|
تحية إلى السويداء مرةً أخرى
مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 07:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يجب أولًا توجيه التحية مرةً تلو مرةً للسواعد التي واجهت الهجمة الهمجية بشجاعة ، لقد تمكنت السويداء من إنقاذ نفسها و هذا حقيقي و يجب أن يبنى عليه … و لأن الواقع اليوم في المنطقة و العالم أيضًا معقد بشدة و يشهد بداية تحولات كبيرة و متسارعة أعتقد ان القضية اليوم ليست بالضرورة في إقامة دولة درزية رغم ان مثل هذه الدعوة محقة و وجيهة في نفس الوقت … صحيح أن المشكلة هي مع السلطة الحاكمة اليوم بدمشق لكن جزءً مهمًا من المشكلة هو مع "البيئة الحاضنة" لهذه السلطة سواء التي شاركت بالقتل أو بررته و تسترت عليه ، في الواقع لم يكن ممكنًا للجولاني ان ينفذ جريمته لولا أنه متأكد ليس فقط من صمت واشنطن و تل أبيب و عواصم أوروبا بل أيضًا من تقبل جزء مهم من الشارع العربي السني في سوريا و استعداده لارتكاب المجزرة أما بالنسبة للجزء من "النخبة المثقفة" العربية السنية التي تصفق له مهما فعل و بشكل مجاني فهي آخر هم الرجل في الواقع … الهدف اليوم هو جعل السويداء منطقة آمنة و قابلة للحياة بما يعني في ذلك الخدمات الضرورية ، الطبابة ، و تثبيت حدود آمنة ، ليس المهم التسمية اليوم بل إنجاز هذه المهام الملحة … يجب ان ندرك ان العالم و المنطقة على أبواب تغيرات عميقة و جدية و لسوء حظ السويداء و حسن حظ الجولاني ان مجزرة أخرى ترتكب على مقربة منها في غزة مما يدفع الأنظار بعيدًا عنها … صحيح ان المجزرة التي صدتها السويداء قد عقدت علاقات الجولاني الإقليمية و الدولية لكن هذا لم يصل بعد إلى الحد الذي سيمكن معه إنهاء خطر الجولاني على السويداء و السوريين عمومًا … يجب الاعتراف ان حكومة اسرائيل هي المعنية أكثر من غيرها بايقاف المجزرة و منع تكرارها رغم ان تأمين ممر أو شريان حياة آمن إلى السويداء يبدو مسألة أكثر تعقيدًا مما افترض المرء في البداية … لقد دعمت الحكومات العربية و حكومة أردوغان المجزرة و بررتها و لم تبد أدنى استعداد لتغيير موقفها رغم مرور وقت ليس بالقصير على المجزرة و يساهم إعلامها حتى اليوم بشيطنة أهل السويداء و التجييش ضدهم ، و لم يبد "السوريون" أو العرب السنة في سوريا أي استعداد لمد يد العون للمحاصرين أو لمعالجة جراح المجزرة الهمجية أو حتى تأكيد عدم تكرارها ، باختصار "السوريون" و العرب من "المحيط إلى الخليج" ليس لديهم ما يقدموه للسويداء غير تجييش إعلامي و العودة للحياة تحت سكين القاتل دون أي ضمانة أو حتى وعد بحياة آمنة و كريمة … البقاء اليوم يعني بالنسبة للسويداء بناء جدار منيع بينها و بين عسكر الجولاني و شبيحته و مثقفيه … و لا يجب المبالغة بقدرة المنظمات الحقوقية و لا الخطاب الحقوقي على أهميته و صدقه و ضرورته لكنه لم يكف و لن يكفي وحده لصد الهمج … تحتاج السويداء إلى الأمان و شروط حياة حقيقية و كريمة و لا يجب التردد في فعل ما يلزم لتحقيق ذلك … لم يكن خيار اسرائيل خيار السويداء و لا الهجري و لكنه اليوم المنفذ الوحيد للنجاة و الحياة بالنسبة لها … سيكون من الأفضل تأمين دعم أوسع لقضية السويداء لكن ترامب لا يكترث حقيقةً لسوريا كلها و روسيا و أوروبا مشغولين بصراعهما البيني في أوكرانيا رغم ان كل هذه القوى لن تمانع في نجاة السويداء و أهلها لكنها مرةً أخرى منخرطة في مشاكل أكثر أهمية بالنسبة لها … و للأسف فإن خطاب جنبلاط لا يقدم هو الآخر أكثر من خطاب المثقفين العرب السنة في سوريا ، شعارات فارغة عن وطن متخيل يفترضون ان كل غير العرب السنة ملزمين بالعيش فيه تحت حراب الجولاني بينما يحاولون إطفاء عطش هؤلاء للكرامة و حاجتهم للأمان على أرضهم بزعبرات فارغة عن مواطنة لا توجد إلا في كتاباتهم و خيالهم الخصب لا يعرف المرء هل يرددوها غباء أم تذاكيا أم لإسكات صوت ضمائرهم … لنا عودة لحديث الهجري الإيجابي عن الديمقراطية و المدنية و عن إدارة الحياة في منطقة منكوبة و محاصرة من جيرانها و إخوتها في الوطن الذي بادروها بالعداء و الذبح دون مبرر أو سابق إنذار
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعال اتفرج , سياسة ببلاش
-
يحدث في سوريا
-
عن الفاشية السنية
-
مجزرة الكيماوي , إحدى أسس المظلومية السنية في سوريا
-
تحية إلى السويداء
-
المثقف السوري من الثورة على الأسد إلى التطبيل للجولاني ، دكت
...
-
فضل العلمانية على الأديان
-
مواصلة لتفكيك سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج
-
مواصلة تفكيك سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج في سوريا
-
محاولة لفهم سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج
-
مثلث السلطة و رجال الدين و العسكر
-
الطلب على الهمجية و الدفاع عنها ، مجازر الساحل و السويداء نم
...
-
رأيتم ما هو الجهاد
-
ملامح الفاشية في حكم الهمج في دمشق
-
مصير سوريا الجولاني
-
سوريا : تغير كل شيء و لم يتغير شيء
-
الحرباء السورية و السلطة الجولانية
-
نقض ثقافة المواطنة عربيًا و سوريا-
-
فشل الحداثة في الشرق الجزء الأول
-
نتنياهو حامل مشعل الحرية في شرقنا البائس
المزيد.....
-
هذا ما التقطه مصور -متسلّل- دخل خلسة إلى أرقى عروض الأزياء
-
صيحة غرف السكن الجامعي على -تيك توك- قبل وبعد تصميم الديكور
...
-
فيديو جديد يُظهر المشتبه به في قتل تشارلي كيرك يقفز من سطح م
...
-
بينها لحم البقر والدجاج الحار..6 من أشهر الشطائر في أمريكا
-
ضربة قطر.. جملة قالها مندوب إسرائيل بمجلس الأمن أمام الشيخ م
...
-
فيديو مروّع يهز السودان: فتاة عُلّقت على شجرة حتى الموت.. وا
...
-
مدينة كولونيا تحتفي بمولود جديد من فصيلة آكلات النمل العملاق
...
-
خيارات قطر للرد على الهجوم الإسرائيلي - ما هي؟
-
رئيس الوزراء الإسرائيلي يتوعد: -لن تكون هناك دولة فلسطينية،
...
-
دعوا لمحاكمة إسرائيل.. رئيس كرواتيا وشعبها يرفضان زيارة ساعر
...
المزيد.....
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|