زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 18:16
المحور:
الادب والفن
يوما بعد يوم،
تنجلي في بصائرنا ، وتتبدى أمام أفهامنا أهمية إدراك حقيقة هامة ، ألا وهي أن الحضارة الانسانية واحدة ، في الكينونة و التوجّه و المصير .
وكل ما نشهده من صراعات وتنازعات أو سباقات في مناحي الحضارة الانسانية ، إنما هي في النهاية ، خيول ذات جنس واحد ، تركض في مضمار واحد ، مهما تفاوت صراخ صهلاتها المكونة ، أو اختلفت تبعات سنابكها الملونة ..
والحق أن مجرى الواقع المعيش يُظهر لنا شيئا فشيئاً ، كيف أن هذه الحضارة الانسانية - بعامة - تتضمن ثقافات متعددة لأقوام متنوعي الفهم والرؤى والأهواء و.و.
وعليه فقد بات علينا ، أن ندرك جيداً ، وبأقصى سرعة ممكنة ، أنّ مصيرنا مشترك ، وأنه ينبغي علينا جميعاً ، التوقف حالاً عن التفكير الأناني ، قصير النظر ، ومجانبة التصرفات الطائشة ، والسلوكيات العمياء ، المؤذية لبعضنا البعض ،
والتوقف حالا عن اسلوب التفكير والفهم ، كما لو كان كلّ منا ، يعيش في كوكب بعيد و منفصل عن مجرة الآخر ..
أنا اعتقد ، بأن القفزة العلمية الوشيكة التي ينبهنا عليها عالم الذكاء الصناعي ، تحعلنا نفكر جدياً في كل ذلك . لكون منجزاته المذهلة والمستمرة، تضع وجودنا الانساني برمته على المحك .
وقد تجعلنا - لأول مرة في تاريخ الوعي البشري - نتساءل حول ملامح ذاك المستقبل الأكيد ، الجديد كلياً ،
هل سيكون ذاك المستقبل معنا ، أو بنا ، أو ربما يفضل أن يمضي بدوننا ..
إذا لم نُحسن القرار الآن .. في كيفية المحافظة جيدا على ذاك المشترك الذي حققناه إلى الأن .
قصارى القول :
مع ما وصلت إليه العلاقات الإنسانية من حالٍ مهين ودركٍ مشين ..
لا بدّ لصاحب القلب الحي والفهم الفطين في هذا العالم ، من أن يتذمّر بحرقة ، أو يصبح حزينًا بعض الشيء ..
خاصة ، عندما يكون وعياً وحيداً ، مستغرقاً في لحظة تأمل غامضة ، فيأتيه تساؤل مستغرب بشدة ، عن كيفية هروب دفء العطف و حنو التراحم - هكذا مرة واحدة - من معاملات الناس ، وكيف أشاح الحب الإنساني وجهه عنا - دفعة واحدة - وسط حشد من وحوش الاصوليات الاعتقادية اليقظة ، و الأطماع الدينية البغيضة ، و المصالح الآنية الضيقة و الدنيئة .
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟