أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - عليٌّ بريءٌ من عليِّكم














المزيد.....

عليٌّ بريءٌ من عليِّكم


حامد الضبياني

الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 19:48
المحور: قضايا ثقافية
    


أيها المصفقون للباطل بأسماء الحق، أيها الهاتفون بـ “علي وياك علي” وأنتم تسرقون من موائد الجياع ما تبقّى من فتات الخبز الممزوج بدموعهم، كيف استطعتم أن تجمعوا بين قداسة الاسم ودنس الفعل، بين سيف العدالة ويد اللصوص؟ أتعلمون من هو علي الذي ترفعون شعاره كراية نفاق؟ إنه الذي نام في فراش النبي حين نام الخوف في صدور الرجال، ولم يكن خائفاً لأن قلبه كان يسكنه الله لا الحزب، ولا الطائفة، ولا الدنانير. أيها المهووسون بالولاء الأعمى، أكان عليٌّ فارس العرب، ابن مكة والحجاز، ذلك العربي النقي من صحراءٍ غسلتها السماء، خانعاً لعمامةٍ مجوسيةٍ تتغذى على أحقادٍ دفينة؟ وهل كان عليٌّ يحتاج أن يُعبد ليثبت شجاعته، أم كان هو الشجاعة تمشي على قدمين؟ كيف تحوّلتم من أبناء الكرامة إلى عبيدٍ يطوفون حول موائد السارقين، ومن رعاةٍ للحق إلى رعاةٍ للباطل؟ أتدرون من هو عليٌّ الذي تتشدقون باسمه في كل مأتمٍ ومنبرٍ وشاشةٍ وموسم انتخابي؟ إنه العدل الذي لو قُسّم على قلوبكم لأحرقها من شدة نوره. إنه الذي قال: "الضعيف فيكم قوي حتى آخذ له الحق، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق." فأين أنتم من قوله؟ لقد جعلتم القويّ سلطاناً على رقاب الضعفاء، وجعلتم الفقير سلعةً تُشترى بصوتٍ انتخابي أو وجبةٍ باردةٍ من مطبخٍ سياسي.أيها المدّعون حبّ عليّ، هل كان عليٌّ يمنح المناصب على الولاء كما تفعلون؟ هل كان يُسلم مفاتيح بيت المال لزنديقٍ أو فاسقٍ يلوّث العدل بثيابه؟ ألم يكن عليٌّ هو من علّم أبا الأسود الدؤلي كيف تُنطق اللغة بعد أن نطقت الأرض عدلاً؟ فكيف صرتم أنتم لا تعرفون لا لغةَ الدين ولا أبجديةَ الضمير؟ أين الزهد الذي به عرفه التاريخ؟ أين كلمته التي لو صعدت بها السماوات لاحترمتها الملائكة؟ "والله لو أُعطيت الأقاليم السبع بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في جلب شعيرة أسلبها من فم جرادة ما فعلت." فهل عليٌّ الذي تُهلّلون باسمه يرضى اليوم أن تُسرق الأقاليم السبع، وأن تُنهب الخزائن باسم حبّه؟ أيرضى أن تُهدر كرامة الفقراء في طوابير الرواتب، وأن يُلقى المتقاعد في مقبرة الانتظار الطويل، وأن يموت الشيخ على سرير بلا دواء، واليتيم على رصيفٍ بلا غطاء؟ أيرضى عليٌّ أن تُرفع رايته على قصورٍ من حرام، وأن تُتلى سيرته في أفواهٍ لم تعرف طعم الصدق يوماً؟عليٌّ كان تواضعاً لا يعرف النفاق، كان أباً للفقراء لا مرشحاً في موسمٍ انتخابي. لم يكن يحتاج إلى لافتةٍ تُرفع باسمه، بل كان هو اللافتة التي تهتدي بها الأمم. أما أنتم، فصنعتم من اسمه سلعةً تزيّنون بها حيطان مقراتكم، تصرخون باسمه وأنتم تدوسون وصاياه، وتبكون عليه وأنتم تذبحون إنسانيته. لقد أوصى ابنه الحسن برحمة قاتله، وأنتم اليوم لا ترحمون من خالفكم الرأي، ولا من احتج على جوعه، ولا من تجرأ أن يقول لكم: كفى.أيها المتخمون بالدماء والذهب، أيها الداعون للعدالة وأنتم تُصادرون أنفاسها، أيها المحتمون بعليٍّ لتبرير أحقادكم، إن عليّاً الذي تعرفونه في شعاراتكم ليس هو عليّ الحقيقة، لأن عليّ الحقيقة لا يُستحضر في مجلسٍ للرياء، ولا يُطبل له على منصةٍ حزبيةٍ باهتة، بل يُستحضر في ضميرٍ يقظٍ، في قاضٍ عادلٍ، في مسؤولٍ لا يخون منصبه، في وطنٍ لا يجوع فيه أحد. عليٌّ لم يكن شعاراً، بل منهجاً، ولم يكن رايةً، بل ضميراً. فمن أحبّ علياً فليعد للحق مكانه في قلبه، ولينزع من فمه لسان النفاق، وليقل كلمةً واحدةً تليق به: "كفى سرقةً باسم الطهر، وكفى عبوديةً باسم الولاء."إن علياً بريءٌ منكم كما تبرأ الطهارة من الوحل، بريءٌ من صخبكم ومواكبكم ومجالسكم التي لا تعرف إلا التصفيق واللعن، بريءٌ من وطنٍ فقد ضميره وهو يرفع صورته، بريءٌ من زمنٍ يُذبح فيه العدل على محراب الطائفية. عليٌّ يا سادة لا يُصفّق له، بل يُقتدى به، لا يُنادى اسمه في المهرجانات، بل يُعاد فعله في المحاكم، لا يُقدّس تمثاله، بل يُحيا عدله في الناس.فاحذروا أن تسرقوا اسمه مرةً أخرى، لأن علياً لو عاد إليكم اليوم، لما بايعكم، بل حاسبكم، ولما مدّ يده إليكم، بل رفع سيفه في وجوهكم، لا ليقتل أجسادكم، بل ليوقظ ضمائركم النائمة في قصور السحت، وليلقي في وجوهكم قوله الخالد:
"ما ظننت أن الله يُطاع بشيءٍ يُراد به غيره."



#حامد_الضبياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشيرة... بين لحمِ الأرض وروحِ الوطن
- الزجاج الذي لا يُشعَب… ووطنٌ كُسِرَت ملامحه
- عندما تجمّدت الشمس في صدورنا
- حين كُسِرت أصابعي ولم تَعُد تُمسك القلم
- الأحواز… نبيّ العطش المنسي
- اجعلوني مرجعاً لأيام
- إعلان وفاة حي
- اليمن.. من مملكة سبأ إلى ظلال الطائفية: رحلة وطنٍ في مواجهة ...
- مواعيدُ عَرقوبٍ على مَائدةِ المتقاعدين.. فلسفةُ الوعود المؤج ...
- المسرح ككائن سيكولوجي: جدلية النصّ والفنّان والجمهور بين الخ ...
- العراق… مأساةٌ في هيئةِ انتخابات
- تخوم النفس والخيال: تأملات في السيكولوجيا الأدبية الفلسفية
- مارك سافايا… المبعوث الذي يوقظ جراح العراق بين الشك واليقين
- أمراء الظلال... وتجار النسب في سوق الوهم
- تُناجي الأطلالُ غريبَها
- الضعف المضيء
- العاشق الخائف من الرنين
- حديث الظلال.. في فلسفة الفتنة ومكر السلطان
- الآلة التي بكت في صمت الوجود
- لبنان.. مرآة الوجع العربي وسؤال الدولة الغائبة


المزيد.....




- فيضانات مفاجئة تجتاح كوبا ليلًا.. فيديو يظهر لحظات صادمة
- عضة أنقذتها.. فتاة شجاعة تتصدى لرجل حاول اختطافها في شارع بت ...
- مجازر وقتل جماعي.. صور أقمار صناعية تكشف عن -تطهير عرقي- في ...
- لامين يامال يطرق أبواب قصر بيكيه وشاكيرا!
- منظمة أطباء بلا حدود تقول إن ليبيا أمهلتها حتى التاسع من تشر ...
- المنظمة الدولية للهجرة في السودان تحذر من وضع إنساني كارثي
- إعلان عباس بشأن من يتولى الرئاسة الفلسطينية حال شغور المنصب ...
- ليبيا: السلطات تمهل أطباء بلا حدود حتى التاسع من نوفمبر لمغا ...
- صحف عالمية: نتنياهو ينسف هدنة غزة ويُتهم بالتفريط بسيادة إسر ...
- متاحف قطر تفتتح معرضين يحتفيان بالفن الهندي الحديث والحذاء ا ...


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حامد الضبياني - عليٌّ بريءٌ من عليِّكم