| 
                    
                 | 
                
                    
                        
                        
                        
                            
                            
                                
                             
                            
                                
                                    اعترافات المطر الخجول قراءة في نص لرنا جمال
                                
                            
                            
                               
                                    
                               
                                
                                
                                   
                                     
 
                                         
                                        
                                            داود السلمان
                                        
                                            
                                                
                                        
                                        
                 
                
                 
                
                
                 
                     
                
                 
              
                                        
                                        
                                      
                                         
                                        
                                            الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 20:58
                                        
                                         
                                        المحور:
                                            الادب والفن
                                        
                                         
                                            
                                        
                                         
                                     
                                      
                                        
                                        
                                        
                                        
                                            
    
    
 
                                       
                                         
                                         
                                 
                                
                                   
                                        
                                            
                                              (1) النص الشعري – هذا الذي بين ايدينا - الذي كتبته رنا جمال يفيض بعاطفة شفافة تمزج بين الحنين والحب والتأمل في جوهر الوجود الإنساني حين يتقاطع مع حضور الآخر. وفيه تتجلى شاعرية عالية تعتمد على الصورة الرمزية والمجاز، حيث يصبح الحب ليس مجرّد علاقة عاطفية بين شخصين، فحسب، بل حالة كونية تنفتح على الوجود كله، وعلى اللغة، والزمن، والطفولة، والضوء. هذا النص يعيد تعريف الحب كقوة خالقة تُعيد العالم إلى نقائه الأول، وتجعل الإنسان أكثر قربًا من ذاته ومن الحياة. (2) تبدأ القصيدة بصورة المطر الذي "يستيقظ خجولًا في أعماق القلب"، وهي صورة تجمع بين الطبيعة والعاطفة، فالمطر رمز للتجدد والنقاء، واستيقاظه في القلب يشير إلى انبعاث المشاعر بعد خمول، أو إلى بدء حالة وجدانية جديدة تنبع من الداخل لا من الخارج. خجل المطر يوحي برقة الشعور وعمق التجربة، وكأن العاطفة ما زالت في طور البوح الخفي. ثم تتابع الشاعرة لتصف كيف يكتب هذا المطر على "جدار الشوق ما لم تقله العيون"، فتنتقل من الحسي إلى الرمزي: الشوق له جدار، والعيون التي عادة تعبّر بالصمت صارت عاجزة عن القول، فاستعانت الطبيعة (المطر) لتعبّر عنها. هنا تتجسد اللغة كوسيط بين الداخل والخارج، بين الإحساس والكلمة. (3) في المقطع التالي، تتفتح الأحلام في الحبيب "كزهور تجهل الفصول"، وهذه استعارة تفيض بالدلالات؛ فالزهر عادة ما يرتبط بالفصول وبالدورة الطبيعية للحياة، لكن هذه الأحلام خارجة عن الزمن، دائمة الإزهار، كما أن جهلها بالفصول يعني نقاءها واستمرارها، فهي لا تنضج ولا تذبل، بل تبقى في حالة دهشة دائمة. عندما تقول الشاعرة "تطل على ضفاف غياب ناعم"، فهي تخلق مفارقة شعرية، إذ يُقدَّم الغياب عادة كألم قاسٍ، لكنّها تلطفه وتمنحه نعومة وهدوءًا، كأنه جزء من الحضور. أما غسلها بالحنين "كما يُغسل الجرح بماء الطفولة"، فيجعل من الحنين دواءً لا داءً، ومن الطفولة رمزًا للصفاء الأول الذي يُعيد شفاء الجرح العاطفي. (4) ثم يتعمق النص في تصوير العلاقة بين الحب والزمن. كل لحظة قرب تتحول إلى "نداء من حياة أخرى"، وهذا يعكس الإحساس بأن الحب يمنح الإنسان حياة ثانية، مختلفة عن الحياة المألوفة. العالم الذي "لا يزال صالحًا للحب" هو إعلان إيماني بقدرة العاطفة على إصلاح الوجود وإحياء الأمل. النجوم التي "لا تنطفئ بل تختبئ في عينيك" تكشف عن رؤية شعرية للضوء كمجاز للحقيقة والجمال، وتحوّل الحبيب إلى كائن كوني يحمل في عينيه إشراق العالم. (5) وفي لحظة الامتزاج الكامل، تقول الشاعرة "حين أكون معك لا يعود الحنين غيابًا"، وهنا يتحقق التحول الوجداني الأعمق: فالحب لم يعد بحثًا عن المفقود بل حضورًا متجددًا حتى في الغياب. الطريق المبلل بالدفء يجري بين العاشقين، فيمزج بين عنصري الماء والنار، بين البلل والحرارة، ليجسد توازنًا عاطفيًا فريدًا. التعب يُمحى، ويُترك "عطش جميل للقاء جديد"، مما يجعل الحب في حالة دائمة من التجدّد والرغبة، لا الاكتفاء أو الخمود. (6) في المقطع الختامي، يتحوّل الحبيب إلى رمز شفائي كوني: "يا من في حضوره تُشفى الأرواح من غربتها". الغربة هنا ليست مكانيّة بل وجوديّة، وحضور الآخر يرمّم هذا التصدّع الداخلي، يعيد الإنسان إلى ذاته وإلى زمن الطفولة، حيث النقاء والبساطة. الطفولة التي "تغني في عروق الوقت" تشكّل صورة زمنية مدهشة، إذ يصبح الوقت نفسه كائنًا حيًا يتغذى من براءة الفطرة. (7) الختام يكثّف المعنى: "كن كما أنت دهشة تمشي على مهل، ووعدًا لا يُقال لكنه يزهر في كل نبضة كما يزهر الضوء في العتمة". هذه الخاتمة تمثل ذروة النضج الشعري في النص، فهي تدعو إلى البقاء في جوهر الذات دون تصنّع، إلى أن يكون الحب فعل وجود لا قول، وأن يظل الوعد غير منطوق لأنه يتحقق في الفعل، في النبض، في الصمت المضيء. الضوء الذي يزهر في العتمة هو رمز الأمل والإشراق الداخلي الذي لا يحتاج إلى برهان. (8) امّا من الناحية الفنية، تعتمد الشاعرة على لغة حسية شفافة متوازنة بين الموسيقى الداخلية والإيحاء البصري. لا يوجد وزن تقليدي واضح، لكنها تستخدم إيقاعًا ناعمًا من خلال التكرار والتناغم بين المفردات ("الحنين، الحضور، الغياب، الضوء، الطفولة"). وبالتالي، الصور في النص ليست زخرفية، بل عضوية تنبع من التجربة الشعورية ذاتها. كما أنّ النص ينتمي إلى شعر الوجد المعاصر الذي يزاوج بين الذات والكون، ويمنح اللغة وظيفة التطهير والتجلي. إنه نص يحتفي بالحب كحالة من الكشف والخلق، ويحوّل العاطفة إلى فلسفة ناعمة تُعيد الإنسان إلى طهارة البداية، ويعيد تعريف معنى الأمل. (9) النص:  في أعماقِ قلبِكَ يستيقظُ المطرُ خجولًا يكتبُ على جدارِ الشوقِ ما لم تقلهُ العيونُ تنبتُ أحلامي فيك كزهورٍ تجهلُ الفصول تُطلُّ على ضفافِ غيابٍ ناعم وتُغسلُ بالحنينِ كما يُغسلُ الجرحُ بماءِ الطفولة كلُّ لحظةٍ بقربِك هي نداءٌ من حياةٍ أخرى تقولُ لي إنّ العالمَ لا يزالُ صالحًا للحب وأنّ النجومَ لا تنطفئ بل تختبئُ في عينيكَ حين أكونُ معكَ لا يعودُ الحنينُ غيابًا بل طريقًا مبللًا بالدفء يجري بيننا يمحو آثار التعب ويتركُ لنا عطشًا جميلاً للقاءٍ جديد. يا من في حضورِه تُشفى الأرواحُ من غربتِها وتعودُ الطفولةُ لتغني في عروقِ الوقت كُن كما أنتَ  دهشةً تمشي على مهل ووعدًا لا يُقال لكنّه يزهرُ في كلِّ نبضةٍ كما يزهرُ الضوءُ في العتمة رنا جمال (L.A)
                                                  
                                            
                                            
                                          
                                   
                                     
              
                                        
                         #داود_السلمان (هاشتاغ) 
                           
                          
                            
                          
                        
                           
                          
                         
                
                                           
                                            
                                             
                                              
                                            
                                            ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
                                        
                                            
                                             
                                             
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع. 
  
  
                                                               
           
			
         
                                          
                                        
                                        
                                        
                                        
                                         
                                         
    
    
    
                                              
                                    
                                    
    
    
   
                                
    
    
                                    
   
   
                                         
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟
     
      
                                 
                              
                              
    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                     
                               
                                  
                                  
 
                                
                          
                     
                    
                    
                    
                    
                        
                            
                                رأيكم مهم للجميع
                                - شارك في الحوار
                                والتعليق على الموضوع 
                                للاطلاع وإضافة
                                التعليقات من خلال
                                الموقع نرجو النقر
                                على - تعليقات الحوار
                                المتمدن -
                             | 
                         
                        
                            
                            
                            | 
                             | 
                         
                     
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                     
                    | 
                        نسخة  قابلة  للطباعة
                         
                    | 
                        ارسل هذا الموضوع الى صديق
                         
                    | 
                        حفظ - ورد
                         
                     
                    | 
                        حفظ
                          |
                    
                        بحث
                         
                    | 
                          إضافة إلى المفضلة
                    | 
                         
                        للاتصال بالكاتب-ة
                     
                    
                             عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
                    
                    
                     
                    
                      	
                    
                    
               
                
                 | 
                
                    
                
                
                     - 
                    
                     
                        
                    وجع مؤجل
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    مفهوم العقل الفقهي عند كمال الحيدري
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    كمال الحيدري وخصومه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    كمال الحيدري.. الفيلسوف الذي أشعل نار العقل في محراب المقدس(
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    نهاية الإنسان تبدأ حين ينتمي إلى القطيع
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    تزوير وجهي الرّسمي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    عبرتُ لأنكِ لم تمسكي بيدي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    مَن رجل الدين؟
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    المرأة في فلسفة شوبنهاور: نظرة دونية تشاؤمية
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    سقوط النجمة في جيب الزورق
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    خلاصة كتابي (اعترافات) قيد النشر
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    حين يصير التفكير ألمًا: قراءة في (محنة الإنسان في عالم الإمك
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إلى أين يمضي الفساد في العراق 
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ليس دفاعًا عن ترامب
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    احتمالات الذات بين الخيبة والقداسة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    هبّ الله: وجوه الأمومة المفقودة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    أياد الطائي… ضحية وطن
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    من بغداد إلى هلسنكي: خيبة الهجرة وصراع الذات
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    حين صار الشيطان شيخًا… والفقر طريقًا إلى الجنة!
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    نيتشه والمرأة: سردية الحب والعزلة
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
 
 
 
  
                
                
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    إشهار كتاب  دم على أوراق الذاكرة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
  
                
                
                     - 
                    
                     
                        
                    إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا
                        ...
                    
                     / عبدالرؤوف بطيخ
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    المرجان في سلة خوص كتاب كامل
                     / كاظم حسن سعيد
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    بيبي  أمّ الجواريب الطويلة
                     / استريد ليندجرين- ترجمة  حميد كشكولي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
                     / كارين بوي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
                     / د. خالد زغريت
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    الممالك السبع
                     / محمد عبد المرضي منصور 
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    الذين لا يحتفلون كتاب كامل
                     / كاظم حسن سعيد
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    شهريار
                     / كمال التاغوتي 
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا
                     / حسين جداونه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    شهريار
                     / كمال التاغوتي
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
                    
                     
        
        
        
      
       
        
     
                 |