أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى المنوزي - التيه السياسي بين الفيزياء والكيمياء: الدولة كمطبخ أم كمختبر في السياق المغربي: سؤال التفكير العميق في ثنايا المغرب العميق














المزيد.....

التيه السياسي بين الفيزياء والكيمياء: الدولة كمطبخ أم كمختبر في السياق المغربي: سؤال التفكير العميق في ثنايا المغرب العميق


مصطفى المنوزي

الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشية انتخابات مبتذلة، حيث تتكرر الطقوس أكثر مما تتجدد الممارسات، يبدو المشهد السياسي والفكري المغربي غارقًا في حالة من القصور الذاتي. قوى سياسية تستمر في الدوران داخل مداراتها القديمة، أفكار تُطرح كشعارات جوفاء، ومجتمع يُستدعى كمادة خام للتجربة بدل أن يكون فاعلاً في صياغة النتائج. هنا يصبح المجاز العلمي أداة إيضاح: الصراع مع الواقع والمحيط لا يدار بالكيمياء الرمزية وحدها، بل بالفيزياء الملموسة التي تكشف قوانين الحركة والضغط والتوازن.
أولوية المادة على الفكرة:
التحليل المادي يفرض أن ننطلق من المصالح والشروط الاجتماعية قبل البرامج والشعارات. فالفكر السياسي لا يسبح في فراغ، بل يتغذى من وقائع ملموسة ثم يعيد صياغتها. لكن حين يتم تهميش المادة – البطالة، الصحة، العدالة الاجتماعية – لصالح شعارات مثالية أو تسويقية ("النموذج التنموي"، "تامغربيت")، يفقد الفكر جدواه ويتحول إلى زخرف لغوي. التيه الفكري إذن هو انعكاس مباشر لانفصال الفكرة عن مادتها.
الدولة كمطبخ :
الدولة المغربية، في جانبها الأول، تشتغل كمطبخ سياسي. فهي تعيد تدوير نفس المكونات (الأحزاب، الوجوه، البرامج) وتقدمها في أطباق مزينة لإعطاء انطباع بالتجديد. لكن هذه الأطباق تفتقر إلى القيمة الغذائية: تغري في الشكل، وتفرغ في الجوهر. هنا، الفيزياء حاضرة: الدفع من فوق، توزيع متوازن للجرعات، والتحكم في حرارة الطهي بما يضمن استقرار المائدة السياسية.
الدولة كمختبر :
في جانبها الثاني، الدولة مختبر للتجريب. غير أنها لا تختبر إمكانات المجتمع في إنتاج البدائل، بل تختبر حدود قابليته للترويض والتطويع. تُجرى التجارب عبر إعادة تركيب النخب، صناعة تحالفات هجينة، وبث سرديات جديدة. الكيمياء هنا هي المسيطرة: تفاعلات باطنية، مركّبات غير مستقرة، ونتائج غير محسوبة بدقة. لكنها كيمياء مراقَبة، لا تبحث عن إبداع حلول بقدر ما تقيس درجة التحمل قبل الانفجار
الفيزيائي والكيميائي في معادلة مختلة :
إن الفيزياء تمنح الدولة سلطة التحكم المباشر في الحركة الظاهرة (موازين القوى، الضبط الأمني، التحكم في الزمن السياسي).
الكيمياء تمنحها أدوات لإعادة تركيب الرموز والسرديات في العمق ؛ لكن غياب الدمج الجدلي بين البعدين يجعل التجربة ناقصة: لا الفيزياء تولد دينامية جديدة، ولا الكيمياء تنتج مركبًا اجتماعيًا متماسكًا. النتيجة هي تيه سياسي، حيث الحركة بلا معنى، والاتجاه بلا أفق.
نحو إعادة التوازن :
التحدي اليوم هو استعادة جدلية المادة والفكر، حيث تُمنح الأولوية للشروط الاجتماعية الملموسة، لا للشعارات المجردة. وحيث تُستخدم الفيزياء (قوانين القوة والحركة) لإعادة توزيع الطاقة المجتمعية، بينما توظف الكيمياء (التفاعلات الباطنية) لإبداع سرديات جامعة بدلًا من مركبات هجينة.
بهذا المعنى، فإن التيه السياسي عشية الانتخابات ليس مجرد عارض طارئ، بل هو نتيجة مباشرة لاختلال في طريقة اشتغال الدولة والمجتمع معًا: مطبخ يعيد إنتاج نفس الأطباق، ومختبر يجري تجارب متحكمًا في نتائجها، في ظل غياب توازن بين المادة والفكرة، بين الفيزياء والكي



#مصطفى_المنوزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أسلمة الدولة وتسليع الحقوق: المعضلة المغربية عشية التحول ...
- اغتراب النخبة داخل الأطر الحزبية والمؤسساتية وظاهرة الانفصال ...
- من أجل تجنيب الوطن معوقات البناء الديموقراطي
- في نقد علاقة السياسة بالدين وعلاقة النقد بالسياسة
- المجتمع يواجه السيبة بالتسيب والدولة تبرر الوضع ب « الجمهور ...
- دعوة إلى تنظيم حملة دولية من أجل الحق في معرفة الحقيقة واحتر ...
- تضامنا مع فاضحي الفساد أناشد نزاهة القضاء وعقلانية التعبير .
- مامفاكينش مع الحق في معرفة الحقيقة ( خاطرة على هامش زيارة فر ...
- التقدمية بين التراخي الثقافي وفوبيا الانقراض
- بين خيار التحديث وخيار الدمقرطة
- موسم الهجرة التنموية المضادة
- كفى عبثا واستهتارا ولنتسلح بمزيد من اليقظة والعزيمة لمقاومة ...
- من له مصلحة في إجهاض مطلب الدولة الوطنية الديموقراطية ؟
- همهمات عشق لوطن ينعم بالاستقلال الثاني
- حملة شبكة أمان لجمع التوقيعات لمراسلة ملوك ورؤساء شمال افريق ...
- حملة لجمع التوقيعات لمراسلة ملوك ورؤساء شمال افريقيا ولشرق ا ...
- ذكاء الدولة ليس بالضرورة اجتماعيا
- لا خيار ثالث دون ثورة فكرية ثالثة
- ليس الريع مستقلا عن الفساد كمظهر للاستبداد
- مات المخزن ولم يمت المفهوم والتمثلات


المزيد.....




- لجنة التحقيق في أحداث السويداء تعلن نتائج عملها.. وتوقيف عنا ...
- الملف النووي الإيراني.. طهران ترفض مزاعم -المنشآت السرّية- و ...
- اعتداء غامض على مدير مدرسة ألمانية-عربية في قلب برلين
- هل تتجه فرنسا نحو تسليم أوكرانيا مقاتلات رافال؟
- لمواجهة موجة جفاف حادة... إيران تبدأ عمليات تلقيح للسحب
- عاجل| الفصائل والقوى الفلسطينية: نرفض أي وصاية أو وجود عسكري ...
- غزة مباشر.. شهداء بنيران الاحتلال والمقاومة تحذر من تعديلات ...
- وزير الدفاع السوري يستقبل وفدًا عسكريًا روسيًا رفيع المستوى ...
- سوريا: لجنة التحقيق في أحداث السويداء تطلب تمديد مهلة عملها ...
- جدل في ألمانيا ودعوات لتطبيق -النموذج الإسكندنافي- في تجارة ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى المنوزي - التيه السياسي بين الفيزياء والكيمياء: الدولة كمطبخ أم كمختبر في السياق المغربي: سؤال التفكير العميق في ثنايا المغرب العميق