أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل قانصوه - اغتراب الذات !














المزيد.....

اغتراب الذات !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 18:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



من الطبيعي أن تستوقفنا المتغيرات و المتبدلات الهامة التي طرأت في العقود الزمنية الخمسة الأخيرة ،على بلدان المشرق و شمال إفريقيا ، بما رافقها من تحولات في " الهوية الشخصية " و" الانتماء الاجتماعي " ، تحت تأثير الهجرة و الابتعاد عن البيئة الثقافية الأصلية ، نتيجة تخلخل المفاهيم في الأذهان فيما يخص الاجتماع و حقوق الفرد . حيث من المعلوم بهذا الصدد أن الهوية لا تنقل في البيئة الواحدة المتطورة ، بالوراثة بين الأجيال المتعاقبة ، فكم بالحري في بيئة جديدة مختلفة كليا . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية ، فإننا نأخذ بالرأي أن الانسان على عكس الشجر ، لا يغرّز جذورا في الأرض و انما يسير على قدميه .
استنادا إليه ، نستطيع القول أن للبيئة الاجتماعية التأثير المهم في كينونة الفرد الذاتية ، كما أن دور هذا الأخير في المجتمع يعكس درجة انتمائه له ، و لا شك في أن هذه المعادلة تتجدد مع الوقت ، في كل بيئة اجتماعية ينغمس فيها أبناء المهاجر و أحفاده ، من الأجيال المتعاقبة ، يُعتقد بهذا الصدد أن الصيرورة تكتمل اعتبارا من الجيل الثالث !
نكتفي بهذه التوطئة ، تمهيدا لمقاربة مسألة الهجرة و النزوح و الاستيطان ، عندما تكون جميعا مفروضة فرضا على الفرد في البلدان التي اشرنا إليها . فمما لا شك فيه أن حفيد المهاجر ، مختلف عن جده ثقافيا ، كونه ابن البيئة التي ولد فيها ، و تعلم في مدارسها و تزوج من سكانها الأصليين ، و مارس عملا في شركاتها أو إداراتها ناهيك من انه ليس مستبعدا أن يكون لا يتقن لغة جده الأم . و بالتالي من البديهي أن ما يربطه ببلاد جده الأصلية غير ما يربط هذا الأخير بها .
من نافلة القول ، أن ما ينطبق على المهاجر و النازح ، ألى بلاد أوروبية ، ينطبق أيضا على الفلسطيني الذي طرد قسرا و المستوطن الإسرائيلي الذي حل محله في فلسطين . ينبني عليه أن حفيد النازح الفلسطيني ، ما بعد الجيل الثالث ، لا يعتبر نازحا كما كان جده ، فهو من وجهة نظرنا ،مواطن " جديد " في البلاد التي التجأ إليها . وفي السياق نفسه ، يحق لحفيد المستوطن الإسرائيلي ، من الجيل الثالث و ما بعد أن يدعي انتماءه لمجتمع يتكون في فلسطين من سكانها الأصليين ومن المستوطنين اليهود ذوي الأصول الغربية بالإضافة لليهود الذين هاجروا من البلدان العربية في المشرق و في شمال إفريقيا إلى فلسطين انجذابا بدعاية الحركة الصهيونية .
لا نعتقد أننا نتجاوز فيما تقدم حدود المنطق أو الأعراف إلى الهرطقة و لا شك في أن دورس حرب طوفان الأقصى في قطاع غزة كثيرة و في ان ما بعدها سيكون بالقطع مختلفا عما قبلها . و بالرغم من أنه ما يزال مبكرا استخلاصها و استثمارها ، إلا أننا نستطيع القول أن إدانة اليهود لحرب الإبادة التي نشنها السلطات الإسرائيلية ، كانت مسموعة بوضوح في الساحات و الشوارع الغربية ، إلى جانب استنكار الشعوب الغربية عموما ، باستثناء التيارات اليمينية المتطرفة و العنصرية و الفاشية طبعا . حيث يمكننا القول ، قياسا على حركات التضامن مع الفلسطينيين في البلدان العربية ، ان الدافع سواء كان دينيا او عصبيا فئويا ، لاستنكار حرب الإبادة الإسرائيلية ، كان ضعيفا جدا و أحيانا مشبوها ، في المقابل كان صوت الناس ، الأفراد في التظاهرات التي عمت مدن العالم ، هو الأعلى ، و كانوا أكثر اندفاعا و ثباتا ، لأسباب إنسانية ضد التمييز العنصري و لأسباب سياسية ضد توحش الرأسمالية . لا شك في أنهم اختصروا الكلام و دلوا على الطريق إلى الحل !




#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكروه و المكروه أكثر !
- الاستسلام أو حبل المشنقة
- العقل الديني
- فكان لهم على - الرياض - مؤتمر
- الشتات
- فتح سورية !
- جروح لا تلتئم !
- طوفان الشام !
- تأنيب الجراء
- الجزئيات و الكليات
- توكل كرمان و قصر الشعب و قصر المونيدا !
- دولة الإسلام السياسي
- لوكنت علويا !
- النبي و الخليفة
- الطغمة الدينية !
- فوائض بشرية
- موت جان كالاس
- كلنا علويون !
- عن الدين و السياسة ‍‍!
- الفلول و الحلول


المزيد.....




- شاهد كيف يحدد ترامب الجدول الزمني لكل شيء تقريبًا بـ-خلال أس ...
- ماذا نعلم عنه؟.. مقتل ضابط روسي بارز بانفجار داخل روسيا
- مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN الموافقة على اقتراح أميركي لوقف إط ...
- كيف يساعد الغرب روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا؟
- في تحد للسلطة.. نساء إيران تحملن -نعش الحجاب- إلى مثواه الأخ ...
- الخارجية الروسية: نأمل أن تحذو كييف حذو موسكو في جدية التفاو ...
- موسكو: فريق ترامب يتعامل مع روسيا بعقلانية وبراغماتية أكثر
- العليمي يروي لـRT قصة أربع طائرات دمرتها إسرائيل في مطار صنع ...
- -مبعوث الرب-.. منشور غامض من الرئيس الأمريكي يثير الجدل
- -الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي-.. ماكرون يدعو لتشديد المو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل قانصوه - اغتراب الذات !