أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 40 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 40 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 01:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أعتقد إن الحديث عن تأثير استلام أبناء القرى مقاليد الحكم في حاضرة ما، وتسلطهم المباشر على مفاصل المدن وحواضر الدولة ، أو البحث في اثر ذلك ، وكيفية تراجع القوى الحضارية الأكثر تقدماً للمجتمع ككل،
هو موضوع حساس و معقد ، بل شائك للغاية ،
وذلك ، لما لهذا البحث والقول بالذات، من أبعاد نفسية إجتماعية متعددة ومتشابكة ، تتعلق بالثقافة والسياسة والاجتماع والتاريخ والدين ..
- حسب علمي الراهن ، ليس هناك في مذاهب علم الإجتماع، قاعدة فكرية ثابتة، تُؤكد على أنّ هذا الأمر - لو وقع - سيؤدي - بالضرورة - إلى مخاطر مهلكة للجميع ..
لكن علماء الاجتماع والسياسة، تحدثوا في هذه الحالات الإستثنانية ، عن ظهور بعض التحديات الجادة والمخاطر الجسيمة ، إذا لم يكن هناك لدى هؤلاء القادة ، من القرويين الجدد ، موهبة التأقلم السريع ، و المعونة الطارئة من الداخل و الخارج ، في المساعدة على التخطيط الجيد للمرحلة ، أو الفطنة و الفهم العميق لمتطلبات الحياة الحضرية والحكم المتوازن للدولة.
يُذكر من تلك المخاطر والتحديات على سبيل المثال لا الحصر :
- عدم قدرة أولئك الحكام والقادة القرويين الجدد، على فهم تعقيدات المدن الكبرى ، لكونهم هبطوا إلى الحكم بلا خبرات حياتية مدنية ، وبلا تحصيل علمي عالٍ ، بالإضافة إلى أنهم قدموا وتربوا في بيئات متخلفة حضارياً و أقل تعقيداً ، ( نشير الى ان الحضارة والتمدن غير الثقافة والتعليم ).
بالطبع ، هذا الحال الخاص فيهم ، سيزيد عليهم صعوبة إدارة المدن الكبيرة ، التي تحتاج إلى أنظمة وعي متطورة في الاقتصاد، البنية التحتية، والتعليم..
- ثم لا ننس ، أن التغييرات المفاجئة والتحولات السياسية غير المدروسة لحكم المجتمعات الكبيرة تؤدي - بالضرورة - إلى اضطرابات وهزات اجتماعية ، قد تكون خطيرة على استقرار المجتمع ككل أوتهدد وجود الدولة بعامة ، خاصة إذا لم يتم سريعاً استيعاب متطلبات سكان المدن الكبيرة ، في مقدمتها - الأمن والأمان ) ...
- ثم ولاسباب ذاتية كثيرة أخرى ، اهمها البساطة في التفكير والوعي، يكون القادمون من المناطق الريفية عادةً، أكثر ميلاً الى الحكم الفردي التقليدي، وذلك في تقديري - لسهولة اتخاذ القراروالبتّ فيه ، والراحة في عدم وجود معارضة مقلقة ، وتجنب غموض وتعقيد الحوارات والنقاشات لشؤون الحكم وأهلية او احقية السلطة ،
لذلك هم يعتمدون عادةً على أساليب إدارة تقليدية غير متوافقة مع متطلبات العصر الحديث ، فقد يؤدي ذلك إلى بطء في التقدم أو تراجع في بعض القطاعات...
- ناهيك عن أن حكم الاقل وعياً ومدنية للأرقى وعياً وعلماً وتحضراً من باقي السكان في المجتمع ، قد يؤدي إلى نشوء سلوكيات فضولية أوساذجة تساعد على خلق مشاعر التذمر و عدم الرضا بين الفئات السكانية المختلفة ، خصوصاً إذا شعر سكان المدن بأن نمط حياتهم وعاداتهم وسلوكياتهم الحياتية ، أو بعض أشكال حقوقهم في الفهم والحياة والعبادة مهددة.
لكن في المقابل، قد تحدث هناك بعض الإيجابيات أيضاً، مثل تبني سياسات أكثر ارتباطاً بالقيم المجتمعية التقليدية، يرتاح لها كثيرمن ابناء المجتمع المحكوم، وقد يتم تعزيز العدالة الاجتماعية، لدافع تثبيت سطوة الحكام الجدد، ولهذا قد نراهم يسعون بهمة ونشاط ، إلى تحقيق مزيد من التوازن بين التنمية الريفية والحضرية.
قصارى القول :
أنا ارى أن الموضوعية تقتضي منا القول - رغم كل ما سبق قوله أعلاه - فإنّ الصورة الفكرية النهائية لحكم اهل القرى لحواضر المدن، ليست قاتمة بالمطلق ، أو فاشلة دائماً، أو حتى مزعجة في نتائجها بالضرورة.
لأن هذا الحال من انواع الحكم بالذات ، يعتمد بشكل أساسي ،
على كيفية قيادة هؤلاء الأشخاص الذين اصبحت لهم الغلبة ،
و على مستوى وعيهم ، وذكائهم ، و قدراتهم على التأقلم والتعلّم، وليس فقط على خلفياتهم الجغرافية أو الثقافية (الدينية أوالسياسية ..
- والحق يُقال ، إن التاريخ مليء بأمثلة جلية، عن قادة قرويين بسطاء ، قدموا من البيئات الريفية البسيطة، ولكنهم مع ذلك، استطاعوا وبجدارة ، أن يحققوا نجاحات عظيمة ، لمجتمعاتهم و بلدانهم ،
خاصةً، عندما أصغوا لغيرهم من الاقربين والابعدين،
واستمعوا لمشورة من صدقهم ، من الناصحين المخلصين،
ومن ثم تفكروا جيداً في أحوال الواقع و أحوال الناس ،
إلى أن تبنوا رؤية شاملة ومتوازنة ناجحة ،إلى حد ما ، رغم كل ما ارتكبوه من اخطاء وعثرات أثناء مسيرة حكمهم..
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 39 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 38 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 37 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 36 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 35 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 34 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 33 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..(32)
- نومات - أهل الكهف -
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (31)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(30)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(29)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(28)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(27)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 26 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..(25)
- أراءٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد (24 )
- هواجس تكنولوجية ..
- أراءٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد ( 23 )
- - الغَبَاءُ المُقدّس -


المزيد.....




- إطلالات أمل كلوني الأخيرة تظهرها أصغر سناً وأكثر جاذبية
- في أعماق غابة أوغندا..ناشطة بيئية تقضي 30 عامًا في إنقاذ الغ ...
- -فتح صفحة جديدة-.. لقاء -صريح ومباشر- بين وزيري خارجية لبنان ...
- استطلاع: تراجع تاريخي في نسبة التأييد الشعبي لإسرائيل في أور ...
- NYT: الناتو ينوي مراجعة نقاط ضعفه بعد الهجوم الأوكراني على م ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في سومي
- بالفيديو.. إشكال بين الأهالي وقوة من اليونيفيل جنوب لبنان
- نشطاء -غرين بيس- يزيلون تمثال ماكرون الشمعي من أحد المتاحف ( ...
- خبير أمريكي يشير إلى سبب القصف الأوكراني لمطارات روسية
- إسرائيل ترصد تحركات القاهرة وطهران.. هل تتغير موازين القوى ف ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 40 )