كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 08:26
المحور:
المجتمع المدني
ما رأيت سلوكاً إنسانياً يعكس آدميتنا، مثل: جبر خواطر الناس. .
أذهلتني ليلة البارحة نافذة تشبه نافذة الصرف الآلي يديرها مواطن بحريني مُحسن اسمه (ابو نوف الخلقي). خصصها لسماع شكاوى الناس والتعرف على همومهم ومعاناتهم، وتقديم المساعدات السخية والمجزية. .
لم تتوفر لدي المعلومات الكافية عن هذا الرجل الطيب، كل ما عرفته ان هذه النافذة كانت موجودة في مكان ما من مملكة البحرين. فالناس هناك جبلوا على الخير والعطاء، وحملوا من الطيبة والخصال الراقية ما جعلهم منفردين متميزين بإنسانيّتهم وسمو اخلاقهم. .
يأتي المواطن المحتاج (أو المواطنة المحتاجة)، ليقف بإزاء النافذة ويحكي قصته، وهذا ما فعلته فتاة بحرينية تدعى (ميقات). وقفت وحدها هناك بعدما ضاقت بها السبل. فجاءها الصوت الودود للترحيب بها، ويبدأ حواره معها. سؤال وجواب عن مشاكلها الحياتية والمنغصات اليومية، وعن ظروفها القاهرة والصعوبات التي تواجهها، فتأتي الحلول الفورية على شكل هدايا وعطايا وأموال، تستلمها الفتاة من بوابة صغيرة مخصصة لهذا الغرض. .
لسنا هنا بصدد نشر الحوار، لكن بكاء تلك الفتاة وسعادتها الغامرة وهي تتخلص من همومها كلها بلحظة واحدة جعلنا نحن المتابعين نتفاعل معها ونبكي بلا شعور. فقد امتزجت لدينا مشاعر الفرح والحزن على غياب هذه النوافذ الخيرية في مدننا. .
لا ادري فيما إذا كانت هذه النافذة مازالت تعمل في البحرين، ام انتهت مهمتها ؟. .
وعلى السياق نفسه شاهدت في مدينة دبي نوافذ مشابهة لتلك النافذة منتشرة في بعض الأسواق والمولات مخصصة لتوزيع الخبز بالمجان. حيث تجد أمامك لوحة حساسة تشبة لوحة الكومبيوتر. فيها خانات لاختيار نوع الخبز والعدد المطلوب. فتحصل على الخبز الحار وبالنوعبة التي تريدها. .
لا ريب انها خدمات بسيطة يمكن توفيرها للمواطنين او لطلاب المدارس والجامعات، فجبر الخواطر لا يُكلّف شيئاً، لكنه يُحيي قلوباً مكسورة. .
الكلمة الطيبة صدقة، وأعظم الصدقات هي التي تجبر قلباً منكسراً. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟