عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 00:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على النقابة أن تغير مقاربتها للعمل النقابي الذي أصبح من الماضي والذي يعتمد حصرا على المطلبية المشطة وتعجيز الدولة والمؤسسات عن طريق الإضرابات دون مراعاة الظروف الإقتصادية للهياكل المشغلة واستعمال الإضرابات المسيسة لتركيع الدولة وابتزاز المؤسسات للحصول على منافع فئوية وشخصية وجعل العمال والموظفين رهينة عندها لاستعمالهم ضد الدولة ومصالح المواطنين وكأنها دولة داخل الدولة وبذلك أصبحت عبئا ثقيلا وخطرا داهما على المجموعة الوطنية. فعلى النقابة أن تكون مساعدا جوهريا في تطوير كفاءة العمال وتحفيزهم عن طريق التكوين المستمر والتثقيف بما تتحصل عليه من موارد مالية من مساهمات العمال قصد تحسين الإنتاجية مما يساعد المؤسسة على الإستثمار والتوسع في الإنتاج وربح معركة المزاحمة والديمومة على الساحة الإقتصادية مما يتيح لها توزيع المرابيح وتشغيل المزيد من العمال ومنح المشتغلين أجورا أعلى. فالنقابة في تونس جنحت عوض التشاركية في تطوير الإنتاج والإنتاجية قبل توزيع الفوائد كما هو معمول به حاليا إلى لي ذراع المؤسسة والدولة عن طريق المغالبة باستعمال الإضرابات طويلة االأمد للحصول على زيادات مشطة في الأجور دون الأخذ بعين الإعتبار بالظروف المالية للدولة والمؤسسات مما يساهم في تعكير السلم الإجتماعي وإفلاس الكثير من المؤسسات التي لم تستطع الصمود والتأقلم مع هذه المطلبية الجامحة. وهذا ما دأبت على العمل به النقابة في تونس حتى وصل الأمر إلى إضرابات عامة وشاملة كادت أن تقوض وجود البلاد وتدخلها في حروب أهلية هدامة مثلما حدث في سبعينات القرن الماضي. فالمال الوفير المتأتي من مساهمات العمال الذي تزايد عددهم بصفة كبيرة أعطى للنقابة فائضا من القوة جعل أعضائها يتمتعون بنفوذ كبير يتجاوز نفوذ أعضاء الحكومة إلى حد أصبحوا يعينون الوزراء والمسؤولين على رأس المؤسسات ويقيلونهم ويرفعون عصا الإضراب العام لكل من يقترب من عالمهم أو يحاول محاسبتهم أو التدقيق في حسابات الهيكل النقابي الخارج عن سلطة الدولة والقانون.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟