
والمجتمعات التي تفقد بوصلتها الإعلامية
تفقد معها قدرتها على الحلم وعلى التفكير وعلى التغيير.

إن مواجهة التضليل لا تحتاج سلاحا أو منصة بل تحتاج ضميرا يقظا، وجرأة في السؤال و ذاكرة لا تمسح بسهولة.
ففي زمن الكذب المنظم يصبح الوعي مقاومة ويصبح الصدق ثورة بحد ذاته.



#نصرت_كيتكاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصدقاء هل هم حقيقة أم وهم
- الحياة مواقف و ليست مصالح
- بين هم المواطن و خطاب السياسة ... اين الحل
- بين الشخص و الوظيفة قد تضيع المسؤولية
- الواجهة البراقة و الجوهر المظلم
- الأزمة الاجتماعية الاقتصادية .... تهديد صامت لأمن العالم وتم ...
- المغترب ... انسان ممزق بين غربتين
- المجتمع أعمق من خلافات النخب
- ضياع المواطن بين المرجعيات ... أزمة مجتمع معاصر
- العاطفة في السياسة بين التضليل و فقدان القيم المجتمعية
- السياسة العالمية بين الجماهير و الكواليس
- الكلمة و المثقف .... مسؤولية بناء لا وقود صراع
- السلام المجتمعي هو خيار الاقوياء لا الضعفاء
- العدالة الاجتماعية و تقارب المجتمعات أساس السلام و التنمية ا ...
- الأهداف التركية في الأزمات الحالية (الجزء الأول)
- مواطن مخدوع و حرب مفككة


المزيد.....




- الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للأدب
- تامر حسني يعيد رموز المسرح بالذكاء الاصطناعي
- رئيس منظمة الاعلام الاسلامي: الحرب اليوم هي معركة الروايات و ...
- الدكتور حسن وجيه: قراءة العقول بين الأساطير والمخاطر الحقيقي ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...
- انطلاق مهرجان زاكورا السينمائي في المغرب
- كل ما تحتاج معرفته عن جوائز نوبل للعام 2025
- -سلام لغزة-.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصرت كيتكاني - التضليل الإعلامي و صناعة الوهم و اغتيال الوعي