أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - شريعة الغاب أو - العرض الأميركي -














المزيد.....

شريعة الغاب أو - العرض الأميركي -


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 22:48
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



يمكننا القول أن الأنظار تتجه في الوقت الحاضر نحو الولايات المتحدة الأميركية ، لكونها تقود في الواقع ، عمليا ، حربين كبيرتين على رأس الدول الأوروبية الغربية ، في أوكرانيا ضد روسيا من جهة و في بلدان المشرق العربي ضد الشعب الفلسطيني و القوى التي تناصره من جهة ثانية . استنادا إلى أنها صاحبة المبادرة إلى إشعالهما و إلى انها الوحيدة القادرة على إيقافهما عند حد دون الهاوية . تحسن الملاحظة بهذا الصدد أنه إذا كانت هزيمتها في الحرب ، مستحيلة فإنها لا تنتصر فيها على المدى المتوسط والبعيد ، بالرغم من الخسائر الفادحة التي توقعها آنيا ، بالذين يخرجون عن طاعتها .
بصرف النظر عن دوافع الولايات المتحدة الأميركية إلى اللجوء للوسائل الحربية للتعبير عن رغباتها من جهة و عن أسباب فشلها من جهة ثانية ، المتكرر في بلوغ أهدافها و الاكتفاء بتوجيه الضربات العسكرية المؤلمة و المدمرة و المفقرة ، منعا للتقدم والتطور ، (إرجاع العراق إلى عصر الحجر على سبيل المثال ) فإن سياستها تتجلى في الراهن من خلال الحرب الاوكرانية ضد روسيا و الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، حيث أن الغاية الحقيقية منهما هي من وجهة نظرنا على التوالي " إلغاء " روسيا و و إلغاء القضية الفلسطينية .
من الطبيعي ألا نتوسع في هذه المسألة لنسلط الضوء على آخر التطورات في الساحة الفلسطينية ، و تحديدا لنتوقف عند" العرض " الأميركي الجديد ، لوقف الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر ، تشرين اول 2023 على الشعب الفلسطيني ، بقصد إلغائه !
ـ اللافت للنظر هو أن تعبئة شعبية عالمية كبيرة تنامت تدريجيا ، توازيا مع الهجمات الوحشية التي تعرض لها الفلسطينيون ، تجسدت دوريا بمسيرات حاشدة في شوارع و ساحات مدن الدول الغربية ، خاصة تلك التي تشارك في الحرب الإسرائيلية بشكل أو بآخر .و بهذا الصدد لا شك في أنه كان لمحاولات الناشطين في مجالات السياسة و المجتمع المدني في أوروبا و البلاد المغاربية ، المتتالية ، كسر حصار التجويع بواسطة السفن الشراعية المدنية صدى عالمي واسع .
ـ إلى جانب هذا كله ، يمكن القول أن المنظمات الدولية ، الجمعية العامة للأمم المتحدة ، مجلس الأمن الدولي ،المحكمة الجنائية الدولية ، محكمة العدل الدولية ، عبرت جميعا ، إجمالا ، عن مواقف منددة و ساخطة إزاء الإبادة و التجويع في قطاع غزة . و العربدة التي تميز بها رد فعل كل من إسرائيل و الولايات المتحدة الاميركية.
لا شك في أن هذه المعطيات ، بالإضافة إلى صمود الشعب الفلسطيني ، أسقط في يد المعتدين و تكشفت سياستهم الوحشية الهادفة إلى تحقيق " إسرائيل الكبرى " في المشرق بواسطة الإبادة الجماعية و الترحيل ، فطرحوا " ألعرض الأميركي " تغطية لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبت حيث فقد الفلسطينيون أكثر من 300 مائة ألف من أبنائهم ،بالإضافة إلى آلاف الضحا يا الذي سقطوا جراء القصف الجوي الإسرائيلي ـ الأميركي في لبنان و سورية واليمن و العراق و ايران .
توقف مؤرخون كبار امام هذا العرض الأميركي ، الذي جاء شبيها بالاتفاقيات التي كان المستوطنون في أميركا يفرضونها على الهنود الحمر ، ثم ينكصون عنها ، فرأى أحدهم أن ما يجري يوحي بأن الصراع مرشح لان يستمر بضعة قرون من الزمن . في حين أن آخرين لفتوا النظر إلى أن " العرض " ، يهمل القانون الدولي كليا ، و يهدف التغطية على الإبادة الجماعية ، و التنكر لمحاولات الترحيل ، و النفي ، و تمويه حقيقة معسكرات " التجميع " ، و الغاية من التجويع و تدمير المستشفيات ، وعدم الاكتراث لمصائر المصابين بأمراض دائمة ، تتطلب علاجات مستمرة .
لم يخف على المراقبين أن " العرض " ، قدمه الرئيس الأميركي ، دون الرجوع إلى المعنيين مباشرة في قطاع غزة ، دليلا على أن الولايات المتحدة الأميركية و حلفائها يخوضون منذ عامين ، حربا غير متماثلة ، ومتكافئة ، على شعب محاصر ، كان يرزح منذ سنة 2005 ، تحت نظام الغيتو .
كان من المعلوم ، بالرغم من الحملات الإعلامية المغرضة و الملفقة ، التي اضطلعت بها وسائل الإعلام و الدعاية ، في الدول الغربية ، أن الغاية من الحرب ضد سكان قطاع غزة و الضفة الغربية هي " المنفى أو جهنم " ، فتحولت الآن ، في العرض الأميركي ، إلى " الاستسلام أو جهنم ". هنا ينهض السؤال عن مصداقية ، و جدية هذا التحول و هل يوجد فرق في الذهنية الأميركية بين " الاستسلام " و بين المنفى ؟ وما معنى أن يعيش الإنسان في بلاده ، مستسلما ؟



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملات الصهيونية
- حزب الولايات المتحدة الأميركية !
- دولة واحدة لا دولتان !
- دولار النفط و الجيل الثالث
- زعامة الراسب في صفة !
- المجال الحيوي !
- معادلات عبثية !
- الطائفة الدينية السياسية و الإبراهيمية
- معجزة في لبنان ؟
- اختلط الحابل بالنابل (2)
- اختلط الحابل بالنابل (1)
- مكابس صحنايا جاءت من غابات الأمازون
- زياد الرحباني الذي يشبهنا !
- آخر حروب الإسرائيليين
- الحرب الأهلية المتواصلة !
- مناديل النسوة و اختطافهن !
- بين نصف الانتصار و نصف الهزيمة !
- الجولان جولاني !
- الممنوعات !
- الطائفة نقيض الوطن !


المزيد.....




- ميلانيا ترامب: تربطني بالرئيس بوتين قناة اتصال مفتوحة للمّ ش ...
- السعودية: إحباط تهريب 8.6 كيلوغرام من مخدر -الشبو- عبر منفذ ...
- قوات أمريكية تصل إلى إسرائيل.. ومصدر يوضح مهمتها
- مَن هي الفنزويلية التي فازت من مخبئها بجائزة نوبل للسلام، وه ...
- ماكرون يعيد تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسا للوزراء
- بعد ترامب .. السيسي يدعو ميرتس للاحتفال في مصر بوقف حرب غزة ...
- تونس: احتجاجات في قابس تطالب بتفكيك مجمع للفوسفات بعد تسجيل ...
- ما الأبعاد الإستراتيجية العسكرية لوقف إطلاق النار في قطاع غز ...
- مظاهرات في دول عربية احتفالا بوقف الحرب بغزة
- واشنطن تقيم مركز تنسيق في إسرائيل لمراقبة تطبيق اتفاق غزة


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - شريعة الغاب أو - العرض الأميركي -