سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 02:47
المحور:
الادب والفن
"اسقِني واشربْ على أَطْلالِهِ
واروِ عنِّي طَالما الدَّمعُ رَوى"
" إبراهيم ناجي"
وَجَدتُ في وَجهِكَ
كُلَّ الوُجوهِ،
فَلَمْ أَجِدِ الوَجهَ -
وَجهَكَ - في كُلِّ وُجوهِ البَشَرِ.
وَكَأنَّ بِلادي
وَجَدتُ بها كُلَّ بُلدانِ هذا الأَثَرِ،
فَلَمْ أَجِدِ البِلادَ بها،
ولا البُلدانُ تُشْبِهُها في الصُّوَرِ.
وَجهُكَ
كانَ البِلادَ،
وكانَ البُلدانَ،
ولَم تَكُنِ البِلادُ - وَجهَكَ -
ولا البُلدانُ تُشْبِهُ هذا الخَفَرِ.
الأَمْسُ البَعيدُ:
وَجهُكَ والبِلادُ
كِتابُ تَاريخٍ مُصَوَّرٍ كانَ.
الحاضِرُ الآنَ:
وَجهُكَ والبِلادُ
زُجاجٌ مُهَشَّمٌ
لِواجهَةِ مَتحَفٍ مَنسِيٍّ،
يَسْكُنُهُ الصَّدَى وَالغُبارُ.
والغَدُ:
وَجهُكَ والبِلادُ
طَلَلٌ عَفَا،
ولا مَنْ يُنادِي:
أَلا عِمْ صَباحًا،
أَيُّهَا الطَّلَلُ البَالِي*.
وحينَ أُغَمِّضُ جَفنَيَّ،
أَراكَ - لا كَوَجهٍ -
بَل كَوَطَنٍ لا يُرى في الخُطوطِ،
فَأَضُمُّكَ كالتُّرابِ إلى صَدري،
فَتَعودُ البِلادُ وَجهًا،
ويَعودُ الوَجهُ بِلادًا،
وأَعودُ أَنا طِفلًا
يَعْبُرُ الزَّمانَ عُرْيانَ
إلّا مِنْ وَجهِكَ وَوَطَنِكَ،
اللَّذَيْنِ لَمْ يَكُونا يَوْمًا
إلّا واحِدًا.
وَيَبقى وَجْهُكَ
كَنَجْمٍ يُهْدِئُ اللَّيْلَ الوحيدِ،
يُرشِدُ الطَّريقَ إِلى ما تَبقّى مِنَ البَيْتِ
فِي الحُلْمِ -
وَجْهُكَ.
الكودا
وفي آخِرِ الحُلمِ،
تَغيبُ الوُجوهُ،
ويَبقى وَجهُكَ
كَنَجْمٍ يُدَجِّنُ في اللَّيلِ وَحدي،
يَدُلُّ الطَّريقَ إلى البَيتِ،
لا البَيتَ...
بَل ما يَبْقى مِنَ البَيتِ في الحُلْمِ -
وَجهُكَ.
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟