نصرت كيتكاني
الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 14:22
المحور:
قضايا ثقافية
العاطفة في السياسة بين التضليل وفقدان القيم
المجتمعية
السياسة، في جوهرها، يجب أن تكون فن إدارة المجتمع على أسس المصلحة العامة والعدالة والإنصاف. لكن ما يحدث غالبًا هو انسياق الناس – وأحيانًا النخب – خلف العواطف والشعارات، بدلًا من التمسك بالقيم الحقيقية التي تحفظ المجتمع و تضمن استقراره.
فالعاطفة سلاح ذو حدين؛ يمكن أن تحفّز على التضامن أو تجرّ إلى التهور. كثير من القوى السياسية تستغل مشاعر الغضب، أو الحماسة القومية، أو الحس الطائفي لتوجيه الناس نحو مواقف لا تخدمهم على المدى البعيد. في لحظة اندفاع، تُتخذ قرارات كارثية تدفع ثمنها الأجيال.
و حين تُغلب العاطفة على العقل، تُهمَّش القيم الأساسية:
قيمة العدالة تتحول إلى ثأر.
قيمة الوطنية تتحول إلى شعارات جوفاء.
قيمة الكرامة الإنسانية تُستبدل بالاستعراض الإعلامي.
بهذا الشكل، يبتعد المجتمع عن بوصلته الأخلاقية ويضيع في صراع شعارات.
و ان المجتمعات لا تستقر بالعواطف المنفلتة، بل بالقيم الراسخة: الحوار، احترام التنوع، العدالة، والمسؤولية.
المثقف وصاحب الكلمة هنا مطالب بألا ينجرف مع الموجة، بل أن يكون صوت العقل، يُذكر الناس بأن التغيير الحقيقي لا يصنعه الانفعال المؤقت، بل بناء منظومة قيم تترجم إلى مؤسسات و ممارسات.
كما ان الانسياق وراء العواطف في السياسة أشبه بمن يسير خلف دخان يظنه نوراً.
أما التمسك بالقيم الحقيقية فهو ما يحفظ للمجتمع تماسكه و كرامته.
بين العاطفة العابرة والقيمة الدائمة، يجب أن نختار ما يصنع المستقبل، لا ما يستهلك الحاضر.
#نصرت_كيتكاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟