أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - مأجورون يتربصون بمصر ويصمتون عن ضرب الدوحة














المزيد.....

مأجورون يتربصون بمصر ويصمتون عن ضرب الدوحة


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


​من يتأمل المشهد السياسي الراهن، يرى أن ما حدث أمام السفارات المصرية في الخارج ليس مجرد احتجاجات عفوية، بل هو جزء من مخطط مدروس تُدار خيوطه في غرف مظلمة. إن هؤلاء المحتجون ليسوا سوى مجموعة من المأجورين، الذين لفظهم الشعب المصري بعد ثورة الثلاثين من يونيو، ولم ينسوا لمصر تخلصها من عباءة الوصاية الأيديولوجية وتحررها من قبضة جماعة حاولت اختطاف الدولة.
​تلك الجماعات لا تُحرّكها المواقف إلا حين تكون ضد مصر، ولا ترفع الشعارات إلا لتُهاجم مصر. أما حين تُضرب الدوحة في قلبها بصواريخ إسرائيلية، في حدث هزّ المنطقة وأربك المفاوضات، نجدهم يلتزمون صمت القبور. أليس من المفترض أن يخرجوا في مظاهرات غاضبة أمام السفارات الإسرائيلية؟ ألا يستوجب عليهم، لو كانوا حقًا عروبيين أو وطنيين أو حتى مجرد بشر يمتلكون ضميرًا، أن يُدينوا هذا العدوان الصارخ على دولة عربية شقيقة؟ ولكننا لم نرَ منهم همسًا، ولم نسمع منهم صرخة، وكأن ما حدث لم يكن يخصهم. لقد اختاروا الصمت لأنه الخيار الوحيد الذي يضمن لهم البقاء. إنهم يخشون على وجودهم في الدول الغربية التي تأويهم وتمنعهم من الاقتراب من سفارات الكيان الإسرائيلي. هذا الارتماء في أحضان من يمولهم يجعلهم على استعداد للتخلي عن أي مبدأ أو قيمة أو أي شيء عزيز في سبيل الحفاظ على بقائهم، مستغلين التواطؤ الواضح من الدول الأوروبية التي تسمح لهم بالتطاول على السفارات المصرية وتغض الطرف عن أي فعل يمس أمن السفارات الإسرائيلية، في سلوك يكشف عن حقارة موقف الجانبين معًا.
​المخطط الذي يتبعونه قديم لكنه متجدد، يعتمد على تشويه صورة مصر في الخارج من خلال وقفات احتجاجية تُصوّر وتُبث على منصات إعلامية محددة لإيهام العالمي بهتان وزورا، بغضب المصريين في الخارج، في حين أن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم القليلة. هذا الضجيج يهدف أيضًا إلى إرباك الجاليات المصرية الوطنية التي تعمل بصمت وإخلاص على بناء صورة مشرفة لبلدها. والأخطر، أنهم يحاولون إرسال رسائل إلى الداخل المصري بأن الدولة ضعفت، وهو وهم لن يستطيعوا إقناع الشعب به، فمصر أكبر من أن تهتز بوقفة مدفوعة الأجر.
​هؤلاء المأجورون يتجاهلون العدو الحقيقي، فلا يجرؤون على الاقتراب من سفارة إسرائيل أو مواجهة من يحتل الأراضي وينتهك الحقوق. إنها ليست لعبة مواجهة إسرائيل، بل هي خطة تستهدف مصر وحدها وكأنها هي الخطر الأوحد. ألا يكشف هذا عن حقيقتهم؟ يتاجرون بشعارات الحرية وهم أسرى أجندات بعيدة كل البعد عن الوطنية، يصرخون ضد مصر لأنهم يعلمون أنها السد الأخير في وجه مخططات تقسيم المنطقة.
​لكن مصر لن تتأثر بهذه الحملات، وستواصل دورها التاريخي في فتح قنوات الحوار وقيادة جهود الوساطة والدفاع عن قضايا الأمة العربية. سيظل صوتها عاليًا فوق ضجيجهم، وليعلم هؤلاء أن التاريخ لا يرحم، وأن الشعوب لا تخدع إلى الأبد. سيأتي اليوم الذي يُسألون فيه: لماذا صمتّم عن ضرب الدوحة؟ ولماذا لم تواجهوا من يحتل الأرض؟ لماذا كنتم أدوات ضد وطنكم؟ حينها لن يجدوا جوابًا، لأن الحقيقة واضحة: لقد باعوا أنفسهم للشيطان بثمن بخس. أما مصر، فستبقى عصيّة على المؤامرات، منيعة على المأجورين، ثابتة في موقعها لا تهزها ريح.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد النيروز... ميلاد الإنسان من ربيع الكون
- -إسرائيل الكبرى-... حلم يواجه الواقع
- حين تُجرَح أيادي الخير: تحليل نقدي لمحاولات تشويه الدور المص ...
- الوطن بين الوعي وزيف الشعارات: درس التاريخ يتجدد
- المذنبات: من نذر الشؤم إلى رسل الكون
- قرار الوزير.. وخرافة الأرقام: هل يُقاس الإيمان بدرجات الغش؟
- البكالوريا المصرية: حلمٌ يولد في غير أوانه؟
- تباين التقارير الأمريكية حول المنشآت النووية الإيرانية: لعبة ...
- الخطاب المزدوج: سيمفونية السياسة ونبض الشارع
- بين مطرقة الانسحاب وسندان العزلة: إيران ومعاهدة حظر الانتشار ...
- الضربة التي هزّت الصمت: إعادة رسم موازين الردع في فجر يونيو
- -قافلة الصمود: مصر… بين عبء التاريخ وجسارة الموقف
- مصر وتركيا: من ترسيم خط أحمر إلى تدريبات عسكرية مشتركة
- حين يُصبح الدعاء سلاحًا للكراهية: تأملات في سقوط إنساني واغت ...
- العودة من العدم: حينما يعيد العلم المندثرين إلى الحياة
- في خان الخليلي… حيث تمتزج نكهة التاريخ برسائل السياسة
- حينما تتحكم النسبية في خرائطنا: كيف غيّرت نظرية آينشتاين طري ...
- الإنسانية فوق الطائفية: قراءة في مبررات العنف ضد الأبرياء في ...
- عندما تصبح الخرافة تهديدًا للوعي: قراءة نقدية في تصريحات حول ...
- الصيام عبر الزمن: من عادات القدماء إلى عبادة الإسلام


المزيد.....




- ترامب يجيب على سؤال حول جنازة كيرك: -من واجبي الحضور-
- باد باني يستثني أمريكا من جولته الموسيقية خوفا من مداهمات وك ...
- محمد رمضان يلتقي عمدة نيويورك
- متى سيدرب زين الدين زيدان منتخب فرنسا؟
- ماذا قال وزير الدفاع الإسرائيلي بعد تسريب رقم هاتفه واتصال ا ...
- حيوانات منوية روبوتية.. مستقبل واعد لعلاج العقم
- وسط توتر مع دول -الناتو-.. مناورة عسكرية روسية بلاروسية قرب ...
- ما أهمية ورمزية الحكم بسجن رئيس البرازيل السابق بولسونارو؟
- حلف شمال الأطلسي يعتزم إطلاق عملية -الحارس الشرقي- دعما لدول ...
- الإمارات تستدعي نائب السفير الإسرائيلي للتنديد بالهجوم على ق ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - مأجورون يتربصون بمصر ويصمتون عن ضرب الدوحة