أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في حاجة سوريا اليوم إلى حافظ أسد جديد و مروان حديد آخر














المزيد.....

في حاجة سوريا اليوم إلى حافظ أسد جديد و مروان حديد آخر


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أستطيع أن أحكم بدقة ما إذا كان حكام سوريا الجدد يتصرفون تمامًا بنفس سلوك قادة البعث عندما وصلوا إلى السلطة في عام 1963 ، شخصيًا يتملكني شعور أنهم يكررون تمامًا نفس سلوك خصومهم الذين أطاحوا بهم و تتملكهم نفس المشاعر ، نحن أمام نكرات اجتماعيًا قفزوا فجأة لأعلى الهرم الاجتماعي و ما غرام الجولاني و رفاقه بالبذلات الباذخة و بالاستقبالات و الصور إلا دليلًا على اليوفوريا التي يعيشها هؤلاء كطفل صغير اشتروا له ثيابًا جديدة للعيد … لا شك ان الرجل يبدأ من حيث انتهى خصومه فهو لا يشبه كثيرًا الجيل الأول من البعثيين أو الأسد الاب ، إنه يشبه بشار أكثر في محاولته الاستحواذ على كل شيء في البلد ، إننا أمام شكل غريب و مؤذي من صراع الأجيال هنا … رغم انشغال الطرفين ، الحكام القادمون و الراحلون ، بإعادة تركيب "سوريا" و تفكيكها و إعادة تشكيلها حسب إيديولوجيتهم الخاصة لكن الجولاني هنا لا يشبه الأسد الأب في شيء بل يشبه أساتذته الذين أطاح بهم ، فالرجل أشبه بصلاح جديد منه بالأسد ، استخدامه العنف في التغيير و جذرية هذا التغيير و اصطدامه ليس فقط بالحكام السابقين بل ببيئات اجتماعية كاملة تعارض إيديولوجيته لأسباب مختلفة ، النكتة هنا هو انه بينما وجد البعثيون الأوائل أنفسهم في مواجهة المجتمعات السنية المحافظة في حماة مثلًا يقف النظام الجديد في مواجهة دموية مع الأقليات ذات نمط الحياة الأكثر تحررًا لكن شكل المواجهة و دمويتها واحدة في الحالتين … و خصومة الرجل مع البرجوازية المدينية و النابع من كرهه لها كابن بار للبروليتاريا الرثة و البرجوازية الصغيرة الساخطتين لا تختلف عن عداء جديد - زعين - الاتاسي ( الحوراني ضمنًا و منطلقًا ) لها … في الحقيقة كان الأسد الأب إلى حد كبير نقيض كل ذلك ، حاول على انتمائه العلوي كسب المجتمعات السنية المحافظة و رشوة و شراء رجال دين سنة مؤثرين و كذلك فعل مع البرجوازية الشامية التي كان جديد - الاتاسي قد نكلوا بها بقسوة اعتبرت تعبيرًا عن اتجاه يساري متطرف كما حرص على الشكل الديمقراطي لمؤسسات نظامه بعد إفراغها من أي مضمون و إخضاعها لأجهزته الأمنية … في الحقيقة ينعكس هذا في مقاربات المثقفين "السوريين" العرب السنة لسياسات الجولاني فهي تلومه و تنصحه في نفس الوقت على تردده في استخدام آليات أقل عنفًا و أكثر سلاسة لا تختلف عمليًا عن تلك التي استخدمها الأسد الأب لإخضاع السوريين ، هذه هي السياسات التي يقترحها هؤلاء على الجولاني لتثبيت حكمه و كسب ولاء و خضوع السوريين و غضبهم يأتي من رفض الجولاني الانصات لهم مما يشعرهم بالخطر المحدق بنظامه الطائفي السني العربي أو "الأموي" … في الحقيقة لا يمتلك نظام الجولاني بشكله الحالي حظًا أو فرصة كبيرة للبقاء و الاستمرار ليس بسبب رفض و مقاومة كثيرين من رعاياه بل لأن طابعه العنفي و الايديولوجي يخيف جيرانه الأقرب و الأبعد ، صحيح انه لم يدخل في خصومات سلطة جديد - الاتاسي مع "الأنظمة العربية الرجعية" و حتى مع النظام الناصري وقتها لكنه مصر على ألا يلجم السياسات و الممارسات الايديولوجية التي تبث الخوف في قلوب هؤلاء و تدفعهم للتردد في منحه دعمًا حقيقيًا بانتظار تغييرات جذرية في ايديولوجيته المعلنة و سياساته على الأرض بما في ذلك تطبيق أشكال أسدية من "التشاركية" و "التعددية" و "المؤسسات الديمقراطية و الحكومية" … ظهور أسد جديد سيكون بشكل من الأشكال هو المنقذ لنظام الجولاني من نفسه … بالمقابل يحتاج سقوط هذا النظام كما حصل مع سلفه الأسدي إلى ظهور مروان حديد جديد ، إن مروان حديد جديد و لو كان بشعبية ضعيفة و محدودة في البداية كما كان الحال مع الرمز الأصلي سيؤسس لتيار عريض عنفي معارض جذريًا للنظام الحالي و سيمهد مع تفاقم أزمة هذا النظام و المجتمع الذي يحكمه أيضًا لموجات ثورية عنفية متتالية ستهزه و تضعفه لدرجة الانهيار و السقوط … المشكلة هنا اليوم هو في غياب تلك القوة و المرجعية الفكرية التي قد تنتج مروان حديد جديد لأننا اعتدنا في هذا الشرق على استيراد حتى أشكال معارضاتنا من الغرب ، و خلافًا للعصر الذي ظهر فيه مروان حديد لا وجود اليوم لتيارات غيفارية أو ماوية أو اناركية عنفية ذات أثر عالمي قوي لتغذي صعود مثل هذا التيار أما جمهور الناشطين فهو اليوم مجرد مجموعة من محترفي الهراء يرددون خطابًا فارغًا و لا يهدف أساسًا للعب أي دور مؤثر في المجتمع و السياسة و حتى الفكر … مع ذلك قد يكون هذا كله في صالح أقصى اليسار السوري عندما تهمش كل القوى السياسية و التيارات الفكرية على يد النظام أو أن تهمش هي نفسها بنفسها تاركة الساحة فقط للسلطة و نقيضها الوحيد الممكن في أقصى اليسار ، لم تكن هذه الفرصة لتنشأ لو أن نظامًا آخر يهتم بتزيين قمعه و وجهه ببعض الرتوش الديمقراطية و لو الشكلية ، الوضع في سوريا اليوم يعني أن الساحة ستقتصر فقط على هذين النقيضين الأشد تعارضًا و على صراعهما القاسي و ربما الدموي و لهذا يكرس الناشطون خاصةً من العرب السنة جزءً كبيرًا من نقدهم و سهامهم ضد اليسار بدرجة لا تتناسب مع حجمه الفعلي اليوم ، إنه إجراء وقائي ضد مصدر الخطر الأكبر أو الوحيد الممكن على عجلهم المقدس الذي طال انتظارهم له … للأسف سيعني هذا المزيد من الدماء ليس الآن بالضرورة لكن على المدى البعيد ، لنتذكر فقط درجة دموية الصراع عندما أصبحت ألمانيا النازية و روسيا الشيوعية الستالينية وجهًا لوجه و جذريته و ما سببه من ضحايا و آلام … نحن اليوم في وضع لا بديل فيه عن النظام الحالي إلا أقصى اليسار السوري ، المأزق الأكبر لهذا البديل سيكون البحث عن حلفاء إقليميين و دوليين في وقت لا يمكنه ببساطة أن يتحالف مع نظام الملالي أو أذرعه الإقليمية أو مع أجهزة دولة بوتين أهم خصوم النظام الحالي دون أن يخون نفسه على طريقة تحالف رياض الترك و الإخوان المسلمين السوريين مع ديكتاتورية صدام البعثي العلماني وقتها أو تحالف قسد مع امريكا اليوم و لو ان صعودًا محتملًا لليسار على الصعيد العالمي قد يمده بقوة إضافية و يحميه من السقوط في فخ هكذا "تحالفات"



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفلة استمناء جماعي لشبيحة الجولاني
- المجتمع السوري نحو طهرانية عنيفة تكرس الفاشية الحاكمة
- إبطاء النمو Degrowth
- ماذا لو أن محمدًا ولد في عصرنا
- تحية إلى السويداء مرةً أخرى
- تعال اتفرج , سياسة ببلاش
- يحدث في سوريا
- عن الفاشية السنية
- مجزرة الكيماوي , إحدى أسس المظلومية السنية في سوريا
- تحية إلى السويداء
- المثقف السوري من الثورة على الأسد إلى التطبيل للجولاني ، دكت ...
- فضل العلمانية على الأديان
- مواصلة لتفكيك سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج
- مواصلة تفكيك سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج في سوريا
- محاولة لفهم سيكولوجية حكم و ثقافة الهمج
- مثلث السلطة و رجال الدين و العسكر
- الطلب على الهمجية و الدفاع عنها ، مجازر الساحل و السويداء نم ...
- رأيتم ما هو الجهاد
- ملامح الفاشية في حكم الهمج في دمشق
- مصير سوريا الجولاني


المزيد.....




- بعد باريس..إطلالة رسمية أنيقة لميغان ماركل في نيويورك
- جائزة نوبل للسلام تُمنح لماريا كورينا ماتشادو.. من هي؟
- كاميرا مراقبة ترصد طفلًا يختنق أثناء قفزه على لعبة الترامبول ...
- جينيفر لوبيز بإطلالة من إيلي صعب في نيويورك
- عاصفة قوية ستضرب الولايات المتحدة نهاية هذا الأسبوع.. إليك م ...
- أغرب أزياء أسبوع الموضة في باريس..فستان من 6000 فرشاة نحاسية ...
- مذيعة CNN للكاردينال بيتزابالا: الى أين سيعود سكان غزة بعد ا ...
- غزة.. الجيش الإسرائيلي يعلن سريان وقف إطلاق النار ويلفت لـ7 ...
- قرقاش عن وقف إطلاق النار في غزة: -آن الأوان أن تسكت المدافع- ...
- بالصور - هكذا تفاعل سكان غزة مع بدء سريان وقف إطلاق النار


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في حاجة سوريا اليوم إلى حافظ أسد جديد و مروان حديد آخر