زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8036 - 2024 / 7 / 12 - 18:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
دردشة شخصية جداًَ ..
---------------
من السهل على المرء أن يحزن على الحياة ، التي لم يعشها كما ينبغي.
من السهل أن يتمنى لو أنه طوّر مواهبه يوما ما ، أو لو لم يضع بعض الفرص ، أو يتمنى لو انه اغتنم فرصة ما .
من السهل أن نتمنى لو أننا عملنا بجدية أكبر، وأحببنا بشكل أفضل، وتعاملنا مع شؤوننا المالية بشكل أكثر ذكاءً، وكنا متسامحين أكثر مع بعض الناس .
من السهل أن نفتقد الأصدقاء الذين لم نتعرف عليهم جيدا ،
وأن نندم احيانا على العمل ، الذي لم نقم به بشكل مناسب ،
وكذلك قد نتأسف جداً ، على الأشخاص الذين لم نقم بتقدير وجودهم في حياتنا كما يستحقون وكما نحب لنا ولهم ، و و و
ببساطة :
ليس من الصعب أن ترى نفسك من خلال عدسة الآخرين ، وتتمنى أن تكون النسخة المتغيرة المختلفة منك التي انت عليها الان ،
و لو فكرت فيها كما يريدون لك أن تكونها ستستمر في الندم إلى أجل غير مسمى . او بالتحديد حتى آخر العمر .
ولكن الأهم - في تقديري - هو ان تلك الحياة الماضية ، التي نندم على عدم عيشها الأن ، هي المشكلة الحقيقية.
إنه الندم المسموم ، الذي يجعلنا نذبل ونذبل ..
ونشعر أخيراً ، بأننا ألدّ أعداء أنفسنا والآخرين.
لا شك بأن الأشياء السيئة تحدث دائماً ؛ لكن أيضا على التبصر في كيفية استجابتي لها ، وهذا الاستجابات هي من تحدد شخصيتي ونوعية حياتي،
يمكنني أن أختار الجلوس في حزن دائم، عاجزًا عن الحركة بسبب ثقل خسارتي، أو يمكنني اختيار النهوض من الألم والأغلى.
بالطبع ، نحن لا يمكننا دائما ، أن نقول ما إذا كان أي من تلك الأحداث و الشخصيات وأنواع الحيوات الأخرى كان أفضل أم أسوأ.
لكن هذه الحيوات التي حدثت لك ، هي انت الآن ، ولن يتغير الحال بك، مهما فعلت ..،
لذلك ،فإن تقبّل و فهم هذا الأمر الحقيقي ، هو الذي يجب أن تُركز عليه .
لا لشيء ، فقط ، لئلا يفوتك ما تبقى لك من أنفاس ثمينة ، من نسيم هذه الرحلة القصيرة في رحاب العالم ..
ولتبق مدركاً بالفعل ، قيمة الهدية النفيسة التي تملكها ، ألا و هي الحياة نفسها.
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟