أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - ترمب في شرم الشيخ: بائع أوهام يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني ويصفق له المُطبّعون














المزيد.....

ترمب في شرم الشيخ: بائع أوهام يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني ويصفق له المُطبّعون


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهدٍ عبثيٍّ يتكرر، اجتمع قادة عرب ومسلمون في شرم الشيخ المصرية تحت شعار "السلام"، بينما الحقيقة تقول إنهم جلسوا حول طاولةٍ واحدةٍ مع أكثر زعماء العالم كذبًا ونفاقًا، دونالد ترمب، رجل الصفقات القذرة، ومهندس "صفقة القرن" المشؤومة، الذي جاء هذه المرة مرتديًا عباءة "الوسيط الحريص على وقف إطلاق النار"، فيما يديه ملطختان حتى المرفق بدماء أطفال غزة، وأكاذيبه يختنق منها الهواء.
جاء ترمب، وما جاء من أجل الفلسطينيين، بل من أجل إنقاذ صورته المهترئة أمام الداخل الأمريكي، وتبييض وجهه أمام العالم بعد أن شربت غزة من كأس الموت تحت القصف الإسرائيلي الوحشي، بدعمٍ أمريكي غير محدود.
هذه ليست زيارته الأولى للمنطقة، لكنها بالتأكيد واحدة من أكثرها وقاحة، إذ لم يأتِ اليوم بخطة سلام، بل بخطة إسكات مؤقت، يسوّق فيها أوهامًا لا تختلف عن كذبة "الشرق الأوسط الجديد"، التي لم نر منها سوى المزيد من الخراب والانقسام والتطبيع الذليل.
■ ترمب والتاريخ الأسود في القضية الفلسطينية
لننظر إلى الخلف قليلاً.
هل نسي العالم أن ترمب كان أول رئيس أمريكي يعترف رسميًا بالقدس "عاصمة لإسرائيل"؟! تلك الخطوة التي خالفت كل المواثيق والقرارات الأممية، وسددت طعنة في قلب كل عربي ومسلم، ولم تكن سوى هدية سياسية لنتنياهو، قبيل انتخابات مزورة ومشبوهة، كي يحفظ له كرسيه.
كيف يمكن لرجلٍ كهذا أن يتحدث عن السلام؟!
لقد مزّق ترمب اتفاقيات السلام الدولية كما يمزق أوراقًا لا قيمة لها.
أوقف المساعدات عن وكالة الأونروا التي تخدم ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وحاصر السلطة الفلسطينية سياسيًا وماليًا لأنها رفضت الانخراط في لعبته القذرة المسماة "صفقة القرن".
هذه ليست مواقف "وسيط نزيه"، بل سلوك حاكم استعماري يقف بالكامل في صف الاحتلال.
ولن ننسى ما قاله بنفسه في البيت الأبيض: "بدون أمريكا، إسرائيل لن تصمد أسبوعين!"، وهذا صحيح، لكنه اعترافٌ يفضح حجم التبعية والدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، الذي يستمر فقط لأن هناك قوة عظمى تمدّه بالسلاح، وتُغطي جرائمه دوليًا، وتمنع إدانته في المحافل الأممية.
■ قمة شرم الشيخ: مهرجان تطبيع وتسويق للوهم
قمة شرم الشيخ لم تكن إلا مهرجانًا سياسيًا لتسويق الرواية الأمريكية الصهيونية الجديدة، وغسل دماء الاحتلال بأيدٍ عربية.
اجتمع فيها زعماء يكررون عبارات ميتة عن "السلام" و"الاستقرار"، بينما شعب غزة يُدفن تحت الركام، وأصوات الاستغاثة تتعالى من تحت الأنقاض.
لقد حضرت الأنظمة، وغابت الكرامة.
حضر المطبّعون، وغابت فلسطين.
تهافت الجميع ليصافحوا شيلوك العصر، وذبح الحق الفلسطيني، في مشهدٍ يعيدنا إلى أسوأ فصول التاريخ العربي الحديث، حين أُهديت الأوطان باسم "المصالح"، وقُسّمت الشعوب باسم "الشرعية الدولية"، واليوم يعود السيناريو ذاته، لكن هذه المرة أكثر انكشافًا ووقاحة، بلا ورقة توت.
الذين صدقوا أن ترمب يريد وقف إطلاق النار، هم ذاتهم من صدقوا أن التطبيع يجلب الازدهار، وأن العلاقات مع الاحتلال تقود إلى الأمن والاستقرار.
لكن ماذا جنت الأمة من كل هذه الأكاذيب؟!
مزيد من التفكك، مزيد من الجرائم، ومزيد من الخضوع.
وفي كل مرة، لا تُلام إسرائيل، بل يُلام الضحية، وتُدان المقاومة، ويُعاد تسويق المحتل كمُدافع عن النفس!
■ من كامب ديفيد إلى صفقة القرن: متى صدقت أمريكا؟!
دعونا نتحدث بوضوح: متى كانت أمريكا يومًا وسيطًا نزيهًا؟ من "كامب ديفيد" إلى "أوسلو" إلى "وادي عربة" إلى "صفقة القرن"، لم يكن هناك سلام حقيقي، بل كان هناك مشروع أمريكي إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية عبر مراحل، بمساعدة أنظمةٍ تواطأت، أو سكتت، أو صمتت في أحلك اللحظات.
أمريكا لم تضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، بل شرعنته.
لم تُدن المجازر في غزة، بل منعت صدور حتى بيان إدانة.
لم تُقدّم للفلسطينيين شيئًا سوى كلمات جوفاء، بينما منحت الاحتلال كل شيء: المال والسلاح والدعم السياسي.
في كل مرة يتحدث فيها مسؤول أمريكي عن "الطرفين"، فاعلم أن المقصود هو تحميل الضحية مسؤولية العدوان، والتغاضي عن المحتل.
هكذا تفعل واشنطن، وهكذا فعل ترمب تحديدًا، لأنه لا يؤمن سوى بمنطق القوة والصفقات، حتى لو كانت على حساب دماء الأبرياء.
■ غزة ليست مسرحًا لتبييض الوجوه
لا يحتاج أهل غزة إلى صدقات سياسية ولا ابتسامات كاذبة.
غزة لا تطلب شفقةً من أحد، بل تطلب رفع الظلم، ووقف العدوان، ومحاسبة الجناة.
غزة لا تطلب من ترمب ولا من خلفه شيئًا، لأنها تعرف من هو، وتدرك ما يمثّله: نسخة صارخة من الانحطاط السياسي، والغطرسة الإمبريالية، والحقد الدفين على كل ما هو عربي ومسلم، بل وإنسانيّ يالمطلق.
أما من هرولوا خلفه في شرم الشيخ، فليعلموا أن الشعوب ترى، وتُسجّل.
التاريخ لا يُنسى، والذاكرة لن تُمحى.
ومن صفق للمحتل اليوم، سيكون اسمه بجانب كل من فرّط وخان وباع، بينما تبقى غزة عصية، شامخة، صامدة، تُعلّم العالم دروس الكرامة رغم الحصار والموت والخذلان.
■ خلاصة القول: لا سلام مع الاحتلال
السلام لا يُولد في المؤتمرات، ولا يُفرض بالقوة، ولا يُكتب بأقلام ملوثة بالدم.
السلام الحقيقي يبدأ عندما تنتهي العنصرية، وينكسر الاستعمار، وتُعاد الحقوق لأصحابها، وتُحاسب إسرائيل على كل ما ارتكبته من جرائم، من دير ياسين إلى جنين، ومن قانا إلى غزة.
أما دونالد ترمب، فليس إلا ظاهرة صوتية عابرة، تُخاطب العقول الميتة وتخدع الضعفاء، لكنه سيُدفن في مزبلة التاريخ، كما دُفن كل مستعمر من قبله، وستبقى فلسطين أكبر من كل الصفقات، وأقوى من كل الخيانات.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة نوبل للسلام: وسيلة لتجميل وجه الإمبريالية؟
- خطة ترامب لغزة: شرعنة الاحتلال تحت غطاء «حلّ» ... صرخة لاجئ ...
- اعتراض الصهاينة لأسطول الصمود في عرض البحر جريمة جديدةة يرتك ...
- خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة: مؤامرة مكشوفة لتصفية القض ...
- الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو... صوت الإنسانية في وجه التوح ...
- من مانديلا إلى الجولاني: عندما تتحوّل منصة الأمم المتحدة مفخ ...
- ترامب الكذّاب على مسرح هيئة الأمم المتحدة: يكذب كما يتنفس
- سقوط فكر البرجوازية العربية: من أوهام التحرر إلى ضرورة البدي ...
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية: مكافأة شكلية أم خدعة استراتيجية ...
- قمة الدوحة ... قمة الجبن والتطبيع: حين يتواطأ الخوف مع الخيا ...
- آن الأوان للبشرية أن تتحرر من السطوة الأميركية
- الكيان الصهيوني: دولة مارقة تهاجم الإنسانية وتحاصر الضمير ال ...
- العدوان الصهيوني على قطر: جريمة صهيونية جديدة ومسمار في نعش ...
- الصمتُ العربيّ حيال العدوان الصهيوني المستمر... جريمةٌ فوق ج ...
- السفير الأميركي الجديد في عمّان: هل هو دبلوماسي محترف أم ضاب ...
- -وزارة الحرب-... التسمية أخيرًا تطابق الفعل: فضح الوجه الحقي ...
- عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس و ...
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...


المزيد.....




- غزة بعد الاتفاق مباشر.. ترامب يعلن بدء المرحلة الثانية والعش ...
- محللون: إسرائيل تضع 3 سيناريوهات لقضية نزع سلاح حماس
- -مسار الأحداث- يناقش سيناريوهات نزع سلاح حماس
- المستشار الإعلامي للأنروا: أولويتنا إعادة 140 ألف طالب للدرا ...
- تحالف دفاعي إثيوبي كيني يعيد تشكيل القوى بالقرن الأفريقي
- إسرائيل تعلن تسلم الصليب الأحمر رفات 4 رهائن من غزة
- الرئاسة الفلسطينية: الإعدامات الميدانية في غزة جرائم بشعة
- ترامب: إنفاق إسبانيا العسكري -مهين- للناتو
- مصدر إسرائيلي يوضح لـCNN آخر تطورات مفاوضات شرم الشيخ بشأن م ...
- إسرائيل تعلن تسلم رفات 4 رهائن .. ومكتب نتنياهو يصدر بيانا


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - ترمب في شرم الشيخ: بائع أوهام يتاجر بدماء الشعب الفلسطيني ويصفق له المُطبّعون