أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 67 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 67 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 00:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدور هذه المرة حول التحالف المريب، بين الاسلام الاصولي، و قوى اليسار العالمي ..
- في مشهد سياسي عالمي غريب ، يزداد تعقيداً ، حيناً بعد حين ، يبرز للناظر تقاطعاً و تحالفاً سياسيا وفكريا ، مثيرا للجدل ، بين أنصار الفكر الاصولي ، ممثلاً بـ جماعة " الإخوان المسلمين" و شُعَبها المختلفة ، مع كثير من أنصار التقدم العولمي ، و تيارات اليسار الغربي و العالمي ..
- في تقديري ، هذا التحالف المُريب ، وإن بدا غير منطقي للبعض ، من حيث تعارض المبادئ لكل منهما ، و تضادها أحياناً ، لكنه في الحقيقة ، يعكس ديناميات براغماتية عجيبة ، تتجاوز الشعارات المعلنة ، لكلّ طرف منهما، وتكشف عن تواطؤ أيديولوجي خفي ، يهدد قيم الحداثة و التعددية الديمقراطية ، بل و جوهر الحقوق الاساسية للإنسان الحديث والمنجز الحضاري له ..
- تأسست جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 على يد المصري "حسن البنا"، واضعةً نصبَ أعينها هدفاً مركزياً ، يتمثّل في إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة ، وإخضاع المجتمع لمنظومة قيم دينية أصولية صارمة..
ورغم تبنيها خطاباً ديمقراطياً في الغرب ، فإن أدبياتها الداخلية (فئوية طائفية ) تحمل رؤية دينية شمولية، ترفض العلمانية و حقوق الانسان، وتعتبر الديمقراطية ، مجرد وسيلة مرحلية للوصول إلى السلطة ..
- تتحدث الجماعة - ظاهرياً - بلغة الحقوق والحريات عند مخاطبة الغرب، لكنها تروّج - داخلياً - لخطاب أصولي اقصائي مقيت ، يرفض الاندماج ويعزز الانعزال الاجتماعي و الاستعلاء الثقافي التكفيري ..
- تسعى هذه الجماعات الاصولية، و عبر منظمات مالية خيرية مشبوهة ، ومراكز ثقافية متعددة، و منابر إعلامية ( كالجزيرة وغيرها ) ، إلى التأثير البطيء والمدروس في السياسات المحلية للمجتمعات الاجنبية ، وتشكيل رأي عام غربي وإسلامي ، بما يخدم أجندتها السياسية، ويتماهى مع رؤيتها الاصولية في الدّين ..
- في الطرف المقابل ، من هذا التحالف المريب ، تقف قوى اليسار العالمي ..بشتى توجهاته .
من المعلوم أن قوى اليسار العالمي عامة ، و الغربي بخاصة - كانت تاريخياً - صوتاً للعدالة الاجتماعية ، و حاضناً داعماً للاجئين ، ومدافعاً عن حقوق الأقليات ، والمطالبة الشرسة للمساواة مع النساء و احترام حقوق المثليين و و..
لكنه - مع للأسف ، نستطيع القول أنه - بعد أحداث 11 سبتمبر ، التي قام بها الارهابي " ابن لادن" بدأ كثير من هذا اليسار يرى في الجماعات الإسلامية ، ومنها الإخوان المسلمين ، حلفاء موضوعيين ، في مواجهة توحش الإمبريالية الاقتصادية الغربية ، و تنامي العنصرية البنيوية ...
- لهذا بدأ العالم يرى كيف بات هذان الطّرفان، يوظّفان سرديات الاضطهاد والمستضعفين ، و حجج الدفاع عن قضايا المناخ ، و الجوع العالمي ، وأخبار المؤمرات الكونية ، و التخفي المنافق وراء الدفاع عن قضايا سياسية تاريخية وإشكالية ( مثل قضية غزة وغيرها ) ..
- تحت ستار الدفاع عن الارهاب بحجة المقاومة ونبذ الاحتلال أو محاربة الحكومات الديكتاتورية و و و ، حيث يتمّ إزكاء روح العداء للسامية ، وعزل الاقليات الدينية الفكرية الاخرى .. و شيطنة ( و تكفير) كل من لا يوافق على شعاراتهم المرغوبة ، أو لا يؤيد فوضويتهم المدمرة ، و خطاباتهم البراقة المكذوبة. ..
- والأهم من هذا وذاك ، العمل المدروس ( من خلال التسلل إلى الجامعات ، و وسائل الاتصال المؤثرة ) ، والتركيز الشديد على فئات الاجيال الشابة الإنفعالية المُندفعة ، (التي هي عادةً - قليلة المعرفة بأحداث الماضي ، و بحقيقة ما يجري من رسم وتزوير لأحداث الواقع ..
إن هذا التحالف المشين ، لا يعكس فقط تناقضاً أخلاقياً ماكراً وحسب ، بل يؤدي إلى نتائج خطيرة ، منها تبييض صفحة " الإسلام السياسي الاصولي " وتقديم فكر أنصار الإخوان كـ"معتدلين" ..
الامر الذي يمنحهم شرعية غير مستحقة ، ويؤدي إلى إضعاف قيم الحداثة عبر دعم جماعة تعارض المساواة بين الجنسين وحرية التعبير، ويشوه النضال الحقوقي الانساني ، بالذات حين يُختزل الدفاع عن المسلمين في دعم الإخوان ، متجاهلاً أصواتاً مسلمة حرة ترفض الوصاية الدينية. .
قصارى القول :
في تقديري الحضارة الانسانية تواجه حالاً غامضاً غير مسبوق ، وتحالفاً لقوى متطرفة في عاطفتها وقيمها ، وأخرى بربرية وهمجية في افكارها واصولها القروسطية..
وعليه ازعم إن تفكيك مثل هذا التحالف المشين ، يتطلب جهوداً مركزة ، و نقداً مزدوجاً :
أوله : فضح العقيدة التخريبية للإخوان المسلمين ،
وثانيه : كشف التناقضات الأخلاقية في مواقف اليسار المتواطئ ..
إذ لا يمكن بناء مجتمع حر حقيقي ، يكون مؤسساً على تحالف مشين ، بين من يرفض الحرية الانسانية والعقلية ، ومن يدّعي زوراً ، الدفاع عنها.
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ...( 66 )
- أفكار بسيطةٌ غير ملزمة لأجد .. ( 65 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد..( 64 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لاحدْ ..( 62 )
- افكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لاحَدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ .. ( 60 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 57 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..( 56 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 55 )
- أفكارٌ بسيطةٌٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..(54)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد.. ( 53 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 51 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 50 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(49)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمَة لأحَد ..( 48 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )


المزيد.....




- حريق يوقف مفاوضات قمة المناخ كوب30 بالبرازيل وإجلاء الحضور
- مانيلا تسعى لتحالف بحري مع الاتحاد الأوروبي رداً على التصعيد ...
- النيابة الفرنسية تفتح تحقيقاً في اتهام لاعب تولوز بـ -إهانة ...
- هل يُسهم تدخل الرئيس الأمريكي في الأزمة السودانية بوضع نهاية ...
- -سيناريوهات- يناقش مستقبل -قانون قيصر- بشأن سوريا
- 3 سيناريوهات تحدد مصير -قانون قيصر- في الكونغرس الأميركي
- نتنياهو يشترط للانتقال إلى المرحلة الثانية ويتحدث عن القوة ا ...
- فيديو – فلسطينيون يشيّعون قتلى الغارات الإسرائيلية في غزة
- كييف تتسلم من واشنطن مشروع خطة لإنهاء الحرب.. وزيلينسكي يستع ...
- عقوبات أوروبية على المسؤول الثاني في قوات الدعم السريع بالسو ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 67 )