أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - الدور الوظيفي للديمقراطيين العرب














المزيد.....

الدور الوظيفي للديمقراطيين العرب


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 04:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ليس من السهل الاتفاق على تعريف واحد ، شامل و وافي لبدعة زماننا الحالي ، أي الديمقراطية … إذا استثنينا اليمين القومي و الديني و جزر يسارية متراجعة باضطراد تبدو الديمقراطية الفكرة التي يتحدث عنها الجميع بكل جدية … تاريخيًا لم تكن الديمقراطية قبل انهيار الاتحاد السوفياتي ذات شعبية جدية لا جماهيريًا و لا ضمن النخب ، هذا الانهيار و التقدم الهائل لمراكز النظام الرأسمالي العالمي هو المسؤول عن ذلك الصعود الذي أدى تقريبًا إلى تبني جماعي لفكرة الديمقراطية من قبل النخب العربية ، بلمسة عربية واضحة سنأتي على ذكرها … لكن هذا "الصعود" لم يكن بالضرورة تقدمًا حقيقيًا بالنسبة للديمقراطية في وعينا و عالمنا ، بل كلما زاد الاحتفاء العلني بها كلما تراجعت أكثر في الممارسة و حتى في النقاش العام ، لا يمكن مقارنة هذه الجمهرة التي تدعي أنها ديمقراطية اليوم بالقلة من المؤمنين بها في الثلاثينات و الأربعينات حتى الخمسينات من القرن الماضي ، مثل أحمد لطفي السيد و طه حسين و لا حتى بالليبراليين الأوائل مثل مدحت باشا و خير الدين التونسي و محمد عبده ، لقد كان هؤلاء مفكرون حقيقيون و أصحاب مشاريع جدية و كان تبنيهم للديموقراطية نتيجة خيار جدي بين خيارات عدة منها الإسلامي و الماركسي و ليس مجرد رضوخ لأمر واقع و وجهوا نقدًا صارمًا لكل ما اعتبروه عقبة في طريق الديمقراطية … يكفي أن نذكر معركة طه حسين مع الأزهر حول كتابه في الشعر الجاهلي ، و أن نذكر رفض أحمد لطفي السيد عرض الضباط الأحرار لتوليه رئاسة مصر بينما سعى خصمه سيد قطب لما هو أقل منها جاهدًا كل ما بوسعه ليس فقط لهذا الغرض ، تولي وزارة المعارف ، بل لتبرير جرائم نظام يوليو المبكرة حتى وقوع الطلاق بين الطرفين … إذا استثنينا بعض الصحافيين و الانفلوينسرز لن نجد من يكرر اليوم نقد طه حسين للمقاربة الشائعة للنص المقدس ، و هم في الغالب صحافيين محميين غربيًا … في الحقيقة يمكن ببساطة اكتشاف أن هذه الجمهرة من الديمقراطيين العرب لا ترغب فعلًا في تحقق الديمقراطية ، ، إنها بالنسبة لها ليست أكثر من شعار ، مثل أعلى ، جميل لكنه بعيد و مؤجل ، غير حقيقي ، طوباوي ……… الاستخدام الشائع اليوم لشعار الديمقراطية هو لتبرير ما لا يمكن تبريره ، لتبرير الجهل و التخلف ، لتبرير رفض العلم و رفض و تحريم التفكير و إلغاء العقل و تجريم و تحريم الفكر النقدي و العلمي معًا ، كل ذلك بحجة الديمقراطية ، بدون الديمقراطية سيكون على أصحاب كل طرح أن يثبتوا فكرتهم و يبرهنوا عليها ، بينما يحميهم شعار الديمقراطية من هذا كله … الاستخدام الشائع لشعار الديمقراطية يهدف باختصار لتبرير لا ديمقراطية سلطويين أو حتى ديكتاتوريين أو فاشيين في كثير من الأحيان كالإسلاميين مثلًا و تحديدًا مع تمتعهم بكل الامتيازات التي تمنحهم إياها الديمقراطية بدون أن يضطروا للإيمان بها أو يقبلوا بها أو أن يقبلوا بمنح أيًا من تلك الامتيازات لخصومهم … يمكن تخيل النقاش التالي : عندما يقول إسلامي نصف فاشي للغرب و لخصومه في مجتمعه و لمواطنيه الذين يرفضون الخضوع له : أنا لست ديمقراطيًا لكنكم ديمقراطيون و عليكم أن تقبلوا بلا ديمقراطيتي و بفاشيتي لأنكم ديمقراطيون فيرد ديمقراطي عربي مؤكدًا : معه حق هذه هي الديمقراطية …… القصة أنه لا وجود في مخيلة معظم الديمقراطيين العرب لعالم و مجتمعات تقوم على المشاركة و المساواة و الحرية للجميع ، يتحدثون عن المساواة و المشاركة و الحرية عندما ينتمي المستبد أو المحتل لجماعة أخرى فسيطرة الآخر استبداد أو استعمار أما استبداد و استعمار "جماعتنا" بكل جرائمها و موبقاتها و تفاهتها فهي ما يجب على الآخرين ابتلاعه بحجة الديمقراطية … تهافت الديمقراطيين العرب هذا يعبر عن أزمة عميقة ، عن وصولنا إلى طريق مسدود … لا بديل اليوم إلا الهجرة إلى الغرب و البكاء على الأطلال و الشكوى من احتقار الغربيين لجهلنا و تخلفنا أو انتظار أن يدمر الإسلاميون و رفاقهم مجتمعاتنا و حياتنا بالكامل لنبدأ البحث من جديد عن مخرج ، تمامًا من نقطة الصفر ، من حيث بدأ رفاعة الطهطاوي و أوائل شيوخ الخوارج و القدرية و المعتزلة و الكلام العرب



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهفات سورية
- تقسيم سوريا كحل وحيد لمسألة سورية اخترعها شبيحة الجولاني
- الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين
- النموذج السوري للعدالة الانتقالية
- الحرباء
- النظام ما بعد الأسدي
- العار
- افعل ما تريد ، بعيدًا عنا
- المثقف و القطيع
- لا وجود اليوم لسوريا واحدة
- عن الحكومة السورية العتيدة
- من شبيحة الأسد إلى شبيحة الجولاني
- مجزرة حماة في نسختها الجولانية
- في سوريا لا إبادة و لا نظام إبادي
- الخطاب القديم الجديد للسلطة السورية و شبيحتها
- من أبو يائير و حسن زميرة إلى أبو محمد الجولاني
- و عادت دمشق أموية
- الجولاني كبطل ايروتيكي لجمهور مخصي جنسياً و إنسانياً
- الرفاق في يسار النصرة
- الجولاني ، حافظ الأسد الجديد ، ماذا بعد


المزيد.....




- عاجل | ترامب: إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا وعمدة لوس أنجلوس ...
- ترامب يواجه احتجاجات لوس أنجلوس بألفي عنصر من الحرس الوطني
- السلطات السورية تصدر توضيحا هاما بشأن معلومات متداولة حول ال ...
- سوريا.. الشيخ حكمت الهجري يصدر بيانا ويحذر
- ترامب يهدد بتدخل فيدرالي في كاليفورنيا ولوس أنجلوس لوقف الشغ ...
- -سي إن إن-: إصابة المرشح الرئاسي الكولومبي ميغيل أوريبي بطلق ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة يُعتقد أنها تعود لمحمد ...
- -واشنطن بوست-: -ناسا- و البنتاغون يبحثان عن بدائل لـ-سبيس إك ...
- -رويترز-: واشنطن ترى أن رد موسكو على استهداف المطارات لم يأت ...
- اندلاع حريق في مصنع -أزوت- بمقاطعة تولا الروسية بسبب سقوط مس ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - الدور الوظيفي للديمقراطيين العرب