آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (21)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 23:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ما الفرق بين الانسان الراقي ، الناضج عقلياً، والانسان ذو العقل المحدود؟
في كتابه "فن العيش الحكيم.. تأملات في الحياة والناس" ركّز الفيلسوف الألماني " آرثر شوبنهاور" على أهمية فهم طبيعة الوجود الإنساني وضرورة التعامل مع تحدّياته بشجاعة وحكمة،
كما قدّم لنا - من خلال الكتاب - لمحةً واضحة وافية ، عن الفرق مابين عقلية الإنسان المفكر الناضج ، وعقلية الإنسان الجاهل أو محدود القدرات الذهنية. حيث يقول :
" إن الإنسان العبقري الناضج والراقي عقلياً - حتى وإن كان في أقصى درجات عزلته، - فإنه يجد في خواطره وأفكاره ما يسليه أعظم تسلية .
أما الإنسان ذو العقل المحدود ، فيظل فريسة سهلة ومُفضلة للملل الفتّاك، حتى ولو حضر كل حفلات العالم ، وشارك في نُزهِه ومظاهر لهوه"
في رأي و تقديري الشخصي .. فإن صفات الشخص الناضج بحق ،
- هو الشخص الذي يبتعد - قدر المستطاع - عن التفكير المغلق ، والحكم بشكل مطلق ، أثناء محاولة فهمه للأشياء ، أو إبّان إستيعابه لسير الاحداث وصروف الواقع من حوله ،
- أي انه الفهم الذي يسعى دوماً ، لان يكون موضوعيًا ، ونزيهاً منصفاً ، حتى عندما يتأثر بشدة ويمر بأعمق الحالات العاطفية..
- هو الفرد الذي أدرك و فهم جيداً ، أن الخير والشر صفتان نسبيتان، قائمتان في كل الناس ، وفي كل الانطباعات نحو الأشياء .
- الفرد الذي يمشي بتواضع بين أفهام الناس ، ويتعامل بلطف مع متطلبات الحياة القاسية والظروف المختلفة ،
- المدرك بشكل واضح لا لبس فيه ، أنه مجرد جزء قليل ، من هذا الوجود الرحيب اللامتناهي ،
- الذهن الواعي إلى حقيقة أن الإنسان العاقل في هذا العالم المعقد والغامض ، من الطبيعي جداً ، ألا يعرف كل شيء،
وأن لدى الانسان عموماً، أكثر من سبب ، كي يطلب الحب والمحبة والعطف ، من الآخرين ،
- وهو بالفعل ، كائن حي ذو ذهنٍ يقظ ، يفهم أنه ينتمي لجسد ضعيف ، يرتبط وجوده الإنساني والأخلاقي، بشكل كبير وحاسم ،
بمدى إظهار عطفه الرحيم ، و تعاطفه القويم ، مع كل الكائنات الحيّة من حوله .
zakariakurdi

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل