أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بهجت العبيدي البيبة - ما بين إلغاء الليل وجعل النهار سرمديا … وإلغاء العقل














المزيد.....

ما بين إلغاء الليل وجعل النهار سرمديا … وإلغاء العقل


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 12:00
المحور: قضايا ثقافية
    


بقلم: بهجت العبيدي

"بينما يجرؤ البعض على التفكير في إلغاء الليل، لا يزال البعض الآخر يخاف من فكرة النور ذاته."
في تقرير مثير نشرته جريدة المصري اليوم نقلا عن موقع The Conversation، عرض الكاتب محمود العزبة مشروعا غير مسبوق لشركة أمريكية ناشئة تُدعى Reflect Orbital، تخطّط لإطلاق نحو أربعة آلاف مرآة فضائية في مدار منخفض حول الأرض، وذلك لكي تعكس ضوء الشمس إلى الكوكب في ساعات الليل لإلغائه ليصبح النهار سرمديا.
الفكرة المعلَنة هي توسيع النهار لخدمة الزراعة والإنتاج وتوفير الطاقة، ويذهب العديد من العلماء إلى أن هذا المشروع قد يُحدث خللا بيئيا وفلكيا جسيما، وأنه محاولة لتغيير النَّفَس الطبيعي للكون نفسه.
ولذلك فقد أثار هذا الإعلان جدلا فكريا ووجوديا واسعا في الأوساط العلمية والثقافية الغربية حيث طرح العديد من الأسئلة:
هل يحقّ للإنسان أن يُعيد تشكيل الليل والنهار؟
هل التقدّم العلمي بلا حدود؟
أم أن هناك خطوطا حمراء في علاقة الإنسان بالطبيعة يجب ألا تُتجاوز؟
هذه الأسئلة وهذا الحوار بين العلماء والمفكرين، على عمقه وخطورته، يكشف حيوية الفكر في المجتمعات الحيّة؛ تلك التي ترى في العلم مغامرة مستمرة، وفي السؤال فعلا مقدسا. هناك، في هذه المجتمعات الخية، لا يُخاف من الخيال، ولا تُخمد نيران الجدل، ولا يُخشى من الأسئلة، لأن الحركة الفكرية تُعدّ دليل الحياة ذاته.
وفي المقابل، حين ننظر إلى مجتمعاتنا العربية، نجد المفارقة صارخة ومؤلمة.
بينما ينشغل العالم بتبديل موازين الكون، ما زلنا نحن نناقش موازين النصوص؛ بينما يتقدّم الآخرون نحو المستقبل بخطى علمية تقترب من المستحيل، نبحث نحن عن فتوى تبرّر خطوة إلى الأمام.
لقد تحوّل العقل الجمعي لدينا إلى أسير الماضي، لا يستطيع أن يخطو دون أن يتكئ على تراثٍ يقدّسه حتى الجمود.
وهكذا، بينما يسعى البعض إلى إلغاء الليل المادي، تواصل منطقتنا إلغاء النهار العقلي.
إن الفارق بين من يُعيد تشكيل الكون - كما هو الحال في هذه الفكرة العجيبة في إلغاء الليل، ومن يكرّر الماضي ليس في الأدوات ولا في الثروة، بل في الجرأة على التفكير.
هناك عقل يسأل ويجرب ويخطئ ويتعلم، وهنا عقل يخاف من السؤال، ويخشى من الخطأ أكثر مما يخشى من الجهل.
قد يثبتْ لاحقا أن مشروع "إلغاء الليل" خطر على التوازن الكوني، وقد يُجهض قبل أن يُنفَّذ، لكن يكفي أنه فتح الباب أمام الأسئلة الكبرى:
ما حدود العلم؟
وما حدود الإنسان؟
وهل يملك أن يتصرّف في ضوء الكواكب كما يتصرّف في بيته؟
هذه الأسئلة وحدها دليل على أن الغرب ما زال حيًّا، وأن حضارته، رغم عيوبها، لم تفقد قدرتها على الحوار مع الوجود.
أما نحن، فقد اكتفينا بدور المتفرج، نتابع الآخرين وهم يُعيدون صياغة العالم، بينما نحتمي بماضٍ لم يعد قادرا على أن يُنير مستقبلا.
“إن أخطر ما يمكن أن يصيب أمة ليس أن تفقد ثرواتها، بل أن تفقد قدرتها على التساؤل.”



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مولد السيد البدوي... حين يتحول الدين إلى ثقافة والثقافة ...
- العقل العربي بين الرغبة في الصواب وفقدان البوصلة
- السابع من أكتوبر في الميزان: من رصاصة الغضب إلى طاولة التفاو ...
- تناقض حفيظ دراجي الكاشف: وصف فتح بالاحتلال ووصف حماس ب -ضربة ...
- خطة ترامب وإفراغ القضية الفلسطينية من معناها
- حكاية الصراخ أمام سفارة مصر والصمت أمام سفارة إسرائيل
- مأجورون يتربصون بمصر ويصمتون عن ضرب الدوحة
- في عيد النيروز... ميلاد الإنسان من ربيع الكون
- -إسرائيل الكبرى-... حلم يواجه الواقع
- حين تُجرَح أيادي الخير: تحليل نقدي لمحاولات تشويه الدور المص ...
- الوطن بين الوعي وزيف الشعارات: درس التاريخ يتجدد
- المذنبات: من نذر الشؤم إلى رسل الكون
- قرار الوزير.. وخرافة الأرقام: هل يُقاس الإيمان بدرجات الغش؟
- البكالوريا المصرية: حلمٌ يولد في غير أوانه؟
- تباين التقارير الأمريكية حول المنشآت النووية الإيرانية: لعبة ...
- الخطاب المزدوج: سيمفونية السياسة ونبض الشارع
- بين مطرقة الانسحاب وسندان العزلة: إيران ومعاهدة حظر الانتشار ...
- الضربة التي هزّت الصمت: إعادة رسم موازين الردع في فجر يونيو
- -قافلة الصمود: مصر… بين عبء التاريخ وجسارة الموقف
- مصر وتركيا: من ترسيم خط أحمر إلى تدريبات عسكرية مشتركة


المزيد.....




- لقطات مهيبة.. كاميرا ترصد شكل عين إعصار ميليسا من الداخل
- -تأملوا تاريخكم العدواني-..الصين تحث اليابان على احترام مخاو ...
- -لم يُعرف عنه قط أنه أينشتاين-.. مشرعة ترد على ترامب ووصفه إ ...
- إليسا تتألق بفستان فضي على مسرح أبو بكر سالم في الرياض
- شقيق شيرين أبو عاقلة: تقرير جديد يكشف تستّر واشنطن على مقتله ...
- من الأرز الأمريكي إلى مضرب الغولف.. كيف كسبت تاكاتشي ودّ ترا ...
- هل تقف فرنسا وراء قرار -اليونيفيل- إسقاط مسيّرة إسرائيلية في ...
- هل سيصدر ترامب أمراً بالإفراج عن البرغوثي؟
- إسرائيل تتحدث عن تسلمها -جثة كاذبة- من حماس
- بعد قضية الجثة.. بن غفير يوجه لنتنياهو -طلبا- بشأن حماس


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - بهجت العبيدي البيبة - ما بين إلغاء الليل وجعل النهار سرمديا … وإلغاء العقل