أفكارٌ بسيطةٌٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..(54)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 07:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

----------------------------
تدور هذه المرة حول أفاعيل وباء التطرّف الديني ..

"حين يُختطف البُعد الرّوحي و الانساني للدّين ، يتحوّل بالضرورة إلى قيدٍ شيطان لا إلى نور رحمان ، وإلى سوطٍ للموت لا إلى ضمير أو وجدان ."
هذا الاختطاف المريع هو ما أُسمّيه بـ التطرّف الديني ، و هو يحدث نتيجة أسباب كثيرة ، لكن أهمّها - في تقديري -
حين يُختزل الإنسان الدّين لديه ، أو المعتقد الموروث الذي يُؤمن به ، في عبارات حرفية محددة ، و شعارات جامدة ، تُحوّل الإيمان لديه إلى سلاح قاتل ، وتُصيّر الروحانية فيه إلى أداة قمع أو ارهاب.
عندئذٍ يفقد هذا الدّين (أيّا دين ) جوهره كرسالة رحمة ، و نعمة تآلف بين بني الإنسان ، ويتحوّل إلى قوة بغضاء ـ و جمار كراهية سوداء مدمّرة لكل شيء حي و جميل في هذه الحياة.
من أبرز شرور التطرف الديني على الانسانية:
- ممارسة العنف باسم الله او المقدّس :
حيث تُرتكب جرائم القتل والتفجير والتعذيب تحت رايات دينية، وكأن الإله يبارك سفك الدماء.. و تُبرَّر الحروب عند جمهور المتطرفين على أنها "جهاد" أو "تطهير"،
بينما هي صراعات سياسية ومصالح نفعية مغلّفة برداء نصوص الدّين.
- القيام بإلغاء الآخر كلياً :
حيث يُنظر إلى المختلف فكرياً أو دينياً كعدو سافر أو ملحد كافر، لا كشريك في الوطن أو الإنسانية ، ولهذا تُمارس الجماعات التكفيرية عند امتلاكها أية سلطة الإقصاء والتحريض ضد الأقليات والمخالفين لها.
- التطرف يشلّ العقل :
لأنه يُحرَّم التفكير النقدي، ويُقدَّس العنعات والنقل على حساب التأمل والعقل. ولذلك نجد المتطرفون الاصوليون يشيطنون الفلسفة، ويُروّجون للخرافة على أنها عين اليقين وسبيل الايمان النقي.
- التطرف الديني من شأنه تفكيك المجتمعات والاوطان :
لانه يُقسَّم الناس إلى "مؤمنين" و"ضالين"، ويُفرض عليهم نمط حياة واحد، يُلغى فيه التنوع الثقافي والتأويل الديني المختلف ، وبهذا تُزرع الفتنة باسم الطهر.
- التطرف الديني يقوم دائماً باستغلال الدين للسلطة :
حيث تُوظَّف الفتاوى والخطابات الدينية كلها من أجل تثبيت أنظمة استبدادية، ويُتحوَّل رجال الدين فيه إلى أدوات قمع لا إلى مرشدين روحيين.
قصارى القول :
التطرف الديني لا يُعبّر عن قوة الإيمان، بل عن خواء الروح، وضيق في العقل، وخوفٍ مرضي من الآخر.
و التدين الانساني الحق في تصوري ، لا يجب أن يجلد الناس، ولا يقهرهم على الاعتقاد به ، أو يقتلهم باسم الله ،
بل يجب أن يُهذّب النفس ، ويلطف السلوك ، ويزرع الرحمة ، ويُعانق الحقيقة أينما كانت ، ويحترم كل من يسعى إليها من البشر أيا كانت عقيدته .
للحديث بقية

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل