أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - الحكومة الإسرائيلية على حافة السقوط














المزيد.....

الحكومة الإسرائيلية على حافة السقوط


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 00:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


المشهد السياسي الإسرائيلي لم يعد يترقب، بل يترنح على حافة فوضى دستورية وشيكة. إنها ليست مجرد أزمة، بل انهيار محتوم يهدد بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو الهشة ودفع البلاد قسراً نحو انتخابات مبكرة، في خضم تحديات وجودية. الموعد النهائي لتمرير الميزانية في الكنيست، ليس مجرد استحقاق مالي روتيني، بل هو فتيل موقوت وضعه القانون الإسرائيلي: إما التصديق قبل نهاية مارس، أو السقوط المدوي للحكومة وتحديد انتخابات خلال تسعين يوماً. لكن هذا الفتيل المالي يشتعل بالتزامن مع قنبلة سياسية واجتماعية أشد انفجاراً: قانون التجنيد الإلزامي لليهود المتشددين، أو من يُعرفوا بـ "الحريديم".
لقد وصل التوتر حول تجنيد الحريديم إلى نقطة اللاعودة، ليصبح سيفاً مسلطاً على عنق الائتلاف. قرار المحكمة العليا بتجميد ميزانيات المدارس الدينية للطلاب المتهربين من الخدمة العسكرية ليس مجرد حكم قضائي، بل هو صفعة مدوية على وجه الحكومة التي تعتمد بشكل مطلق على أحزاب "شاس" و"يهدوت هتوراة" للبقاء في السلطة.
هذه الأحزاب لا تطالب، بل تُملي قانوناً جديداً يضمن استمرار الإعفاء المطلق لآلاف الطلاب، فيما تصفه المعارضة، وبحق، بـ "قانون التهرب من الخدمة".
هنا تتكشف المعادلة القذرة: نتنياهو محاصر بين نارين. إما أن يمرر قانوناً يُذعن لمطالب الابتزاز الحاخامي، فيواجه موجة غضب شعبي وعلماني عارمة تهدد بتفجير الشارع الإسرائيلي. أو يرفض هذا الابتزاز، ليقوم نواب الحريديم بإعدام الميزانية بأصواتهم، ويسقطون الحكومة. أصوات الحريديم، التي ترتبط مصالحها الاقتصادية والاجتماعية ارتباطاً عضوياً بالميزانيات الدينية والإعفاء من التجنيد، هي الخنجر المسموم الذي يحول صراع الميزانية من مجرد خلاف إجرائي إلى اختبار وجودي لمدى قدرة نتنياهو على الاستمرار في الحكم.
في ظل هذا الضغط الخانق، تتجه الأنظار إلى مناورات نتنياهو اليائسة. التقديرات تشير إلى أنه قد يلجأ إلى الهروب إلى الأمام بتقديم موعد الانتخابات قبل أن تسقطه أزمة الميزانية والتجنيد. إنه يسعى لاستغلال "إنجازاته العسكرية" المزعومة كـ ورقة توت لتغطية فشله الداخلي، وصرف الأنظار عن القضايا الحارقة التي تنهش المجتمع الإسرائيلي، من الانهيار الاقتصادي وغلاء المعيشة إلى التدهور المريع في سمعة إسرائيل الدولية.
كما أن استمرار محاكمته بتهم الفساد يجعله يتشبث بأي فرصة لتقوية موقعه القانوني والسياسي. نتنياهو قد يختار حل الكنيست بشكل استباقي لتجنب الانهيار الداخلي المهين على يد شركائه. والأخطر من ذلك، هو احتمالية لجوئه إلى مغامرة عسكرية محدودة ومتهورة، لا لشيء إلا لتشتيت الرأي العام عن أزماته الداخلية المستعصية، في لعب قمار خطير على أمن المنطقة بأسرها.
سقوط الحكومة، سواء كان نتيجة الانهيار القانوني أو القرار الاستباقي الجبان، يفتح الباب أمام تحولات سياسية كارثية. هذا السقوط سيعزز الانزياح نحو اليمين المتطرف الأكثر تطرفاً، ويُعمق الانقسام الاجتماعي الحاد حول قضايا المواطنة وتقاسم الأعباء.
صراع الميزانية، إذن، ليس مجرد معركة على الأرقام، بل هو صمام أمان دستوري يتهاوى أمام عواصف سياسية واجتماعية مدمرة. إنه يختبر قدرة اسرائيل على البقاء، ويهدد بإعادة رسم خريطة السلطة فيها، مع احتمال دورة انتخابية جديدة في ظل تحديات أمنية واقتصادية غير مسبوقة.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يتبخر التضامن العالمي مع غزة
- نتيجة الحرب تقاس بحجم الخسارة
- حين تتحول جائزة نوبل إلى تهمة
- حتى التنهيدة باتت جريمة أمنية
- قراءة بعيون فلسطينية لخطة ترامب لوقف الحرب
- كولومبيا تصرخ... والعرب يبتلعون ألسنتهم
- عقوبات المستوطنين: تبرئة الدولة وتجاهل جوهر المشكلة
- مثقفون بسقف واطئ
- أهو دعاء أم عتاب لطيف؟
- العالم العربي: طفل تصفعه اسرائيل متى غضبت
- الحضارة بين الإنتاج والحضانة
- أمة بلا سؤال.. أمة بلا مستقبل
- كيف يصوت الناخب العربي في إسرائيل ولماذا؟
- راحة الإعتراف أمام الغرباء..
- نسير إلى الأمام وعيوننا نحو الخلف
- أخلاق بلا وحي
- غزة: مقبرة الصحافة وصمت العالم
- تحليل: العالم يعيد كتابة الرواية
- ما وراء نوايا احتلال مدينة غزة
- فكر معي: هل نعبد الله حبًا أم طمعًا؟


المزيد.....




- السعودية.. فيديو تأثر صالح الفوزان خلال فتاوى وأحاديث له تثي ...
- الأردن.. جملة قالها شخص لولي العهد لحظة مروره بجانبه تثير تف ...
- ماذا تعرف عن مشروع سموتريتش لدفن ما تبقى من فلسطين؟
- وفاة ملكة تايلاند الأم سيريكيت عن عمر 93 عاما
- -سم في الشوكولاتة والمربى-.. رئيس الإكوادور يكشف لـCNN عن تع ...
- مادورو يتهم الولايات المتحدة بـ-فبركة حرب- بعد تحريك أكبر حا ...
- مبعوث بوتين: أميركا وروسيا وأوكرانيا تقترب من حل دبلوماسي
- توتر الكاريبي.. واشنطن تنشر حاملة طائرات قرب فنزويلا
- تقرير.. البيت الأبيض يضغط لإلغاء عقوبات سوريا -الأشد قسوة-
- بريطانيا.. سجن شبان بتهمة إحراق معدات مخصصة لأوكرانيا


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - الحكومة الإسرائيلية على حافة السقوط