حامد الضبياني
الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 14:42
المحور:
قضايا ثقافية
أجلْ… من الوجعِ حنين،
ومن الحزنِ شوقٌ يهاجرُ في دمي،
ومن الغربةِ حلمٌ
يسقطُ من عيونِ اللهفةِ كنجمةٍ مذبوحة،
ومن الدمعِ مطرُ الربيعِ
ينبتُ في صدري حقولًا من ذكرى،
ومن القتلِ زهورٌ
تسبّحُ بحمدِ الله،
وتحملُ أرواحَنا قربانًا للضياءِ المهدور.
يا أطلالَ روحي،
يا ظلالَ البوحِ في ليلِ المنافي،
كم ناديتُكِ بصوتٍ يشبهُ المطرَ
حين يبكي على بوابةِ الجنوب،
كم خبّأتُ في طينِكِ
أسماءَ الراحلين،
وسقَيتُ جذورَكِ من دمعِ المساكين،
وأوصيتُ الريحَ أن تذكّرَكِ بي
حين تمرُّ على نهرٍ فقدَ صوته.
أنا ابنُ الغيم،
ابنُ جرحِ البلادِ إذا انكسرَ القمرُ،
أحملُ نعشي على كتفي،
وأغنّي للوطنِ المصلوبِ
نشيدَ الولادةِ من الرماد.
يا دارَنا القديمة،
أكانَ لزامًا أن تُغلقَ أبوابُكِ
إلا على البكاءِ؟
أن يصيرَ نجمُكِ رمادًا
في فمِ الليل؟
أن يُصبحَ خبزُنا من دمعٍ
وأغانينا من وجع؟
يا حبيبتي،
ما زالَ وجهُكِ في الذاكرةِ وضوءٍ
كأنّهُ نافذةٌ على زمنٍ لم يأتِ،
ما زالَ قلبي إذا ناداهُ اسمُكِ
يرتعشُ كقنديلٍ في مهبِّ الغياب،
وكلَّما حاولتُ أن أهربَ من عينيكِ
عادَ الطريقُ إليكِ،
وعادتْ دجلةُ تهمسُ في أذني:
"هنا كُنّا،
وهنا بكينا،
وهنا وُلدَ الوجعُ الأجمل".
يا أطلالَ القلب،
يا معبدَ الحنين،
إني أرى فيكِ القيامةَ،
وأسمعُ في جدارِكِ
أنينَ الطيورِ التي لم تُكملْ هجرتَها.
سلامٌ عليكِ،
يا أرضًا صارتْ قصيدةً في فمِ الموت،
وسلامٌ على الوجعِ
إذ صارَ صلاةً للعائدين.
#حامد_الضبياني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟