أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الشيعة و جبل عامل














المزيد.....

الشيعة و جبل عامل


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 14:04
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



لا جدال في أن منطقة جبل عامل في جنوب لبنان ، المحاذية لفلسطين ، تمثل منذ سنوات 1970 ، ساحة بارزة بين ساحات الصراع العربي ـ الإسرائيلي ، بل لا حرج في القول ، أنها تحولت تدريجيا ، بعد غزو إسرائيل للبنان و احتلاله في سنة 1982 ، وإقامة علاقة مباشرة علنية مع سلطاته أثمرت في 17 أيار مايو 1983، بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية و بعض الدول الأوروبية بالإضافة لتشجيع الدول الخليجية " اتفاقية سلام " ، إلى إحدى ساحات الصراع الرئيسية الثلاث المتبقية ، إلى جانب الضفة الغربية و قطاع غزة . تحسن الإشارة أيضا إلى أن احتلال لبنان و فر لإسرائيل الظروف الملائمة لتوجيه ضربات قاسمة لمنظمة التحرير الفلسطينية تجسدت بنزع سلاحها " وترحيل فصائلها " من لبنان في 21 آب أوغسطس 1982 إلى المنفى في تونس ، و ارتكاب مجزرة صبرا و شاتيلا في 16 و 18 أيلول سبتمبر 1982، مما أدى إلى انجرافها في 13 سبتمبر 1993 إلى توقيع ، "اتفاقية سلام " مع إسرائيل في أوسلو على غرار الحكومة اللبنانية ، بعد أن فشلت انتفاضة الحجارة في سنة 1987 من انقاذها و إعادتها إلى طريق الصواب .
ما نود قوله هنا هو أن الوضع السائد اليوم في " جبل عامل " يحاكي في جوهره نظيره في سنوات 1970 ، حيث تمكنت إسرائيل من غزو لبنان ، و الوصول إلى عاصمته بيروت و فرض شروطها على نظام الحكم فيه ، و على منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت بيروت مقرا لها أيضا .
لا بد أولا من أن نضع الأمور في نصابها الصحيح ، دون أن نتطرق إلى مسائل يستغلها عادة الأعداء و العملاء ، مثل التناقضات الطائفية و المذهبية ، لا سيما حيث يكثر الجهل و يتراجع الوعي بالمصلحة الوطنية . و بهذا الصدد ، كان الفلسطينيون في جنوب لبنان على وجه الخصوص عشية الغزو الإسرائيلي ، في عزلة ، و لا شك في أن مرد ذلك كان الى جهل الفلسطينيين أنفسهم و إلى جهل البيئة في جبل عامل ، التي احتضنتهم في البداية "بحماسة" و لكن العلاقة بين الطرفين ما لبثت أن تدهورت كما هو معروف ، نتيجة التصرفات المدسوسة وتفاقم الظروف المعيشية و تراجع الأحزاب والمنظمات الوطنية.
نكتفي بهذه اللمحات عن الفترة التي سبقت هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1982 في لبنان ، لنقول بإيجاز أيضا ، أن سكان جبل عامل و هم في غالبيتهم من المسلمين الشيعة ، أي أنهم " أقلية دينية " على مستوى بلدان العرب ، هم في عزلة ، في لبنان ، " المتشرذم " إذا جاز التعبير ، وطنيا و اجتماعيا . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن إسرائيل تطمع بضم المنطقة الجنوبية في لبنان المعروفة بجبل عامل ، جغرافيا إلى فلسطين المحتلة . و في السياق نفسه لا يستطيع المراقب ، مهما تجرد عن الميول و الأباطيل ، أن يغض نظره عن التناقض الحاد بين " الشيعة " و " السنة" ،الذي أججته مؤخرا " الحروب و الثورات "في سورية الى درجة "العداوة و البغضاء " .
وما يزيد الطين بلة هو أن الطوائف المسيحية في لبنان ، ليست أفضل حالا من الطوائف الإسلامية بدليل اعتمادها على نفس القاعدة السائدة عند الجميع و التي تجعل لكل طائفة حزبا يتزعمها باسم "أيديولوجية " الطائفة ! كما لو ان الطوائف توافقت على ألا تقيم وزنا للشراكة الوطنية بأبعادها الثقافية و الاقتصادية ، وتلاقت جميعا على قاسم مشترك يغلب الصراع فيما بينها ، صراع الحضارات المشرقية الثلاثة ( و ليس الحضارات الثمانية بحسب الترتيب العنصري الذي اقترحه هينتغتون الأميركي ) ، حضارة مشرقية إسلامية سنية خليجية سعودية ، حضارة إسلامية شيعية عراقية ـ إيرانية ، و حضارة مسيحية مشرقية هي بحسب "أيديولوجية الطائفة" جزء من الحضارة اليهودية المسيحية الغربية .
من البديهي في هذا السياق ، أن جميع المصنفين في سجل الأحوال الشخصية ، في عداد أفراد هذه الطائفة او تلك ، ليسوا بالضرورة انصارا " لحزب الطائفة " أو محبذين " لإيديولوجية الطائفة ".
إن أخشى ما يخشى بناء على ما تقدم ،هو أن ُتفاقم علاقةُ التبعية التي تربط الحكومات العربية بالولايات المتحدة الأميركية و إسرائيل ، عزلة " الشيعة " في جبل عامل التي تطمع إسرائيل بالاستيلاء و الاستيطان فيه ، و أن تجد إسرائيل الفرصة سانحة للانقضاض عليه ، فيتكرر سيناريو " اتفاقية السلام " في سنة 1983 ، أو سيناريو حرب الإبادة في قطاع غزة 2023 ـ 2025 ، او سيناريو " الترحيل " عن طريق القضم اليومي للأرض و للشجر و القتل اليومي ، المتواصل في الضفة الغربية منذ " اتفاقية السلام في سنة 1993 ، و في جبل عامل منذ 27 نوقمبر ،تشرين ثاني 2024 ، تاريخ فرض وقف اطلاق النار من جانب واحد !
لا نقول في الختام أن سكان جبل عامل هم في الراهن أمام حائط مسدود ، وانما هم في الحقيقة أمام أسئلة ملحة ، تنتظر إجابات واضحة و موضوعية ، عن كيفية اتقاء شر الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي الغربي ، و عما إذا كان من الممكن أن يردعه أهل الجنوب سلما أو حربا ، دفاعا عن وجودهم ، و حدهم كجماعة تسكن حبل عامل ، أو بالتعاون مع الفلسطينيين شركائهم في منطقة الجليل ، قبل دخول الاستعمار الفرنسي ـ البريطاني إلى بلدان المشرق ، أو كجزء من أمة وطنية لبنانية ، تحتاج إلى انعاش أو إلى إعادة تكوين.
ولكن هذه الأسئلة الصعبة ، جميعا ، لا تكفي من و جهة نظرنا ، استنادا إلى ان الإسرائيليين ، من الجيل الثالث ، لا يعتبروا من حيث المبدأ ، مستعمرين مستوطنين كما كان أجدادهم في بدايات القرن الماضي . ينبني عليه انهم شركاء طبيعيون في البحث عن إجابات و حلول ، للأزمة الاستعمارية الاستيطانية ، التي تهدد اليوم ، فلسطين و سورية ولبنان و لكن من المعروف أنه لا حدود للاستعمار الاستيطاني إلا بهزيمته و اندحاره !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيروشيما : الابادة في غزة و المجازر في سورية
- الصيادون و رعاة البقر
- خدعة -شرم الشيخ -
- الشارع الغربي و الشارع العربي
- شريعة الغاب أو - العرض الأميركي -
- الحملات الصهيونية
- حزب الولايات المتحدة الأميركية !
- دولة واحدة لا دولتان !
- دولار النفط و الجيل الثالث
- زعامة الراسب في صفة !
- المجال الحيوي !
- معادلات عبثية !
- الطائفة الدينية السياسية و الإبراهيمية
- معجزة في لبنان ؟
- اختلط الحابل بالنابل (2)
- اختلط الحابل بالنابل (1)
- مكابس صحنايا جاءت من غابات الأمازون
- زياد الرحباني الذي يشبهنا !
- آخر حروب الإسرائيليين
- الحرب الأهلية المتواصلة !


المزيد.....




- رئيسة الوزراء الجديدة تدخلت لإبعاده.. لحظة حرجة لترامب خلال ...
- سيدني سويني بإطلالة -زهريّة- أنثوية على السجادة الحمراء
- جاكيت شارون ستون الأحمر يسرق الأضواء في لوس أنجلوس
- مشاهد لم تُعرض من قبل للصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس
- العشق الممنوع: كيف ضحت الأميرة مارغريت بالحب لحماية امتيازات ...
- فيديو - مطاردة بسرعة 200 ميل في الساعة تنتهي بتوقيف مشتبه به ...
- ما قصة -فندق حماس- الفاخر في القاهرة؟
- عودة لأجواء الحرب الباردة.. جيش ألمانيا يستعيد قواعده السابق ...
- نجل مروان البرغوثي يدعو ترامب إلى الضغط على إسرائيل للإفراج ...
- -التنمر- على زوجة الرئيس.. القضاء الفرنسي يحاكم 10 أشخاص ادع ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الشيعة و جبل عامل