أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - النظام ما بعد الأسدي














المزيد.....

النظام ما بعد الأسدي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما يصر الجولاني على بناء "نظام" طائفي إبادي يقوم على القمع العاري الصلف و الغبي ، في هذه المرحلة ضد "الأقليات" تحديدًا و دائمًا ضد أي خصم فعلي أو متوهم و دون أي استعداد لتقاسم النفوذ و ما يجلبه من ثروة مع أحدٍ ، يطمح يسار النصرة إلى نظام أكثر استقرارًا يستخدم وسائل نهب و قمع أكثر احترافًا و أقل فجاجة ، إلى "نظام" طائفي ربما أكثر طائفية من نظام الأسد و استعداده الإبادي أعلى أيضًا لكنه "نظام" مستدام ، أكثر قابلية للحياة و الاستمرار من إمارة الجولاني الطالبانية الحالية ، ذات شكل و مظهر أفضل خاصةً أمام الخارج ، على الأقل شكل و مظهر ليسا أقل سوءًا من النظام الأسدي … لقد عمل نظام الأسدين على تقاسم منهوبات سوريا مع طيف ليس بالصغير من النخب الأهلية و الاجتماعية و حاول رشوة قطاعات أوسع من السوريين من مختلف الطوائف و الطبقات و بدرجات متفاوتة من النجاح و الفشل ، صحيح أن سقوطه كان نتيجة مباشرةً لمواقفه أو لاصطدامه بخارج قوي حسم موقفه تجاهه و هو ما يأخذه الجولاني بكل جدية ، الرجل يحسب مواقفه و خطواته تجاه هذا الخارج بحذر شديد عكس تمامًا انفلاته الهستيري في الداخل ، لكن الجولاني لا يظهر أية ليونة أو أي استعداد لتقاسم جزء من السلطة مع أحدٍ أيا يكن و لا يحاول أن يعدل من فظاظة و همجية "سياساته" الداخلية إن صح تسميتها بذلك … لا يريد يسار النصرة من الرجل تغيير سياساته بل فقط أن تبدو أفضل و لو قليلًا … بالنسبة لي لا أعتقد أن الحديث اليوم في سوريا ، ما يسمى اعتباطًا بسوريا ، لا يدور لا عن الحرية و لا عن العدالة … إن الهدف الفعلي الماثل أمام من يعيشون على هذه الأرض هو إيقاف المجزرة ، صحيح أن هذا يعني باختصار إسقاط النظام الفاشي و هزيمة فكره لكن هذا وحده لا يكفي … و رغم أني و بدون أدنى تحفظ أو تردد أقف إلى جانب ضحايا النظام الفاشي الطالباني لكني في الواقع لست متأكدًا من أن العلويين و الدروز و الأكراد و لا الكثير من العرب السنة أنفسهم ، و هنا أتحدث عن النخب الأهلية و عن الفقراء على حد سواء ، سيتعاملون بما يكفي من حذر مع مظلوميتهم الفعلية الممزوجة بالدماء و الأشلاء … أعتقد أن قدرنا حتى اليوم يتلخص بكلمة واحدة هي المجزرة ، يختلف الضحايا و الجلادون ، يتبادلون الأدوار ، لكن المجزرة هي ذاتها إن لم تكن تزداد سوءًا و بربرية … صحيح أن العنف الأسدي الذي عرفناه كان أكثر وظيفية من العنف الذي نشاهده اليوم و الذي يتهدد الجميع ، حتى في حماة و صيدنايا كان العنف الأسدي موجهًا نحو غاية تطويع المجتمع ، و ما عدا سنوات الابن الأخيرة ، ترافق دومًا بجزرة ما … ما عدا الأقلية التي كانت تشتغل بالسياسة و التي كان طموحها أكبر من أن يسمح لها أن تستسلم لغواية الأسد الأب و ما عدا من كانوا في قاع المجتمع و التي كان عنف الشرطة و عنفهم المضاد جزءً لا يتجزأ من صراعهم اليومي للبقاء ، استخدم النظام الأسدي الجزرة بنجاح ما لعقود مع بقية السوريين ، لكن النظام الأسدي كان على الدوام مشروع مجزرة كامن و استعداده لارتكابها كان حاضرًا باستمرار … مع الجولاني انتقلنا إلى درجة أكثر "تقدمًا" و همجية ، أصبح العنف يوميًا و بلا معنى أو غاية ، حتى العنف الداعشي الذي كان يشبه ما مارسه جنكيز خان لدب الرعب في قلوب خصومه كان رغم همجيته التي أعادتنا عقليًا و أخلاقيًا و سيكولوجيًا إلى عصور طفولة الإنسانية عندما كانت حيوانيتها طاغية ، كان عنفًا وظيفيًا و هذا ما لا يمكن و بكل أسف اتهام الجولاني به … إننا أمام عنف عبثي ، عنف لمجرد العنف ، حالة همجية تتجاوز ما عشناه من همجية حتى اليوم ، بهدف واحد هو تلذذ القاتل بالدماء … لا يحتاج الجولاني لكل هذه الأشلاء أكثر من إرضاء سادية استثنائية في التلذذ بالدماء ، عكس ضحايا حماة و صيدنايا لم يشكل الاطباء و المهندسين و الشباب و الأطفال الذين قتلهم و يقتلهم أي تهديد له و لو بشكل غير مباشر … إيقاف هذا الانحدار الجنوني نحو الهمجية ، وضع حد للمجزرة هو الأمل الوحيد لجيلنا و الجيل الذي يليه على الأقل و الهدف الوحيد الإنساني و الممكن وسط هذه القذارة و الهمجية و بين كل هؤلاء السفلة … إن قدرة كلاب الجولاني على تبرير همجيته و تسويقها مرعبة و هم الذين كانوا قبل أيام فقط من وصوله إلى قصر الشعب لا يتحدثون إلا عن الحرية و العدالة للضحايا بل و يعتبرونه ثورة مضادة و قاتل ثورتهم المتخيلة … هذا سبب كافي برأيي للتوقف عن ترداد ذلك الهراء عن الحرية و العدالة … صحيح أن هذا الفكر الفاشي سيسقط مع الجولاني لكن لا توجد أية ضمانات في أن أشكالًا جديدة منه لن تظهر ، اعتدنا في هذا الشرق أن تكون همجية طرف مبررًا لهمجية خصومه ، و لنوقف هذه المباراة و هذا التنافس في الهمجية يجب إيقاف المجزرة بطريقة تضمن ألا تعود بأشكال أخرى ربما أكثر همجية … كي أكون واضحًا و بعيدًا عن كل الهراء عن الحرية و العدالة ، شرطي الوحيد على النظام الذي سيأتي بعد نظام الجولاني الفاشي الطالباني أو على الثورة التي ستندلع في وجهه هو ألا يكون من الممكن ذبح بشر آخرين لأنهم أقرباء و أولاد من يذبح العلويين و الدروز اليوم و ربما غدًا يذبحون أي إنسان يجرؤ على مخالفتهم أو لمجرد أنهم يستطيعون فعل ذلك دون عقاب ، و لا خطف و سبي بنات من يخطف العلويات اليوم و يعتقد أن ربه قد منحه كل نساء و أوطان و ثروات العالم … يجب إيقاف المجزرة بأي ثمن ، لعل هذه تكون بداية لشيء إنساني حقًا على هذه الأرض



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العار
- افعل ما تريد ، بعيدًا عنا
- المثقف و القطيع
- لا وجود اليوم لسوريا واحدة
- عن الحكومة السورية العتيدة
- من شبيحة الأسد إلى شبيحة الجولاني
- مجزرة حماة في نسختها الجولانية
- في سوريا لا إبادة و لا نظام إبادي
- الخطاب القديم الجديد للسلطة السورية و شبيحتها
- من أبو يائير و حسن زميرة إلى أبو محمد الجولاني
- و عادت دمشق أموية
- الجولاني كبطل ايروتيكي لجمهور مخصي جنسياً و إنسانياً
- الرفاق في يسار النصرة
- الجولاني ، حافظ الأسد الجديد ، ماذا بعد
- عن الصراع اليوم في مجتمعاتنا
- ملاحظات عن الوضع في سوريا
- الديمقراطيون السوريون لا يريدون الديمقراطية
- سوريا : مات الملك ، عاش الملك
- سوريا و القطيع و الهبل
- ما يحدث اليوم في سوريا


المزيد.....




- جامعة هارفارد الأمريكية تتحدى ترامب!
- ما نعرفه - وما لا نعرفه - عن البرنامج النووي الإيراني
- خرق أمني في أكبر قاعدة جوية بريطانية على يد نشطاء مؤيدين لفل ...
- جول فيرن.. من رواد أدب الخيال العلمي
- نتنياهو يقول إنه الآن يغير وجه العالم.. هل غيرت الصواريخ الإ ...
- مظاهرات تعم المدن الإيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعم ...
- السلفادور.. قبضة الرئيس نجيب بوكيلة -الحديدية-
- قطاع غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم ...
- الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
- صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - النظام ما بعد الأسدي