أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى المنوزي - المجتمع يواجه السيبة بالتسيب والدولة تبرر الوضع ب « الجمهور عايز كده »














المزيد.....

المجتمع يواجه السيبة بالتسيب والدولة تبرر الوضع ب « الجمهور عايز كده »


مصطفى المنوزي

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يستعمل المواطنون « شرع أيديهم » فالسبب يعود لتراخي الدولة في استعمال القوة العمومية بمقاربة انتقائية خالية من الحكامة ومبدأ تكافؤ الفرص وعدم المساواة ، ليكون رد الفعل المجتمعي عنيفا وانتقاما من الافلات من العقاب باعتماد الشحن المذهبي والتحريض الأخلاقي والإرهاب الفكري ، فليس المجتمع وحده المهدد بالاحتقان والحروب الأهلية ، وانما الدولة نفسها مهددة بالتفكك والانحلال بفقدان شرعية احتكار تنفيذ القانون وضبط النظام العام واستعمال القوة العمومية أو ما يسمى بالعنف المشروع المفوض لها من قبل المجتمع وتعبيراته .
حلقة يوم أمس من برنامج « مباشرة معكم » هندس لكي يؤكد خلاصة وحيدة مهيمنة وهي عدم حق المواطنين ممارسة ضبط النظام العام باسم الدولة ، غير أن السيد الوكيل العام أثار مقتضيات المادة 76 من المسطرة الجنائية التي تخول لأي مواطن الحق بل واجب التحفظ على المجرمين إلى حين حضور السلطة العمومية للقيام بالمطلوب ، دون أن يبادر المشاركون إلى توضيح حكمة المشرع في هذا الصدد ، فالمقصود من تلك المقتضيات ليس قيام المواطن بمهمة الاعتقال أو الاحتجاز ، وإنما محاصرة المشتبه فيه لكي لا يفر من مسرح الجريمة ، ويحد دون مواصلة الاعتداء ، وان اقتضى إنقاذ الضحية وإسعافه حتى لا تتفاقم الوضعية .
فنظرية الموظف الفعلي ، في القانون الإداري ، تجيز للمواطنين القيام ببعض الأعمال محل الإدارة والسلطات ، ولكن في المنحى الإيجابي ، لدرء الأضرار . ،جتى قواعد الالتزامات والعقود في باب الفضالة ، تجيز للناس القيام بالإجراءات المدنية محل غيرهم دون تكليف أو توكيل مسبق ، وهذا يدخل ضمن ثقافة الواجب ، وليس الحق . لدلك يسمى المتعاقدون محل غيرهم دون تكليف بالفضولي ، نسبة لقعد الفضالة ، وعندما يحضر المتعاقد لمصلحته ويجيز تصرف الفضولي ، تتحول الفضالة إلى عقد وكالة بأثر رجعي . من هنا فتدخل المواطنين للاعتداء بالضرب والجرح والقذف ، على نظرائهم بدعوى محاربة الجريمة ، فهذا يتنافى مع قاعدة « الخطأ لا يصلحه الخطأ » . فالمواطنون يفترض فيهم أنهم فوضوا تدبير القوة العمومية وتوظيف العنف المشروع ، من قانون وإيقاف وقضاء وتنفيذ العقوبات ، للدولة أو السلطة العامة . ولست أدري لماذا لم يتم التركيز على تراخي الدولة في هذا الصدد ، قد يزكي إرادة دفينة تستهوي وتراود تيارات معينة ، تعتبر أن الحلول محل الدولة ، حق تكفله الشريعة ، انطلاقا من مرجعية دينية ومذهبية ترتكز على « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » ، فبغض النظر عن تدمر المواطنين من تقاعس الدولة في ممارسة مهامها كدولة قانون وفي مناهضة الإفلات من العقاب ، فإن المنظومة التربوية وفي ظل انهيار القيم وتصاعد المد المحافظ ، لا يجد الناس مجالا للتنفيس سوى ممارسة العنف ضد بعضهم البعض ، مقابل البحث عن خلاص أو عوض أو جزاء بين ثنايا التفكير الصوري والسحري والديني ، مما يستدعي الانتباه واليقظة ، فالفكر الوهابي الدخيل على قيمنا الحضارية والثقافية المغربية ، يؤجج تمثلات العدالة الانتقامية والوهم بكون « تغيير المنكر » باليد أو اللسان من أقوى الايمان ، وهذا تعززه الأوضاع النفسية والمادية للمواطنين الذين يعانون من هذا التعصب ، ومن تطرف مقتضيات إقتصاد السوق والعولمة المتوحشة ، فهما شراكة المهندسان لكل ما يكنى استعارة بالفوضى الخلاقة المتماهية مع نزعات حقوق الخلافة الإلهية أو القومة الراشدة . والحال أن التنافس جار حثيثا ، بين الشرعيات الاقتصادية والدينية بلبوس أخلاقي
صحيح أن المجتمع لا يتطور بنفس وثيرة التحولات الجارية ، لكن ، مع ذلك ، لا يمكن اضطهاد الحقوق الفردية المتنامية باسم « الجمهور عايز كده » .



#مصطفى_المنوزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة إلى تنظيم حملة دولية من أجل الحق في معرفة الحقيقة واحتر ...
- تضامنا مع فاضحي الفساد أناشد نزاهة القضاء وعقلانية التعبير .
- مامفاكينش مع الحق في معرفة الحقيقة ( خاطرة على هامش زيارة فر ...
- التقدمية بين التراخي الثقافي وفوبيا الانقراض
- بين خيار التحديث وخيار الدمقرطة
- موسم الهجرة التنموية المضادة
- كفى عبثا واستهتارا ولنتسلح بمزيد من اليقظة والعزيمة لمقاومة ...
- من له مصلحة في إجهاض مطلب الدولة الوطنية الديموقراطية ؟
- همهمات عشق لوطن ينعم بالاستقلال الثاني
- حملة شبكة أمان لجمع التوقيعات لمراسلة ملوك ورؤساء شمال افريق ...
- حملة لجمع التوقيعات لمراسلة ملوك ورؤساء شمال افريقيا ولشرق ا ...
- ذكاء الدولة ليس بالضرورة اجتماعيا
- لا خيار ثالث دون ثورة فكرية ثالثة
- ليس الريع مستقلا عن الفساد كمظهر للاستبداد
- مات المخزن ولم يمت المفهوم والتمثلات
- البعد الحقوقي والديموقراطي وتحديات مقاومة زمن الإرهاب
- من أجل أنسنة العلاقة بالاتصال والحوار
- من أجل ربط الحق في التنمية بالحق في الأمن الإنساني
- بيان صادر عن سكرتارية شبكة أمان
- في الحاجة إلى تحيين منهجية النقد الذاتي


المزيد.....




- أول تعليق روسي على إعلان ترامب بيع أسلحة لأوكرانيا
- تحليل لـCNN: لماذا تشعر أوكرانيا بالأمل والإحباط معا تجاه إع ...
- إيران تضع -خطا أحمر- للمشاركة في المحادثات النووية مع أمريكا ...
- الجيش اللبناني يضبط أحد أضخم معامل الكبتاغون على حدوده مع سو ...
- مقتل 48 مدنيا بهجوم لقوات الدعم السريع وسط السودان ونزوح آلا ...
- المحكمة العليا تمنح ترامب الضوء الأخضر لتفكيك وزارة التعليم ...
- هآرتس: تصاعد معدلات الانتحار في صفوف الجنود الإسرائيليين
- البرلمان الجزائري يناقش تعديلات قانون مكافحة تبييض الأموال و ...
- إسبانيا - المغرب: توقيف 9 أشخاص بعد اشتباكات بين متطرفين يمي ...
- المفوضية الأوروبية تقول إنها ستعيد إرسال وفد أوروبي طُلب منه ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى المنوزي - المجتمع يواجه السيبة بالتسيب والدولة تبرر الوضع ب « الجمهور عايز كده »