أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين














المزيد.....

الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشير الحدث السوري بوضوح لأزمة المثقفين الثوريين كما يسمون و يرون أنفسهم ، فدورهم و وظيفتهم كما مارسوه و ينظرون له ليس الحرية و لا العدالة للعموم ، لا للبشرية و لا حتى لأبناء "شعبهم أو وطنهم" ، بل فقط إسقاط أنظمة بعينها ... بين الإصرار على تحرير السوريين من ديكتاتورية الأسد و إصرارهم على تبرير ديكتاتورية الجولاني و جرائمها ، من شعار لا بديل عن الحرية و اجتثاث فساد و استبداد نظام الأسد إلى الدعوة للخضوع لاستبداد جماعة الجولاني و فسادها ، تبدو وظيفة المثقفين الثوريين محصورة بإسقاط نظام ما لصالح بديل واضح الملامح برعاية مركبة من أنظمة البترودولار السنية أو الشيعية و مراكز النظام العالمي المتنافسة ... يمكن الحديث هنا عن ارتباط مزدوج للمثقف السوري "الثوري" ، ارتباط طائفي و آخر إقليمي دولي بأنظمة لا يمكن اتهامها إطلاقاً بالديمقراطية أو بأية درجة من العدالة و هذا في الحقيقة حالة خاصة بالوضع السوري ... لكن عندما نأتي إلى الأنظمة التي عليها الدور اليوم و رغم غياب الارتباطين الطائفي و الارتزاق لأنظمة منافسة و قادرة نجد نفس الممارسة عند كثير من هؤلاء المثقفين و السياسيين الثوريين ، لا يناقش علاء الاسواني و لا الاشتراكيين الثوريين و لا غالبية المثقفين و السياسيين الثوريين المصريين بدائل نظام السيسي و لا إمكانية وصول قوة أكثر سوءاً إلى حكم مصر بعد السيسي و لا يناقشون كيف سيمكن بالفعل تحويل إسقاط نظام ديكتاتوري فاسد عاجز و متخبط كنظام السيسي إلى تحقق فعلي لشعارات الحرية والعدالة الاجتماعية لكل مصري ، يبدو الموضوع و كأن إسقاط نظام السيسي سيؤدي أوتوماتيكياً إلى حالة الحرية والعدالة الاجتماعية لكل مصري ، هذه السذاجة تخدم بوضوح خصوم السيسي الأقوياء الذين قد يكونون أكثر كرهاً للحرية منه أو هم كذلك بالفعل .... هذه هي أسوأ ميزات المثقف الثوري اليوم بلا جدال ، هذه تعني ليس فقط تأبيد الاستبداد و الفساد على هذه الأرض بل الانتقال من سيء إلى أسوأ فأكثر سوءاً ، لهذا فإن الخطيئة التالية تبدو فقط كنكتة و مزحة أمام الخطيئة الأولى الأصلية ، حيث تشكل أنظمة البترودولار نقطة عمى عند كل المثقفين العرب بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية ، و ما عدا نقد قومي و يساري ساذج يتهمها بالعمالة لا نجد تحليلاً جدياً و لا مقاربة جدية لبنية و وظيفة هذه الأنظمة التي تستمد نجاحها من ثروات البترول فقط و قدرتها على شراء مرتزقة من كل الأنواع و الوظائف و الشهادات و القدرات دون مشروع إنساني حضاري حقيقي أصيل بل دون جهد حقيقي كمن كسب اليانصيب فجأة دون أدنى مجهود عقلي أو بدني ، احتاج المغول و قبلهم الرومان لإخضاع الشعوب بالقوة إلى اجتراح بطولات و تكتيكات عسكرية جديدة لكن أنظمة البترودولار تشتري خضوع الشعوب لها عبر المرتزقة فقط بالمال فقط ، و علاقتها بالحضارة لا تتجاوز قدرتها على شراء آخر منتجاتها بإفراط ، نحن أمام ظاهرة طفيلية ريعية خطرة على شعوبها و على جيرانها و على البشرية عموماً ، نحن هنا أمام ظاهرة يتزاوج فيها الاستبداد الشرقي بمشيخة القبيلة التقليدية بالرأسمال المعاصر لينجبوا أمراء و ملوكا يختلفون و يتصالحون يغارون و يحقدون فيما بينهم كصبية يلعبون في الحارة ليدفع ثمن تلك التفاهات ملايين البشر من حياتهم و جوعهم و بؤسهم ... حتى نظام الملالي في طهران لم يحظى باكثر من هجمات طائفية غبية لا تهتم بأكبر و أهم ضحاياه من الإيرانيين أنفسهم من المجوس الروافض .... و ينطبق نفس الشيء إلى درجة أقل على النظام الرأسمالي العالمي الذي يبدو بالنسبة لغالبيتنا كقطار منطلق بأقصى سرعة بشكل يبهر الأبصار بينما يشترط بقاء و استمرار النظام نفسه إهدار ثروات و طاقات و حيوات هائلة في خلافات و حروب عقيمة بلا معنى ، لم يتوقف النظام منذ الحرب العالمية الأولى عن التضحية بالملايين من البشر و ثروات بالمليارات لتدمير البشرية وصولاً إلى تدمير بيتنا المشترك على هذه الأرض ... قد يخفف من هذه النقيصة انتماء بعض المثقفين إلى تيارات ماركسية و يسارية راديكالية تمارس نقداً أكثر جدية لهذا النظام العالمي مع دمجه أحياناً بالنقد القومي المتطرف لادوار سعيد و تلامذته الذي يتقاطع في كثير من تفاصيله مع نقد سيد قطب و علي شريعتي



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النموذج السوري للعدالة الانتقالية
- الحرباء
- النظام ما بعد الأسدي
- العار
- افعل ما تريد ، بعيدًا عنا
- المثقف و القطيع
- لا وجود اليوم لسوريا واحدة
- عن الحكومة السورية العتيدة
- من شبيحة الأسد إلى شبيحة الجولاني
- مجزرة حماة في نسختها الجولانية
- في سوريا لا إبادة و لا نظام إبادي
- الخطاب القديم الجديد للسلطة السورية و شبيحتها
- من أبو يائير و حسن زميرة إلى أبو محمد الجولاني
- و عادت دمشق أموية
- الجولاني كبطل ايروتيكي لجمهور مخصي جنسياً و إنسانياً
- الرفاق في يسار النصرة
- الجولاني ، حافظ الأسد الجديد ، ماذا بعد
- عن الصراع اليوم في مجتمعاتنا
- ملاحظات عن الوضع في سوريا
- الديمقراطيون السوريون لا يريدون الديمقراطية


المزيد.....




- -مرسل بمهمة من الرّب ولا شيء يمكنه وقف ما هو قادم-.. ترامب ي ...
- من الاتجار بالمخدرات إلى التبرع بالملايين للمحتاجين.. قصة مج ...
- محكمة مصرية تُقرّ ملكية دير سانت كاترين للدولة... وأثينا قلق ...
- لماذا يشعر إيلون ماسك بالإحباط؟
- الملك السعودي يتلقى رسالتين من بوتين والسيسي
- مديرة حملة ترامب الرئاسية ضحية لاختراق بتقنية الذكاء الاصطنا ...
- كيم جونغ أون يشرف على مسابقة مدفعية عسكرية: التدريب المكثف ط ...
- الناشطة السويدية ثونبرغ تعتزم الإبحار لغزة على متن -أسطول ال ...
- شرطة الاحتلال تعتقل زوجة الأسير الشهيد وليد دقة
- في أقل من 24 ساعة.. كيف عادت رسوم ترامب إلى حيز التنفيذ بعدم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين