أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم ياسين - شيطان الشرق














المزيد.....

شيطان الشرق


علي جاسم ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجسد صورة الزعيم الذي يتقن لعبة التناقضات. فهو يرفع راية الإسلام ويدّعي الدفاع عن قضايا الأمة، وفي الوقت نفسه يتصرف بمنطق الدولة البراغماتية التي تستخدم المبادئ لتحقيق مصالحه الشخصية والوطنية. هذا التناقض جعل أردوغان، في نظر كثيرٍ من المراقبين، إسلاميا منافقا وانتهازيا يخادع المسلمين البسطاء، رجلٌ يتقن ارتداء الأقنعة وتبديل المواقف بما يخدم طموحاته السياسية.
رغم خطابه المتكرر عن الاستقلال عن الغرب و نهضة الأمة الإسلامية، تكشف سياسات أردوغان عن روابط وثيقة تجمعه بالولايات المتحدة وحلف الناتو. فمن قاعدة إنجرليك التي تُستخدم لانطلاق العمليات العسكرية الغربية، إلى مواقفه المتقلبة في الملفات الإقليمية، يبدو أنه اختار البقاء داخل المنظومة الغربية حفاظا على مصالحه، ولو على حساب خطابه الإسلامي الذي يردده في العلن.
وفي الوقت الذي يرفع فيه أردوغان شعارات الدفاع عن فلسطين، تستمر حكومته في تعزيز علاقاتها التجارية مع إسرائيل، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين تسعة مليارات دولار سنويا، رغم مقتل نحو سبعين ألف شخص من سكان غزة، إضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين، ما يجعل خطابه الداعم للقضية أقرب إلى الاستخدام السياسي منه إلى الموقف المبدئي.
في العراق وسوريا، لم تكن سياسات أنقرة المائية بعيدةً عن الانتقاد. فقد أدّى بناء السدود الضخمة على نهري دجلة والفرات إلى تراجع منسوب المياه، ما وضع سكان العراق كلّهم في مواجهة أزمةٍ وجودية، وأثار أزمات بيئية واقتصادية حادة. وهنا يبرز التناقض الأوضح بين الدعوة إلى حسن الجوار والعدالة التي ينادي بها الإسلام، وبين سياسة الأمر الواقع التي تمارسها أنقرة تجاه جيرانها.
أما في الملف السوري، فقد وُجهت إلى أردوغان اتهامات بدعم جماعات مسلحة تحت شعار “حماية الشعب السوري”. غير أن الواقع أثبت أن هذا الدعم ساهم في إطالة أمد الصراع، وفتح الباب أمام انتشار الفوضى والتطرف، ليتحوّل الشعار الديني إلى أداة نفوذ سياسي تستخدمها أنقرة لتعزيز مصالحها في المنطقة.
ما بين خطابٍ إسلامي موجّه للداخل التركي وجمهورٍ عربي متعاطف، وسياساتٍ خارجية متحالفة مع الغرب، تتضح ملامح الانتهازية السياسية التي يتقنها أردوغان. فهو لا يتردد في تبديل مواقفه ما دام ذلك يضمن له استمرار سلطته وتوسيع نفوذ بلاده.
يظهر أردوغان كزعيمٍ يجمع بين الشعارات الدينية والمناورات السياسية، بين الدعوة إلى العدالة وممارسة الضغط على الضعفاء، وبين الدفاع عن الإسلام والتقارب مع خصومه. إنه “شيطان الشرق” الذي يبتسم للعالم الإسلامي بوجهٍ، ويتعامل مع الغرب بوجهٍ آخر، مستغلاً الدين لتحقيق مصالحه السياسية.



#علي_جاسم_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت من جهة الرماد – حديثٌ عن أبو لولو
- انتخابات الأكاذيب في العراق
- اللون الأزرق للفقد
- إذا تخاصم اللصّان ظهر المسروق
- القرآن بين البيان والغموض: أسئلة مهمة
- لماذا يمنع الآخر من نقد التاريخ والتراث؟
- السيستاني: مرجعية الصمت والتواطؤ
- إمام علي No ستي Yes: النجف بين قداسة الرمز وتناقض الموقف
- الحلقة الثانية: لماذا الشرق الأوسط بالذات؟
- الحلقة الأولى: الحضارات القديمة وظاهرة النبوة
- الفلاسفة ورجال الدين في صراع العقل والسلطة عبر التاريخ
- لحم الخنزير والغيرة المفقودة
- أفلاطون عزيز… لكن الحقيقة أعز
- هل القرآن كتاب الله أم كتاب إساءة إلى الله؟
- نصب الحرية: من جواد سليم إلى شباب تشرين
- قمل وذباب على قمة السلطة
- عندما تثقف امرأة… تسقط كل الأعراف!
- حضارة نفتخر بها… بعد أن كفّرنا أصحابها
- الآخرة مؤجلة… والعقار نقدا
- لماذا يختلف كلام الله في القرآن في الأهمية؟ تأمل نقدي


المزيد.....




- بالنص والفيديو.. شريهان تستعيد مشاركتها التاريخية في احتفالي ...
- مصدر يوضح لـCNN تفاصيل مساعي إدارة ترامب للدفع بقرار أُممي ب ...
- ميرتس: لا أساس قانوني لبقاء السوريين وأدعوهم للعودة لإعادة إ ...
- رونالدو يعلن اقتراب اعتزاله ويستعد للفصل الأخير من مسيرته
- ماكرون يعلن إطلاق سراح فرنسيين كانا محتجزين في إيران منذ عام ...
- غوتيريش: مجلس الأمن مرجعية أي كيان ينشأ لغزة وحان وقت السلام ...
- وفاة ديك تشيني أحد أبرز مهندسي غزو العراق عن 84 عاما
- بدء محاكمة لافارج الفرنسية بتهمة -تمويل الإرهاب- في سوريا
- صحف عالمية: تقارير تكشف جرائم الدعم السريع بالفاشر ودعوات لت ...
- للحد من الاحتباس الحراري.. ماسك يخطط لـ-حجب الشمس-


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم ياسين - شيطان الشرق