الحلقة الأولى: الحضارات القديمة وظاهرة النبوة

علي جاسم ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 22:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

منذ آلاف السنين، حاول البشر فهم العالم من حولهم، فابتكروا أساطير عن الخلق والموت والحياة بعد الموت.
لكن ظاهرة النبوة ، أي أن يخرج رجل ويقول: الله الواحد أرسلني برسالة للبشر حصرية بالشرق الأوسط وحده.
فمن هذه المنطقة خرجت الديانات الإبراهيمية الكبرى: اليهودية، المسيحية، الإسلام.
أما الحضارات الأخرى الهند، الصين، اليونان، الأمريكيتان، أفريقيا، فلم يظهر فيها أي نبي، بل حكماء وفلاسفة وكهنة وأبطالا أسطوريين.
تعريفات
النبي: شخص يعلن أن الله الواحد أوحى إليه برسالة.
الحكيم أو المعلم: يقدم فلسفة أو أخلاقا دون ادعاء للوحي مثل بوذا، كونفوشيوس.
الكاهن أو الساحر: وسيط بين الناس والآلهة، يمارس طقوسا محلية، بلا رسالة عامة.
حضارات العالم وموقفها من الوحي
1. بلاد الرافدين سومر، بابل، آشور
ديانات متعددة الآلهة إنكي، إنليل، مردوخ.
أساطير الخلق والطوفان مثل إنوما إيليش وملحمة جلجامش.
لم يظهر نبي يوحد الناس، بل ملوك وكهنة يزعمون أنهم ممثلون للآلهة.
2. مصر القديمة
آلهة كثيرة رع، أوزوريس، إيزيس، حورس.
الفرعون يعتبر ابن الإله.
الاستثناء: أخناتون (القرن 14 ق.م.) حاول فرض عبادة إله واحد آتون، لكنها فشلت بعد موته.
3. الهند
الديانة الهندوسية: آلهة متعددة ونصوص مقدسة الڤيدا.
بوذا (القرن 5 ق.م.) دعا إلى طريق الاستنارة، لكنه لم يقل إنه نبي أوحي إليه، بل معلم اكتشف الحقيقة بالتأمل.
4. الصين
فلاسفة مثل كونفوشيوس ولاو تسي.
ركزوا على الأخلاق والنظام والانسجام مع السماء.
لم يظهر عندهم نبي يدعي وحيا.
5. اليونان
أساطير عن زيوس وأبناءه والآلهة والوحوش.
ظهر فلاسفة عقلانيون سقراط، أفلاطون لا أنبياء.
6. الأمريكيتان المايا، الأزتك، الإنكا
كتب أسطورية مثل بوبول فوه عند المايا: حكايات عن أبطال يقاتلون آلهة العالم السفلي.
لا وجود لأنبياء مرسلين.
7. أفريقيا جنوب الصحراء
عبادة الأسلاف والطبيعة.
وجود كهنة وسحرة، بلا أنبياء موحى إليهم.
خلاصة الحلقة الأولى
النبوة ظاهرة حصرية بالشرق الأوسط.
بقية الحضارات أخرجت حكماء وأساطير وكهنة، لكنها لم تخرج أنبياء.

#علي_جاسم_ياسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل