أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جاسم ياسين - لماذا يختلف كلام الله في القرآن في الأهمية؟ تأمل نقدي














المزيد.....

لماذا يختلف كلام الله في القرآن في الأهمية؟ تأمل نقدي


علي جاسم ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين تنظر وتفكر بتركيز، ستلاحظ أن الكلام الإلهي في القرآن متفاوت في الأهمية والسلطة والوضوح.
بعض الآيات واضحة، مباشرة، قاطعة، بينما أخرى غامضة، متشعبة، تحتاج إلى تفسير وتوضيح لتفهم مقاصدها.
هذا التفاوت لا يفسر بسهولة أو بالحكمة فقط، بل يطرح أمامك سؤالا مزعجا:
هل الله عاجز عن توحيد كلامه بحيث يكون كلي القدرة على إيصال المعنى بشكل متساو وواضح؟
قد يرى بعض المسلمين هذا مجرد تنوع في الأساليب، لكن العقل الفلسفي يصر على رؤية الحقيقة:
إذا كان الإله حقا كلي القدرة، كلي العلم، كلي المعرفة، فلماذا لا يكون كلامه متساويا في الأهمية والوضوح لكل البشر في كل زمان ومكان؟
أحد أبرز الأمثلة على هذا التفاوت هو قضية الناسخ والمنسوخ:
هناك أحكام كانت نافذة في زمن محدد، ثم نسخت أو أبدلت بأحكام أخرى.
آية ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها تشير إلى أن الله قد يغير حكما أو آية لتكون أفضل أو مماثلة.
هذا يوضح أن كلام الله ليس متساويا دائما من حيث الأهمية أو الأثر.
هذا التفاوت يترك ثغرات:
آيات قوية تترك أثرا مباشرا، بينما أخرى، رغم طولها أو كثرتها، قد تفهم بشكل خاطئ، أو تهمل، أو تفسر لتبرير السلطة أو العنف أو الخوف.
وجود مستويات مختلفة من الوضوح والأهمية يدل على تدرج في التواصل الإلهي مع البشر، وليس كل الآيات متساوية في التأثير.
إن النظر إلى هذا التفاوت على أنه مجرد اختلاف في التدرج هو تجميل للواقع المزعج.
الواقع يقول إن العقل البشري مجبر على العمل المضني لفهم مقصد الله، بينما الله، بالادعاء الإلهي، كان يمكنه أن يكون أكثر وضوحا وكلي القدرة في إيصال رسالته.
النكسة الكبرى للمفكرين والفقهاء المسلمين الذين يلتزمون بالتصور التقليدي هي:
هذه الحقيقة تكشف أن القدرة الإلهية ليست مطلقة، كما يروج، وأن محدودية التواصل الإلهي تؤدي إلى الخطأ والفهم الخاطئ والانقسام العقلي والديني.
القرآن هنا ليس مجرد كتاب، بل يكشف محدودية المفهوم الإلهي نفسه، بما يفرض على الإنسان اجتهادا مستمرا، وفي أحيان كثيرة، توجيها من رجال دين أو مفسرين، ما يحجب المعنى الحقيقي ويكشف عن هشاشة هذا البناء الإلهي في ذهن المؤمن الأعمى.
باختصار، التفاوت في كلام الله في القرآن ليس مجرد أداة للحكمة، بل
المفهوم المطلق للكمال الإلهي ليس، كما يصور، بالنسبة للمفكرين والفقهاء المسلمين الذين يلتزمون بالتصور التقليدي.
وهذه الحقيقة، مهما حاول المؤمنون تجميلها،
تظل مزعجة، تهز الراسخ من إيمانه، وتكشف ضعف فكرة كلي القدرة، كما تروج، في المذهب التقليدي.



#علي_جاسم_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرديات بلا ضمير… وأتباع بلا تفكير
- وصايا النهرين في زمن اللصوص
- سفر أيوب: ملحمة المعاناة والبحث مدخل تاريخي وفلسفي
- رمزية الفقر والسلطة في قصيدة بهاء جمعة “المعطف”
- فتوى لإعادة تدوير الفساد والخراب
- التفكير المستمر.. طريقنا إلى الحقيقة
- التاريخ يعيد خطأه: الانحياز إلى الأشخاص
- العقل تحت الإقامة الجبرية منذ القرن الرابع الهجري
- نوجد أولًا… ثم نختار من نكون
- الإنسان يولد غير مكتمل


المزيد.....




- عبد العاطي يبحث التعاون مع مسؤول اللجنة اليهودية الأميركية
- السيد الحوثي: أمّتنا الإسلامية تضرّرت بالحرب الناعمة أكثر من ...
- ترميم المعالم الإسلامية.. بلدية الفاتح في إسطنبول تحاول استع ...
- شيخ الأزهر يلتقي لجنة جائزة زايد للأخوّة الإنسانية بالقاهرة ...
- وفد الألف مؤثر.. يدّعون المسيحية ويُروّجون للصهيونية
- بابا الفاتيكان يجدد عرض الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لتحقيق ا ...
- حملة اعتقالات إسرائيلية واسعة تطال سلفيت بالضفة الغربية
- فالح الفيّاض: كان لفتوى السيد السيستاني دور حاسم في انتصار ا ...
- بابا الفاتيكان ينتقد خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. ماذا قال ...
- تحالف الدول العربية والإسلامية يضغط على الاحتلال بشأن غزة


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جاسم ياسين - لماذا يختلف كلام الله في القرآن في الأهمية؟ تأمل نقدي