زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 20:54
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وادّعوا للمُعمّرين أُموراً
لستُ أدري ما هنّ في المشهور
أتُراهُم فيما تقضّى من الأيام
عدّوا سنيّهُم بالشهور
كلّما لاح للعيونِ هلال
كان حولاً لديهم في عداد الدّهور
هكذا ينبغي وإلاّ فإنّ العقل
يُثنى في حالة المبهور
... ابو العلاء المعري ....
---------------------
درج بعضُ الناس في أمثالهم الشعبية، في وصف أولئك الثابتين في اوضاعهم ، الجامدين في عقولهم و تفكيرهم، أو المُتخلفين في هيئتهم وافكارهم واعتقاداتهم، أو الكسالى في أعمالهم وأنماط حياتهم ..
بـ أمم أهل الكهف , وهناك مثل سوري شعبي يقال للكسول النائم مطولاً :
" نومات أهل الكهف"
وهذه العبارة تعود اصلاً ، إلى أسطورة "الفتيان النائمين" أو "أصحاب الكهف" ذات القصة الخرافية المعروفة، التي تتعلق بشبان يتخيّل الناس أنّهم قد ناموا في كهف لعدة قرون، هرباً من بطش الحاكم أو السلطة ..
والمعروف أن هذه القصة الخيالية توجد في العديد من الثقافات والمعتقدات منها الهندية القديمة والرومانية والعربية و و .
والأشهر أن أصل هذه الأسطورة يعود إلى تقليد مسيحي قديم ، حيث يرتبط فيه الأمر القصصي ، بسبعة شبان من مدينة أفسس ( في تركيا الحديثة ) ، هربوا من اضطهاد الإمبراطور " دقيانوس " ، واحتموا في كهف حيث غلبهم النوم لعدة قرون متتالية .
لكن عند استيقاظهم ، واجهوا أحداثا مع الناس ظريفة ومثيرة ، حيث وجدوا أن الزمن قد تغير وتبدّلت الأحوال، وأن معتقداتهم المسيحية أصبحت دينًا شائعاً و معترفًا به . لكن مع ذلك ظلوا لا يصدقون .
قصارى القول :
لاشك هذه القصة الخيالية تحمل العديد من الدروس والعبر، مثل الثبات على الإعتقاد الخاطئ والموقف الغريب تماماً ، رغم سخرية الحال والعقل والناس والواقع
وهو حال اشبه بالموت الحي بيعض البشر في معاندتهم لقانون الطبيعة الأهم وهو التغيير ، اعتماداً منهم فقط على غيبيات صارمة يابسة ، رغم كل التغيرات الزمنية الكبرى التي يمكن أن تحدث عبر الحياة وتعاقب الأجيال.
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟