أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - مكابس صحنايا جاءت من غابات الأمازون














المزيد.....

مكابس صحنايا جاءت من غابات الأمازون


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 00:54
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



" انتصرت الثورة السورية " . فعلا سقط أخيرا ،النظام السوري في أيام قليلة ، بعد مرور أربعة عشر عاما على" الحرب " الدامية و المدمرة ،على شكل مشاهد مأساوية مذهلة ، ولكننا لا نستطيع بعد ثمانية أشهر من وقوع الحدث ، أن نقول ان السلام و الأمان استتبا في البلاد التي ما تزال تشهد حروبا متنقلة تحاكي " التطهير الطائفي" و "التصفية العنصرية " التي تدور رحاها منذ السابع من أكتوبر 2023 ، في قطاع غزة والضفة الغربية . ما يبرر في الأصل ، السؤال عن العلاقة " المشتبه بها " بين إسرائيل من جهة و انطلاق " شرارة الثورة " في سورية في 15 . آذار ، مارس 2011 ، لا سيما أنه كشف في سنة 2006، عن وثائق تفيد عن خطة وضعتها الولايات المتحدة الأميركية من أجل تدمير سبع دول خلال "خمس سنوات " هي العراق ، سورية ، لبنان ، ليبيا ، الصومال ، السودان و إيران ( على ذمة ويسلي كلارك ، جنرال أميركي ) . و في السياق نفسه يقول أحد الخبراء الموثوق بشهادتهم ، من وجهة نظرنا أن السلاح الذي اكتشف سنة 2011 ، في درعا كان مصدره إسرائيل .
نكتفي بهذه توطئة ، عن الحروب " السورية التي لا يزال الكلام عنها في بداياته ، لننتقل إلى ملحوظات عن مساهمات و سائل الدعاية الأجنبية في " الثورة السورية " ، حيث من المعلوم أنها كبيرة متناسبة مع قدراتها غير المحدودة و تقنياتها العالية و ملاءمتها الدقيقة للبيئة المستهدفة . نذكر في هذا الصدد :
ـ صورة ، طفل عمره ثلاث سنوات قيل أنه سوري و كردي ، من عين العرب ، و انه سقط في البحر من قارب ركبه سوريون مهاجرون من بلادهم ، سوقتها على الأرجح و كالة دعاية تركية في 2015 ، موحية بأن الأمواج لفظت جثة الطفل على رمال شاطئ تركي . نحن لا ندري كيف و صل المصور إلى مكان الجثة ، قبل غيره مما أتاح أخذ صورة ثانية له محمولا على ذراعي رجل الإسعاف . مهما يكن ، كان المشهد حزينا مبكيا على مستوى العالم .
ـ الخوذ البيضاء في حلب : سرت شائعات كثيرة حول هذه الجماعة ، التي نشطت في مدينة حلب ، و انتشرت مقاطع سينمائية عن " جهود ها " ، اثناء هجوم الروس على المدينة ، ومن بينها مقاطع تبين فيما بعد أنها أعدت في ستيديوهات تصوير ، كما تحسن الإشارة إلى أنها فازت بجائزة نوبل للسلام ، مثلها مثل اليمنية توكل كرمان ، باسيوناريا الإخوان المسلمين اليمنيين في الولايات المتحدة الأميركية، و الى أنها حظيت برعاية الأجهزة البريطانية في الثورة السورية .
ـ وأخيرا ،لقد كان الكلام عن "مكابس " زعم انها وجدت في سجن صحنايا ، محيّرا للغاية بالنسبة لنا ، علما اننا سمعنا و قرأنا و رأينا ، في السنوات الأربع عشرة الماضية ، الكثير عما يجري في سورية من ألوان الجرائم الشنيعة التي لا تخطر ببال ، و بالتالي فإن " فرضية المكابس " كأداة تعذيب تثير اليوم تساؤلات أساسية تمس الوجدان و الكيان لا مفر من التفكر فيها على ضوء مجازر النازيين الجدد في قطاع غزة و الضفة الغربية من جهة و مجازر التطهير الطائفي في سورية من جهة ثانية ، على يد " الثوار الإسلاميين " الذين يدعون أنهم كشفوا عن " مكابس سجن صحنايا " و يزعمون ضمنيا أن الناس كانوا " يعصرون " بواسطتها .
نحن لا نعرف في الواقع عن هذه "المكابس " إلا ما بثته و سائل دعاية " الثورة "، أي أنها كانت " أداة للتعذيب " . هل أنها ابتكار محلي ؟ أم أنها مجرد دعاية مغرضة ليس لها أثر مادي ؟ و لكن من المعلوم بهذا الصدد أن الشركات البريطانية التي كانت في مطلع القرن الماضي ( 1910 ) تسخر الهنود في غابات الأمازون في استخراج الكاوتشوك ، استخدمت " المكابس " ، لقمع التمرد في صفوفهم . و هذه عبارة عن هيكلية خشبية ، يوضع فيها " الهندي المشاغب " و قد ضمت أطرافه إلى جذعه و انحنى ظهره ، ثم يشد بالوثاق ، بحيث لا يمكنه الحركة ، تمهيدا لتعذيبه ، احيانا حتى الموت ، أو تعليقة إلى شجرة كاوتشوك حتي يراه رفاقه أثناء العمل المطلوب
يتناول الكاتب البيروفي ، ماريو فارغس يوزا ، موضوع هذه المكابس ، في روايته المترجمة إلى الفرنسية تحت عنوان " حلم السلتيكي " .
مجمل القول أنه ليس مستبعدا أن تكون المخابرات البريطانية التي تميزت ، بحضورها القوي في الثورات في سورية و العراق ، بواسطة السرديات و بث الإشاعات و مقاطع الفيديو .. أن تكون وراء " اللغط " في موضوع المكابس ، و لكن المجازر المتنقلة و مصادرة المنازل و اختطاف النسوة ، تجاوز ابشع الكوابيس و أفظع العذابات



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زياد الرحباني الذي يشبهنا !
- آخر حروب الإسرائيليين
- الحرب الأهلية المتواصلة !
- مناديل النسوة و اختطافهن !
- بين نصف الانتصار و نصف الهزيمة !
- الجولان جولاني !
- الممنوعات !
- الطائفة نقيض الوطن !
- القنبلة الذرية !
- العدو المشترك !
- اسقاط الرئيس اسقاط النظام
- ملحوظات من البئر
- قنابل ليلة العيد !
- الثورة و الإمارة !ّ
- الشرعية الإسلامية و الشرعية الوطنية !
- الاحتفاليات الاربع
- اغتراب الذات !
- المكروه و المكروه أكثر !
- الاستسلام أو حبل المشنقة
- العقل الديني


المزيد.....




- تقارير إسرائيلية: نتنياهو يقر خطة لاحتلال كامل غزة وترامب يم ...
- ثبّته بحزام الأمان.. شرطي في فلوريدا يضبط تمساحًا داخل مسبح ...
- ترامب يتوعد الهند بزيادة الرسوم الجمركية بسبب شرائها النفط ا ...
- بنسبة تفوق 1000%.. ارتفاع غير مسبوق في طلبات العلاج النفسي ب ...
- جدل محتدم في ألمانيا: من معاقبة إسرائيل إلى عدم مساعدة غزة
- مليونا لاجئ في خطر مع تراجع التمويل الطارئ في أوغندا
- الجيش الإسرائيلي يلغي تمديد الخدمة الإلزامية بسبب إنهاك الجن ...
- الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي يطلقان عملية عسكرية ضد حركة ...
- يديعوت أحرنوت: ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر لاحتلال غزة
- السياحة في هولندا بعيدا عن أمستردام


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - مكابس صحنايا جاءت من غابات الأمازون