أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 16:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدور هذه المرة حول معنى الخيال ودوره
-------------------------------------
نعم ، الخيال هو نافذتنا الذهنية والنفسية إلى ما وراء المُمْكن ، حيث تنكسر معه حدود الواقع ، و تتولّد عبره الأفكار والصور والحلول الجديدة، التي بإمكانها أن تغيّر شكل العالم ، و ربما مجرى التاريخ برمته ..
لكن الخيالات - في تصوري - ليست واحدة ..
فكم من خيالات مُبدعة ، أعادت تشكيل الألم إلى فن، وكم من خيالات مهلكة صيّرت الفراغ إلى حلم، و كم منها صنع من الرتابة مغامرة لاتنسى، و كم منها أتى على اهله بكوارثٍ مُميتةٍ، لا تحمد عقباها ...
أنا أعتقد - ولست جازماً - بأن الخيال لا يجب أنْ يهرب بنا من مواجهة الحقيقة ، أو يُغيّبنا عن إدراك حقائق الواقع وحوادثه ، بل مهمته الفضلى - في تقديري- هي مساعدتنا على إمتلاك أدوات مبتكرة ، لفهم الحياة والواقع ، بعمقٍ جديدٍ، وأسلوب أكثر فعالية ..
وإن لم يفعل ، فنحن مصابون إذاً ، بما يُسمى بـ" الخيال المريض".
و الخيال المريض هو ذلك النوع من التصور الذي ينفصل عن الواقع، ويغذي الأوهام بدلاً من الطموحات..
- و حين تتبنّاه أمّة جاهلة متأخرة حضارياً ، يُصبح هذا الخيال لديها ( شمّاعة )، أو أداةً لتبرير هروبها من مواجهة الحقيقة ، و عذراً حاضراً للفشل الذي تحياه ، ومجالاً لتغليف عجزها المُزمن ، وتدهورها العقلي بغلافٍ من الكبرياء الزائف..
- و بهذا تظن بعض الأمم المتخلفة، أنّها قادرة على الانتصار على غيرها من الأمم المتقدمة، فقط : لأنها تؤمن بذلك النصر ،
مُستندةً في ذلك إما إلى فكرٍ غيبي، او تاريخ مكذوب، أو خطاب حماسي عقائدي ، صنعه لها - غالباً - العدو ذاته ).
مُتناسيةً تماماً ـ أن الإيمان وحده لا يبني المصانع، و أنّ الورع لا يُطوّر العلوم ، و الدعاء الصادق لوحده، لم ولن يخلق حضارة أو يقتل فيروساً واحداً يعصف بها ..
- للأسف الشديد ، هذا الخيال المريض إذا تفشى في أمة ما ، جعلها تعيش في وهم القوة ، بينما هي عاجزة عن إنتاج المعرفة واسباب العلم وبناء القوة أو حتى حماية كرامة الإنسان فيها .. على عكس عدوها المفترض الذي يمتلك كل هذا وأكثر .. و بتمتع بكل فضائل ومنجزات العلم والتعليم و النقد و الخيال السليم ..
- الخيال السليم الذي يدفع بالمرء نحو التقدم ، أما الخيال المريض فيُغرق صاحبه في أحلام يقظة لا تُثمر إلا الخيبة والسقوط أكثر فأكثر نحو الهاوية.
قصارى القول :
- الأمم المتقدمة لن تنتصر لأنها تتوهم ذلك ، بل لأنها تعمل ، تنتقد وتتعلم ، وتُراجع نفسها باستمرار، وتستفيد من أخطائها ..
- أما الأمم التي لايميزها الا الشعر والخطابة وعلو الصراخ والصوت ، التي تكتفي بالشعارات الحماسية ، والحملات الدعائية، وتتفاخر منذ قرون بالعنعنات الدينية ، وتُعادي علوم العقل والفلسفة ,,,
فهي كمن يحارب الشمس بالظلال، ويريد ان ينتصر على الأخر والواقع بالقيل والقال .. أو يظن أن كلما زاد من الصراخ صار أعلى من الحقيقة.
غير مدرك بأن الخيال المريض لا يصنع للتقدم عهداً ولا مجداً ، بل يكرّس الهزيمة تلو الهزيمة ، ويجعل صاحبه يحيا في ثوب الغرور المميت، و استمراء الجهل المقدس القاتل له بصمت تام ..دون أي علم منه.
الحمد لله على نعمة العقل والخيال السليم .
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ .. ( 60 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 57 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..( 56 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 55 )
- أفكارٌ بسيطةٌٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..(54)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد.. ( 53 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 51 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 50 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(49)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمَة لأحَد ..( 48 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(46)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد (45)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ( 44)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(42)
- وداعاً زياد .. وداعاً يا أيّها النغم المُتمرّد فينا
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمة لأحد ..( 42)


المزيد.....




- شاب يجر السلطات إلى مطاردة امتدت عبر عدة بلدات.. فتنتهي باصط ...
- برلين تتحرك بحزم .. لا تسامح مع الفوضى في احتفالات رأس السنة ...
- هل تكرس الهدنة الإنسانية المحتملة واقعا جديدا في السودان؟
- كيف تؤثر الجسيمات البلاستيكية النانوية على صحة الجهاز الهضمي ...
- مصابون في الضفة والقدس و917 مستوطنا يقتحمون الأقصى
- مفاوضات ميامي بشأن أوكرانيا تواجه عقبة دونباس وزاباروجيا
- إسرائيل تعد ملفا استخباراتيا لإقناع ترامب بشن هجوم جديد على ...
- مصر: مستعدون لتعديل اتفاق مياه النيل ونرفض المساس بأمننا الم ...
- وزير خارجية إسرائيل يربط إعادة إعمار غزة بتخلي حماس عن سلاحه ...
- سجن للأسرى الفلسطينيين محاط بالتماسيح.. ما القصة؟


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )