مصطفى المنوزي
الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 16:14
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
باقة ورد وفاءً للفكرة الاتحادية
الحزب، كالوطن، أسسه وحرره أسلافنا الشرفاء من المقاومين والمناضلين، من بينهم آباؤنا ورفاقهم في دروب التحرير والبناء. تلك جذورنا التي تمنحنا المعنى، وتذكّرنا بأن الحرية ليست شعارًا، بل مسؤولية مستمرة في صون الهوية وتجديدها.
إننا نتمسك بالهوية الجدلية للحزب الذي اوانا واحتضناه، وربانا فضحينا من أجل خياره الديمقراطي، كما نؤمن أن الحرية هي شرطها الحيوي ومصدر مشروعيتها الأخلاقية والسياسية ؛ فلا هوية دون حرية، ولا حرية بلا هوية تتجدد بالانتماء النقدي لا بالولاء الأعمى، وسنظل ندافع عن هويتهما الجدلية وذاكرتهما الكفاحية والتحررية، لكن دون رهان مطلق على المتاح من نوايا تحقيق الحد الأدنى ضمن احلام ثلاثي التحرير والديمقراطية والإشتراكية.
نعم، سنظل نعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعلى إعادة بناء المعنى في زمن الالتباس، حيث تتقاطع المحافظة والأصوليات – في اليمين واليسار على السواء – لتحاصر كل إصلاح وتقويم.
وتصدّيًا لكل محاولة لتقزيم أحلام المنخرطين في هيئاتهم وتنظيماتهم، وصونًا لميثاق الفكرة الاشتراكية التقدمية الكبرى، التي يُراد لها قسرًا أن تتحول إلى مجرد وكالة انتخابية تُدرّ الريع والمنافع، فإننا نؤكد أن الحزب ليس غايةً في ذاته، بل وسيلة لبناء الإنسان الحرّ والمجتمع العادل.
إننا نؤمن بأن الفكرة الاتحادية ليست ملكًا لأحد، بل هي مسؤولية جماعية تستمد قوتها من تفاعل الصمود التاريخي – بما هو ذاكرة كفاحية – مع الارتقاء المستقبلي – بما هو انفتاح على التحول والنزاهة الفكرية والسياسية.
نحن مع الانتماء دون الولاء؛ نسامح الخطأ في الممارسة، ولا نغفر الخطيئة في المبدأ. قد تُسحب منا بطاقة الانخراط أو نتخلى عنها طوعا، لكننا سنبقى مخلصين لجوهر الفكرة الاتحادية، باعتبارها مشروعًا مجتمعيًا للتحرر والكرامة، لا أداة لمناورة الأشخاص أو تبرير الطموحات الضيقة.
ومهما تعددت الوسائل والمؤتمرات، سيظل التاريخ إلى جانب الأوفياء، الشرفاء، وسلالة الشهداء، ما دمنا نواصل الدفاع عن الحرية كقيمة، والهوية كوعي، والنزاهة كالتزام، في توليف منتج بين الصمود والارتقاء، بين الذاكرة والمستقبل، بين الوفاء والابتكار. فحظ سعيد للقابعين هناك لكن الماسكين على الجمر حتى لا يسقط الوعي في العدم؛ فهنيئا لمن نجحوا ولم ينتصروا!
#مصطفى_المنوزي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟