أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - هكذا يتبخر التضامن العالمي مع غزة














المزيد.....

هكذا يتبخر التضامن العالمي مع غزة


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 17:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة، يا سادة، ليست مجرد بقعة جغرافية على الخريطة، بل هي مسرحية عبثية تُعرض فصولها الدامية على مرأى ومسمع العالم، والعالم يصفق أو يغض الطرف، حسب ما ترى عيناه وتسمع اذناه وينبض به قلبه ويتلون به احساسه.
منذ أيام قليلة، كان تضامن العالم مع قطاع غزة يدفعنا الى التمسك بالأمل رغم الألم، لأنه كان تضامنًا إنسانيًا مع قضية شعبٍ يتعرض للتفجير والذبح في بث مباشر. واليوم، وبلمح البصر، أو ربما بطلقة رصاصة في الرأس، بدأ هذا التضامن يختفي كبخار ماء. ألا لعنة الله على كل من يظن أن بإمكانه السيطرة على القضية بالهمجية، وأن بوسعه استرداد الكرامة بمسرحيات إعدام ميدانية!
يقولون إنهم خونة، عملاء، مشبوهون. حسنًا، ولنفرض أنهم كذلك. هل أصبحت غزة غابة بلا قانون، بلا محكمة، بلا حتى قاضٍ أعمى يرتدي وشاح العدالة؟ ناس تُصفّى بدم بارد في الشوارع، والاتهامات جاهزة، معلبة، لا تحتاج إلى دليل أو برهان. هذا ليس حكمًا، إنها حفلة شواء بشرية على نار الغباء والتوحش. أي إنسانية هذه التي تتغنى بها أمة، ثم تمارس البدائية المطلقة في التعامل مع أبنائها؟ أي أخلاق هذه التي تسمح بأن يكون السلاح هو القاضي والجلاد في آن واحد؟ إنها ليست سوى عودة إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث القوة هي القانون، والدم هو الحبر الذي تُكتب به الأحكام.
لقد كسب الفلسطينيون تعاطف العالم، ليس بحد السيف، بل بحد المعاناة. كسبوه بدم أطفالهم، بدموع نسائهم، بخراب بيوتهم. فجأة، يأتي من يظن أنه يخدم القضية، ليقدم للعالم طبقًا من الوحشية، يمحو به هذا التضامن الذي تراكم بتكدس الجثث في طرقات غزة. هذا المتحمس المتعطش جاء بهذه البدائية لينفر العالم الذي تضامن بالأمس بالملايين مع غزة وأهلها. كيف سينظر العالم الى هذا الوجه القبيح؟ مقاومة الاحتلال لا تمنح الشرعية لإراقة الدماء بلا محاكمات عادلة. بل تفقدها، وتفقد معها كل ذرة كرامة، حين يتحول السلاح من أداة للدفاع عن الأرض إلى أداة للانتقام الشخصي، وتُهدر كرامة الناس باسم "الأمن" المزعوم.
الفراغ الأمني الآني في قطاع غزة، من المفترض أن يملأه العقل وتملأه الحكمة، بالقانون والعدالة. لكن البعض قرر ملؤه بالدم، بالرصاص، بالرعب. من أعطى الأوامر؟ من يقرر من يعيش ومن يُعدم ووفق أي معايير؟ أسئلة مرعبة، لا تجد لها إجابة إلا في قاموس الاستبداد. هذا ليس أمنًا، هذه استباحة. وهذا ليس حكمًا، هذه بداية حرب أهلية مبرمجة يصفق لها نتنياهو، وهو يتابع كيف يذبح الأخ أخاه، وكيف تنهار غزة من الداخل.
غزة في خطر، يا سادة، خطر حقيقي، ومن يصمت اليوم، قد لا يجد من يدافع عنه غدًا، لأننا سنكون قد أكلنا بعضنا البعض، ولم يبقَ فينا روح. إن الحفاظ على القيم الإنسانية والعدالة هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من شرعية، ومنع الانزلاق نحو هاوية لا قرار لها، هاوية البدائية التي نغرق فيها بأيدينا.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتيجة الحرب تقاس بحجم الخسارة
- حين تتحول جائزة نوبل إلى تهمة
- حتى التنهيدة باتت جريمة أمنية
- قراءة بعيون فلسطينية لخطة ترامب لوقف الحرب
- كولومبيا تصرخ... والعرب يبتلعون ألسنتهم
- عقوبات المستوطنين: تبرئة الدولة وتجاهل جوهر المشكلة
- مثقفون بسقف واطئ
- أهو دعاء أم عتاب لطيف؟
- العالم العربي: طفل تصفعه اسرائيل متى غضبت
- الحضارة بين الإنتاج والحضانة
- أمة بلا سؤال.. أمة بلا مستقبل
- كيف يصوت الناخب العربي في إسرائيل ولماذا؟
- راحة الإعتراف أمام الغرباء..
- نسير إلى الأمام وعيوننا نحو الخلف
- أخلاق بلا وحي
- غزة: مقبرة الصحافة وصمت العالم
- تحليل: العالم يعيد كتابة الرواية
- ما وراء نوايا احتلال مدينة غزة
- فكر معي: هل نعبد الله حبًا أم طمعًا؟
- حل الدولتين: ستار دخان على فضيحة أخلاقية عالمية


المزيد.....




- فيديو لسيارة دفع رباعي تابعة لإدارة الهجرة تصدم شاحنة ناشط ح ...
- مصر: فيديو -صادم- لما فعله شخصان بسيدة مسنة لحظة سرقتها والد ...
- قوات من الحرس الوطني في حالة تأهب مع انطلاق أولى احتجاجات -ل ...
- نشوب حريق في سفينة قبالة ساحل عدن اليمنية إثر إصابتها بمقذوف ...
- السفارة الفلسطينية في مصر: إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين غز ...
- السفارة الفلسطينية تعلن إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر الإث ...
- عائلة فرجينيا جوفري إحدى الضحايا المفترضات في ملف إبستين ترح ...
- الولايات المتحدة: مسيرات حاشدة ضد سياسات ترامب بشأن الهجرة و ...
- برج آزادي رمز طهران الأبيض بين التاريخ والحداثة
- إصابة فلسطيني ومواجهات مع قوات الاحتلال خلال اقتحاماتها بالض ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - هكذا يتبخر التضامن العالمي مع غزة