نعمة المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 12:56
المحور:
الادب والفن
نصّ تأمّلي آخر العمر
في زحمة الحياة، تضيع الأصواتُ الخافتةُ في أعماقنا،
وتبهتُ فينا القدرةُ على الإصغاء لصوتِ الحكمة حين يهمسُ من بعيد.
في زحامِ الأيام، تبهتُ الأصواتُ التي تهمسُ في أعماقنا.
نُطاردُ أرغفةَ الغد، فننسى أنَّ فينا جوعًا أعمقَ من الخبز، وعطشًا لا يرويهِ الماء.
نمضي خلفَ الضروراتِ كأنَّها الغايات، نَزرعُ أعمارَنا في تُرابِ التعب، ولا نُدرك أنّ الثمارَ التي نرجوها تنبتُ في صمتِ التأمل لا في صخبِ اللهاث.
ليس الفقرُ وحدهُ ما يُثقلُ العقل، بل الخوفُ من الفقر.
وليس الانشغالُ في العملِ ما يُطفئُ البصيرة، بل الغرقُ فيه حتى ننسى لِمَ بدأناه.
إنّ الحكمةَ لا تطرقُ بابَ من يُغلقُ قلبَهُ بالمواعيد، ولا تجلسُ في مجلسِ من يَعُدُّ ساعاتِه بالدنانير.
هي تُقيمُ في ركنٍ صغيرٍ من الصمت، هناك حيثُ ينسحبُ العالمُ قليلًا، وتبقى أنتَ في مواجهةِ نفسك.
رأيتُ كثيرينَ يملكون العقولَ الراجحة، ولكنهم أضاعوها في تفاصيلٍ صغيرةٍ لا تنتهي.
واحدٌ كان يُفكّرُ في فواتيرِ الغد أكثرَ مما يُفكّرُ في معنى وجوده، وآخرُ باعَ سكونهُ ليشتري وهمَ الأمان.
الحياةُ لا تطلبُ منك أن تهربَ من عملك، بل أن تتذكّرَ روحَك في أثناءِ العمل.
فما نفعُ العقلِ إن صارَ أداةً للعيشِ فقط؟
وما قيمةُ العمرِ إن مرَّ كلّهُ في حسابِ ما سيأتي، دون أن نسألَ أنفسنا:
هل كنّا أحياءً ونحن نحيا؟
#نعمة_المهدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟