علي جاسم ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 01:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في أرض العراق، التي تُهان تحت أقدام اللصوص والطائفيين، تُرفع رايات الانتخابات لتغطي مسرح الخيانة العلني. هنا، لا تُقاس المواقف بالوطنية، ولا تُحسب الكلمات بالصدق، بل تُقاس القدرة على خداع الناس وتحويل الحقيقة إلى لعبة سياسية مضللة. الوعود تُطلق كرسائل مزيفة في كل مكان، حيث يوزع الطائفيون الولاءات، ويبتسم اللصوص أمام الكاميرات، والشعب العراقي يعاني من وطأة الفساد والأوهام السياسية.
في الشوارع، تتكدس اللافتات الملوّنة، والوجوه نفسها، والشعارات نفسها، والخطب نفسها. تتغير الأصوات على المنابر، لكن الهدف يبقى واحدا: سلطة تبحث عن غطاء جديد، ومواطن أنهكته الخيبات حتى صار لا يثق إلا بصمته. الانتخابات تتحول إلى موسم للضجيج، لا يترك خلفه سوى الفقر واليأس. كل ورقة تصويت تصبح شهادة على ضعفنا، وكل انتخابات تُكرّس نظاما مستمرا على الكذب والخيانة، والوطن يُعاد تمثيله على نفس المسرح كل أربع سنوات.
الوجوه التي تتناوب على السلطة تفعل ذلك بلا خجل، وحتى الأحلام بالعدالة والكرامة تبدو صعبة المنال مع هذا النظام المتخلّف. ورغم كل هذا، يبقى الأمل مثل شعاع شمس يخترق سماء بغداد الرمادية: يوما ما قد تُنتخب الحقيقة، ويعود الوطن إلى شعبه، بلا أقنعة، بلا لصوص،بلا طائفيين، بلا أكاذيب.
#علي_جاسم_ياسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟