|
سوريا : تغير كل شيء و لم يتغير شيء
مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 14:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اختفت الأحزاب عمليًا لكن من كان يفترض أن يكون حزبيًا حسب ثقافة و نمط السبعينات والثمانينات أصبح اليوم يمارس نفس تكرار و اجترار الهراء الايديولوجي و النفاق السياسي لكن فيما تسمى اليوم بمنظمات المجتمع المدني و التي ليست أكثر من واجهة للحصول على امتيازات من خلال الارتزاق و الاسترزاق لهذا الطرف أو ذلك و بدلًا من رحلات الأمناء العامين للأحزاب الثورية إلى منتجعات الدول الاشتراكية و بزنس الإخوة أو الإخوان المسلمين مع أمراء سعوديين و كويتيين و قطريين و استثماراتهم في أسواق البورصة الأوروبية و رأس المال العالمي نرى اليوم سيمنارات و لقاءات في عواصم أوروبية و عالمية برعاية وزارات خارجية أوروبا و امريكا و منظمات ثينك تانك و أخرى استخبارية تخدم هذا النظام أو ذاك ، و بدلًا من شبيحة الأسد جاءنا شبيحة الجولاني و بدلًا من مطبلي الأسد جاءنا كلاب الجولاني ، بل كان الأسد حتى الابن أكثر حرصًا في ضبط هستيريا العنف و مجانيته و عبثيته ضد كل من يتجرأ على الوقوف في وجهه ناهيك عن ابتعاده عن مجالات الحرية الفردية التي هي الملعب المفضل للجولاني و شبيحته … سوريا كانت كذبة و الشعب السوري كذبة أكبر و لكي نقلل من النتائج المدمرة و المهلكة لهستيريا القوى الراغبة بالسلطة على أشلاء السوريين الفقراء و البلد نفسه كأرض و مكان لا مندوحة عن التقسيم ، الموضوع ينتظر فقط سقوط آخر حكم مركزي جهنمي يقود سوريا حاليًا نحو المزيد من الموت و الخراب … هذا لن يعني أبدًا نهاية الجولاني و شبيحته و لا دولة أمية المزيفة التي أقامتها البروليتاريا الرثة برعاية انتلجنسيا طائفية متعطشة للسلطة بمعنى قمع و قتل الآخرين فقط لا بأي معنى آخر قد يكون إيجابي أو حتى بلا سلبيات و لا إيجابيات باختصار لأن هذا هو فقط ما تمارسه سلطة الجولاني و ما تستحق عليه تصفيق و تطبيل هؤلاء القذرين ، يستطيع شبيحة الجولاني أن يستمروا بعبادته لكن في مناطقهم و بدون ان يكونوا قادرين على قتل أو سبي فقراء حكم عليهم القدر بأن يكونوا جيرانهم … طلقة الرحمة على ما كانت سوريا جاءت تحديدًا من هذا الخليط الارهابي المتعطش لقتل و استعباد الآخرين المستضعفين ، نعيش اليوم ليس فقط حالة فصام شعوري كامل بين السوريين المتجاورين قهرًا بقوة السلاح و نفاق و تصفيق الانتلجسيا الطائفية الموتورة و المهووسة بل هستيريا و جنون منفلت ضد كل من لا يستطيع الدفاع عن نفسه و هستيريا لعق أحذية و خراء كل قوي فقط للاستمرار بنهب و قتل الجيران الفقراء المستضعفين فقط ، قد نعود و قد يعود شباب ادلب و الرقة و ريف حلب فيم بعد لياسين الحافظ و يقررون أشياءا أخرى لكن هذا إضافة إلى الحفاظ على حياة السوريين الفقراء تحديدًا و على الأرض و حتى الحيوانات و النباتات في ما تسمى اليوم بدولة بني أمية المزيفة لا بد من فصل الهمج عن الفقراء و حصرهم في منطقة خاصة معزولة بعناية و هناك يمكنهم ممارسة ما يريدون بكامل حريتهم دون أن يعني هذا موت و حرق و ذبح و سبي جيرانهم … لكن لنحقق هذا الهدف من فصل الهمج كلاب الجولاني عن الضعفاء العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم يجب أن يتم هذا بأكثر إنسانية ممكنة ، أنا مع القيام بتبادلات ديمغرافية كما جرى بين تركيا و اليونان بعد هزيمة الأخيرة في آخر الحروب بين الطرفين لكن بدون التصفيات الهمجية التي رافقت انفصال باكستان و الهند و بكل تأكيد ليس بطريقة الإبادة التي مارسها العثمانيون بمساهمة فعالة من القبائل الكردية ضد الأرمن و السريان و الآشوريين عند مطلع القرن الماضي ، التبادلات الديمغرافية المنظمة و المنضبطة و التي أرجو أن تتمكن قوى أهلية و مجتمعية محلية من تنظيمها لا أن تفرضها قوى دولية أو إقليمية ما على طريقة سايكس بيكو الأولى بغض النظر عن حقيقة موقف و قيم هذه القوى من الآخر أو من الإنسان نفسه ، لكن هذا للأسف يتطلب تقييد و إضعاف دور القوى الانتحارية الراغبة في تدمير الذات و الآخرين كبديل وحيد عن سيطرتها المطلقة و حقها المطلق في ذبح و نهب الآخر و هذه القوى لا تسيطر فقط على سلطة الجولاني و لا تهيمن على فكر الانتلجنسيا التابعة له بل أيضًا على الساحة السورية عمومًا و هذا يتطلب خطاب إنساني بسيط يرفض الهيمنة و الذبح و السبي و الذبح و السبي المضاد بغض النظر عن فانتازيا الانتلجنسيا المتعطشة للسلطة و الدماء ، نقطة الانطلاق هي فضح سلطة الهمج الحالية في دمشق و المفكرين الداعمين و المبررين لها ، ليس لانتماءاتهم الطائفية و المناطقية و العشائرية بل لسلوكهم و فكرهم الهمجي و مخيلتهم المريضة بالدماء و بإذلال و استعباد الضعفاء ، هذا سيحول ربما من تحول الصراع مع الهمج إلى حروب ثأرية لا تبقي و لا تذر ، لا لداحس و الغبراء سواءً التي يريدها و يمارسها الهمج أو ربما همج قادمين باسم الدماء التي يسيلها همج اليوم
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرباء السورية و السلطة الجولانية
-
نقض ثقافة المواطنة عربيًا و سوريا-
-
فشل الحداثة في الشرق الجزء الأول
-
نتنياهو حامل مشعل الحرية في شرقنا البائس
-
باسل شحادة و عمر عزيز ، حابب خبركم إنو اتحررنا
-
الدور الوظيفي للديمقراطيين العرب
-
نهفات سورية
-
تقسيم سوريا كحل وحيد لمسألة سورية اخترعها شبيحة الجولاني
-
الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين
-
النموذج السوري للعدالة الانتقالية
-
الحرباء
-
النظام ما بعد الأسدي
-
العار
-
افعل ما تريد ، بعيدًا عنا
-
المثقف و القطيع
-
لا وجود اليوم لسوريا واحدة
-
عن الحكومة السورية العتيدة
-
من شبيحة الأسد إلى شبيحة الجولاني
-
مجزرة حماة في نسختها الجولانية
-
في سوريا لا إبادة و لا نظام إبادي
المزيد.....
-
كاتبة سورية درزية لـCNN عن إسرائيل: إذا أردتم حماية الدروز أ
...
-
-فساد ينخر في جسد بلدي-.. رغد صدام حسين تعلق على احتراق المر
...
-
سلطنة عُمان: القبض على إيرانيين والشرطة تكشف ما فعلاه
-
بحضور ماكرون.. السلوفيني تادي بوغتشار ينتزع الصدارة في -تور
...
-
ترامب يصدر أوامر بنشر وثائق قضية إبستين بعد ضغط شعبي متزايد
...
-
غزة: عائلات تشيّع قتلاها وأخرى تواصل البحث عن مفقوديها تحت ا
...
-
هجمات إسرائيل على سوريا: مآرب معلنة وأخرى خفية!
-
محللون: رسائل أبو عبيدة بعد 4 أشهر من استئناف الحرب موجهة لك
...
-
ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
-
عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صاروخ من اليمن
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|