أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - شط العرب: بانتظار معجزة كونية














المزيد.....

شط العرب: بانتظار معجزة كونية


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 09:48
المحور: سيرة ذاتية
    


يعلم الله بعدد الرحلات التي قطعتها ذهاباً وإياباً في الليل والنهار عبر منعطفات هذا النهر الخالد منذ عام 1974 ولغاية عام 2016. .
قطعتها بسفن متنوعة الأحجام والأطوال والقدرات. لكل سفينة سجلها التجاري الطويل، ولكل طاقم حكاياته الحافلة بالمغامرات. أما أنا فكانت لي صولات وجولات في مياهنا الإقليمية. كتبت عنها الكثير في معظم مؤلفاتي. .
لقد تدرجت في مراتب التأهيل الملاحي من الادنى إلى الأعلى، لكنني وعلى الرغم من تراكم خبراتي وتحسن مهاراتي كنت اشعر انني مازلت تلميذاً مجتهداً في مدرسة شط العرب. .
لكل رحلة ظروفها وأجواءها، ولكل سفينة خصوصيتها. حتى الشط نفسه كان يبدو متجدداً متغيراً، وأحياناً غاضباً متقلب المزاج. .
لقد توقفت الملاحة تماما للمدة من 22 / 9 / 1980 ولغاية عام 1990 بسبب الحرب فتراكمت الأطيان والمخلفات الحربية. .
ففي المرحلة التي سبقت الحرب كانت الممرات المائية تعج بحركة دؤوبة للسفن العملاقة. كانت اكثر نشاطا وحيوية من قناة السويس، قوافل قادمة وأخرى مغادرة، وسفن عملاقة تنتظر على المرساة، بينما تزدحم الارصفة بالسفن التجارية والناقلات النفطية. ثم انخفضت كثافتها إلى الحد الأدنى بعد عام 1990. باتت مقتصرة على السفن الصغيرة وبغواطس اقل من خمسة أمتار. . وهكذا فقدت الممرات أعماقها السابقة (كانت عشرة أمتار) وفقدت الموانئ طاقاتها، واضمحلت السواحل، واختفت غابات النخيل التي كانت تذهل العقول بكثافتها وجمالها الساحر. اصبحت الشواطئ جرداء عارية مقفرة قاحلة متصحرة، واصبحت القرى مهجورة مدمرة مسحوقة. اصيبت الموانئ القديمة بالشلل التام. لم تعد مثلما كانت عليه في عصورها الذهبية. تغيرت ملامحها الجغرافية والزراعية والبيئية، وتصاعدت معدلات عمودها الملحي بالتزامن مع تصاعد التيارات القادمة من البحر وذلك بسبب اختلال التوازن بين قوة التيارات المدية وقوة التيارات النهرية، حيث كانت الغلبة للتيارات المدية الصاعدة. فالشط الذي كنا نعرفه قبل عام 1980 يختلف تماما عن الشط بشكله الحالي ونحن في عام 2025. .
لقد فقدنا نصفه عام 1975 ثم بانت عليه علامات الوهن والشيخوخة شيئا فشيئا على الأجزاء المتبقية بعد الحرب حتى فقد حيويته وخسر مكانته الملاحية والزراعية والسياحية، فهو الآن عبارة عن صورة قديمة معلقة على صفحات الأطلس العتيق، ولن يستعيد عافيته إلا بمعجزة كونية أو بملحمة سومرية تشبه ملحمة الطوفان. . وهذا هو المستحيل بعينه. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة البحث عن ( إنكي )
- وهل للسودان علاقة بإيران ؟
- نافذة لجبر الخواطر
- اذكى من نيقولا تسلا
- التافهون وحروبهم ضد الوعي
- السودان: ارض المآسي والويلات
- هل تريدون الفوز بالانتخابات ؟
- وزير مستقل من البصرة
- مفاتيح الجنان وبوابة البرلمان
- فيلم: بيت الديناميت
- معارك الشعب ضد نفسه
- صفايا يا صفايا عطشان اسقيني مايا
- ما الذي يتعلمه العراقيون من ممداني ؟
- بيئة مشوهة وسلوكيات مغلوطة
- مصنع مجاني لإنتاج الأدوية
- الطائفي: اما صهيوني أو متصهين
- دولة تعزك ودولة تسحقك
- حاسبوا انفسكم بانفسكم
- الجرار الذي جلب العار
- خروقات في البحرية البريطانية


المزيد.....




- الملكة رانيا تختار إطلالة خضراء عصريّة بقمة -عالم شاب واحد- ...
- CNN تتحدث إلى زهران ممداني من داخل مترو الأنفاق قبل يوم الان ...
- نبيه بري: مزاعم إسرائيل بشأن وصول الأسلحة إلى لبنان عبر سوري ...
- -فتح أول سد تركي للمياه باتجاه العراق-.. ما حقيقة الفيديو ال ...
- مالي: هل اقترب سقوط باماكو بين أيدي الجهاديين؟ وماذا عن كوال ...
- بعد توقيف المدعية العامة العسكرية في إسرائيل: هل تقضي حكومة ...
- هل يستخدم ترامب ورقة مكافحة المخدرات ذريعة لتغيير النظام بفن ...
- ماذا وراء مزاعم ترامب حول -الإبادة الجماعية- لمسيحيي نيجيريا ...
- قتلى وجرحى جراء استهداف مسيرة للدعم السريع سرادق عزاء في الأ ...
- عاجل | شبكة أطباء السودان: عشرات الجثث مكدسة في منازل بمدينة ...


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - شط العرب: بانتظار معجزة كونية