مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 18:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في لحظة إعادة إنتاج هويته و في مواجهة آخر مفترض و من بين كل الخيارات المتوفرة و من كل الانتقادات و السخريات التي وجهها غربيون للشرق اختار ادوار سعيد الإسلام من بينها و حاول خلق مقاربة تمنع أي انتقاد للإسلام و مساواة ذلك بعنصرية موجهة ضد المسلمين بمن فيهم من يرفضون الإسلام نفسه و أولئك الذين ينتقدوه بدرجات متفاوتة .... بعد ربيع دمشق و إعلان الإخوان المسلمين في سوريا عن ما سموه مشروع سوريا المستقبل و في مواجهة ديكتاتورية شرسة تضامنت و وقعت على مطالبات قانونية و حقوقية لإلغاء القانون ٤٩ القاضي بإعدام كل منتسب للإخوان ، دافع كثيرون أنا بينهم عن حق كل سوري بل كل إنسان بالتعبير و التنظيم و الفعل الخ و إذا كنت أصر دائماً على حق نقد الإسلاميين على الأقل إن ليس حق نقد الإسلام نفسه تماماً كالحق في نقد كل فكرة و موقف بغض النظر عن أي اعتبار ... اليوم نقف وجها لوجه أمام ذلك الوحش الذي حاولنا تدجينه و أمام الحقيقة التي تجاهلناها طويلاً ، ما يحدث اليوم في سوريا ما يفعله و يقوله حكام الشام اليوم هو ذلك الإسلام الذي اختاره سعيد دون تبصر أو دون أن يكترث أصلا بما هو و ماذا يقول و ما قد يفعل و الذي دافعنا عن حقه ليس فقط في ممارسة السياسة بل عن حقه في احتكار السياسة و إلغائها بالنسبة للمجتمع بل عن إلغاء أقسام واسعة من المجتمع نفسه ... لمحاولة فهم أقرب مخرج من هذه الأزمة يمكن استعادة الطريقة الأوروبية في التخلص من آفة القومية عبر حربين عالميتين دفعت ثمنها ملايين الضحايا و دمار هائل غير مسبوق في تاريخ البشرية ، خسرت غزة عشرات الآلاف و قبلها العراق مليون و نصف مليون آخر في سوريا لنبقى في نفس الدائرة المغلقة ، من استبداد لآخر من سجن لآخر من إبادة لأخرى ، و إذا استثنينا خلافات جذرها عشائري طائفي لا توجد محاولة لقراءة و لو نصف واقعية لما نعيشه و لا نعيشه و ما يمكن أن نعيشه ، يبدو أننا بحاجة دمار شامل لكي نبدأ باكتشاف الشط الآخر و محاولة تصور طريقة الوصول إليه
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟