أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - فشل الحداثة في الشرق الجزء الأول














المزيد.....

فشل الحداثة في الشرق الجزء الأول


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 09:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان الخط الهمايوني أو أول قوانين التنظيمات العثمانية محاولة لإيقاف تدهور الامبراطورية و لم يكن يقصد التأسيس للمواطنة بين رعايا السلطان العثماني لكن إحدى أهم آثاره الجانبية كانت إعلان المساواة بين هؤلاء الرعايا بغض النظر عن دينهم ، جرى و لأول مرة ربما في تاريخ الشرق على الأقل منذ قرون إعلان المساواة بين كل سكان الشرق ، رجاله على الأقل … كان النظام الإقطاعي العسكري العثماني الذي كان ثوريًا قبل قرون و ضمن للسلطان قوةً و نفوذًا وصلا إلى أواسط أوروبا و آسيا قد انكشف أمام إرهاصات النظام الرأسمالي الذي بدأ يسدد ضربة تلو أخرى للدولة التي تضاعف ضعفها مع كل خطوة تمضيها أوروبا على طريق التطور … لم يكن الخط الهمايوني بالتالي و ما سبقه و تلاه وصولًا إلى المشروطية أو الدستور العثماني ، نتيجة صعود برجوازية محلية تحاول التعبير عن وجودها و مصالحها بل محاولة من النخبة الإقطاعية و البيروقراطية العسكرية الحاكمة لعكس هزائمها و تعزيز سطوتها الآخذة بالانهيار متوهمة أن تطبيق إصلاحات شكلية أو سطحية ستحقق ذلك الهدف … طبعًا كان هناك موظفون كبار و مثقفون كان تبنيهم للفكر البرجوازي الليبرالي خاصةً أعمق و أكثر جدية كغاية و ليس مجرد وسيلة لكن الدافع الفعلي وراء إصلاحات التنظيمات كانت مصلحة و رؤية السلطة الحاكمة في محاولة للحفاظ على مصالحها و سيطرتها المتراجعة … لم تمر محاولة النخبة الحاكمة لما سمي إصلاح امبراطوريتها بهدوء ، انقسمت هذه النخبة الحاكمة و حاشيتها إلى تيارين محافظ و إصلاحي ، بينما كان التيار الإصلاحي يدعو لتطبيق إصلاحات متفاوتة في جديتها مع الحفاظ على النظام بل تدعيمه و تعزيزه فضل التيار المحافظ الذي ستؤول زعامته الأخيرة للسلطان عبد الحميد سياسة دفن الرأس في الرمال و الإبقاء على النظام كما كان و كأن شيئًا لم يتغير ، راهن ذلك التيار على تفعيل الحمية الدينية عند رعايا السلطان لتعويض التفوق الغربي الساحق تكنولوجيًا و اقتصاديا واجتماعيا و هذا ما نراه اليوم أيضًا في سلوك داعش و حزب الله و المنظمات الجهادية المختلفة بدرجات متفاوتة … بالمقابل المحاولات الإصلاحية من فوق من نخبة حاكمة أفسدها الاستبداد و نخر فيها الفساد و حاشية مشغولة "بهمومها" و مصالحها و إرضاء ملذات سادتها * كانت فاشلة بامتياز ، حتى عندما وصل جزء من النخبة نصف المثقفة و المرتبطة بالجيش الحديث المعجبة بالغرب و الداعية لإصلاحات عميقة إلى السلطة بعد ثورة تركيا الفتاة لم تتمكن تلك النخبة من الحيلولة دون الانهيار الشامل رغم استخدامها وسائل فائقة الهمجية كما في الإبادة الأرمنية ، فقط مع سقوط الدولة ذاتها و انهيار نموذجها الامبراطوري ستتمكن تلك النخبة العسكرية الإصلاحية من لملمة شتات ما بقي من الدولة و استكمال تحولها إلى دولة وطنية حديثة نسبيًا و لو بملامح ديكتاتورية و حتى فاشية و إبادية صريحة كما نراه في الاتاتوركية و مجازرها بحق الأكراد كما في إخماد أتاتورك لانتفاضات الشيخ سعيد و تمرد درسيم انتهاءا باستخدام السلطة للذئاب الرمادية الفاشية في مواجهة أي خطر أو تهديد خاصة من اليسار و أي تحرك جماهيري فعال وصولًا إلى تحالف أردوغان مع حزب الحركة القومية التركي ذي الأصول الفاشية الصريحة …

* كانت الدولة عبارة عن خيمة كبيرة حكومتها بابها العالي و أول وظيفة علر هذه الحكومة إنزال الخان المعظم على الرحب و السعة و إسكان من معه من الحريم و الأسرة و الأقارب و الحاشية استكمال أسباب راحتهم و سعادتهم ……… فامتلأت السراي السلطانية بالأسرى من السراري الجركسيات و المماليك و الطواشية مع أن الشرع الإسلامي لا يبيح هذه العادة المستكرهة … و يندر فيهم و في جميع خدمة الداخل من يتعلم القراءة فضلًا عن الكتابة لأن فضيلة الواحد منهم أن يكون على الفطرة الأصلية فارغًا من العلوم و المعارف لئلا يسول له الشيطان أمرًا او دسيسة سياسية توجب انقلاب الملك و لذا اختاروا الخدمة من قرى الأناضول البعيدة و من ذوي السذاجة و الغرارة فإذا ولد لأحد السلاطين العظام مولود تربى في حجر والدته الجركسية على دلال السراري و الأغوات إلى تمام السنة الثانية عشرة من عمره ثم تبدل تلك السراري بالحظايا فيتخذ منهن حرما ينزوي بهن في إحدى القصور الخ الخ
من كتاب الانقلاب العثماني و تركيا الفتاة لروحي الخالدي



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو حامل مشعل الحرية في شرقنا البائس
- باسل شحادة و عمر عزيز ، حابب خبركم إنو اتحررنا
- الدور الوظيفي للديمقراطيين العرب
- نهفات سورية
- تقسيم سوريا كحل وحيد لمسألة سورية اخترعها شبيحة الجولاني
- الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين
- النموذج السوري للعدالة الانتقالية
- الحرباء
- النظام ما بعد الأسدي
- العار
- افعل ما تريد ، بعيدًا عنا
- المثقف و القطيع
- لا وجود اليوم لسوريا واحدة
- عن الحكومة السورية العتيدة
- من شبيحة الأسد إلى شبيحة الجولاني
- مجزرة حماة في نسختها الجولانية
- في سوريا لا إبادة و لا نظام إبادي
- الخطاب القديم الجديد للسلطة السورية و شبيحتها
- من أبو يائير و حسن زميرة إلى أبو محمد الجولاني
- و عادت دمشق أموية


المزيد.....




- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - فشل الحداثة في الشرق الجزء الأول