أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - مواصلة تفكيك سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج في سوريا














المزيد.....

مواصلة تفكيك سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج في سوريا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 02:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أواصل هنا مقاربة سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج و هم في الحالة السورية نفر من العرب السنة ممن يستخدمون و يروجون للهمجية همجيتهم كوسيلة و كغاية إلى السلطة ، كوسيلة لفرض سلطتهم و كغاية في ذاتها و سنتحدث عن ذلك لاحقًا … استخدام هؤلاء لشعار بني أمية * يذكرنا بالملوك المزيفين أو المدعين الذين ظهروا في كل عصر مدعين أنهم الملوك "الحقيقيون" و أيضًا بالذين ادعوا الانتساب لأهل البيت على طول تاريخنا و ما أكثرهم و الذين استخدموا هذا الزعم لخداع الناس في محاولة للحصول على سلطة أو على امتيازات آل البيت أو ربما فقط على احترام الآخرين في مجتمع و ثقافة تحترم السادة فقط أو المنحدرين من نسب ملكي أو أرستقراطي أو من بيت النبوة و لو بالكذب و الخداع … نحن هنا أمام رعاع ، حثالة حسب التصنيف الاجتماعي السائد ، يحاولون تأسيس سلالة حاكمة جديدة لكنهم يفتقرون إلى أي ماض تليد أو أي مجد يمكنهم أن يزعموه ، محاولة هؤلاء الانتساب بأية طريقة لبني أمية تعبير عن عقدة نقص عميقة تؤرقهم حتى و هم يعيشون وهم أنهم اليوم قد أصبحوا سادة ليس فقط سادة أنفسهم بل سادة غيرهم من السوريين … اختيار مثل هذا العنوان لإخفاء أصلهم المجهول أو الوضيع يكشف لنا الكثير سواءً عن عقد هؤلاء أو طريقة تفكيرهم و آليات الدفاع و الخداع التي يستخدمونها كتعويض و "كعلاج" … في لحظات أخرى استخدم بشر يشبهون "أمويينا" الجدد وسائل مختلفة لتعويض عقد النقص تلك خاصة في لحظة صعودهم الاجتماعي ، حاولوا اختراع بطولات وهمية ( مثلًا كما في قصة البورسعيدية زينب الكفراوي و التي نقلت الى التلفزيون و السينما تحت اسم ليلة القبض على فاطمة ، و كان هذا متاحًا لأن أغلبهم كانوا "ثوارًا" حملوا السلاح ضد الأسد ) ، أو التقرب من الفقراء و عامة المسحوقين في أوطانهم و مجتمعاتهم كمخلصين كما فعل عبد الناصر و رفاقه بعد انقلابهم على الملك ، لكن اختيار هؤلاء لعنوان بني أمية تحديدًا دون غيره من مبررات و عناوين صعودهم الاجتماعي يدل على مدى عمق عقدة النقص التي يعانون منها ، عقدة نسبهم المجهول أو الوضيع و حاجتهم الملحة لتجاوز شعورهم بالتفاهة و التهميش خاصةً أن كثيرين منهم جاؤوا من العشوائيات المحيطة بالمدن فلا هم أصبحوا مدينيين و لا هم بقوا ريفيين ، لا هم حصلوا على اعتراف سكان هذه المدن كأنداد أو كأبناء لتلك المدن الكبرى ذات التاريخ و المكانة و لا هم راغبون بالاحتفاظ بأصولهم الريفية المتدنية و الوضيعة في نظر المجتمع … نقص الاعتراف هذا من قبل سكان المدن الكبرى و من قبل السلطات المتتالية أنتج هؤلاء الهمج ، و همجية هؤلاء كما قلنا ليست فقط وسيلة ترهيب للآخرين بل هي غاية بحد ذاتها فالسلطة و القوة ترتبط في مخيلة هؤلاء بالهمجية المنفلتة و كلما كانت همجيتهم أكثر دموية و انفلاتًا كلما كان شعورهم بالقوة أعظم و كلما نجحوا أكثر في تقمصهم لشعور و شخصية "السادة الحقيقيين" ، هذه الهمجية هي تعويض عن عقد نقصهم المركبة كبشر يبحثون عن الاعتراف أو الاحترام المفقود ، عن مكان فوق و خارج الهامش المظلم الذي كانوا يعيشون فيه ، سأستعير هنا هذا المقطع من كتاب أوليفيه روا تجربة الإسلام السياسي في وصف هؤلاء الذين أصبحوا اليوم قطيعًا منفلتا في سوريا "أمًا الجماهير التي تناصر الاسلامويين فليست أكثر سلفية أو تقليدية منهم : فهي تحيا في ظل قيم المدينة الحديثة ( الاستهلاك و الترقي الاجتماعي ) فقد غادرت ، بمغادرتها القرية ، أشكال التآلف و التواصل القديمة و احترام المسنين و الإجماع . إنها مفتونة بقيم الاستهلاك التي تعرض في واجهات الحواضر الكبرى و عالمها هو عالم السينما و المقاهي و "الجينز" و الفيديو و كرة القدم لكنها تحيا في ظل هشاشة المهن الصغيرة و البطالة و غيتوهات الهجرة و تعاني الحرمان في مجتمع استهلاكي ليس في متناولها" ( تجربة الإسلام السياسي ، ص 13 ) … هذه هي نكبة سوريا اليوم

* يعرف الهمج أنفسهم في سوريا ببني أمية و هذه النكتة رغم إثارتها لسخرية خصومهم و حتى المتفرجين المحايدين ما زالوا يستخدموها لتعريف أنفسهم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة لفهم سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج
- مثلث السلطة و رجال الدين و العسكر
- الطلب على الهمجية و الدفاع عنها ، مجازر الساحل و السويداء نم ...
- رأيتم ما هو الجهاد
- ملامح الفاشية في حكم الهمج في دمشق
- مصير سوريا الجولاني
- سوريا : تغير كل شيء و لم يتغير شيء
- الحرباء السورية و السلطة الجولانية
- نقض ثقافة المواطنة عربيًا و سوريا-
- فشل الحداثة في الشرق الجزء الأول
- نتنياهو حامل مشعل الحرية في شرقنا البائس
- باسل شحادة و عمر عزيز ، حابب خبركم إنو اتحررنا
- الدور الوظيفي للديمقراطيين العرب
- نهفات سورية
- تقسيم سوريا كحل وحيد لمسألة سورية اخترعها شبيحة الجولاني
- الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين
- النموذج السوري للعدالة الانتقالية
- الحرباء
- النظام ما بعد الأسدي
- العار


المزيد.....




- أزمة مياه خانقة تحاصر 60% من أحياء الخرطوم منذ عامين
- متخذًا قرارات جديدة.. ماكرون: على فرنسا أن تتحرك بمزيد من ال ...
- شبكات تجسس ومسيّرات.. كيف تستعد تركيا للحرب مع إسرائيل؟
- الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم وسط انقسام دولي حاد
- ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: -ربما أ ...
- ترامب يقول إن لقاء ويتكوف مع بوتين كان -مثمرًا للغاية-
- مجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني ي ...
- هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً ...
- في اتّصال مع القادة الأوروبيين.. ترامب يكشف عن خطة للقاء بوت ...
- سموتريتش لا يهمه سكان غزة ويريد خنقها وتدمير حماس لتحقيق الن ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - مواصلة تفكيك سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج في سوريا