أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 38 )

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 17:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

" الرّقصُ " هو ألطف استراحة للعقل
------------------------------------
هذه العبارة الغريبة بعض الشيء ، ققزت إلى ذهني مؤخراً، وحعلتني أفكر جاداً ، و أتساءل باحثاً :
عما هو " الرّقص " ، كيف، و متى، و لماذا ؟
حسب إطلاعي البسيط ، فإن الرقص هو جزء من سلوك وثقافة كل مجتمع بشري،
ولقد أشار العديد من علماء الأنثروبولوجيا ( علم أصل الإنسان)
إلى أن كثيرًا من المجتمعات البشرية القديمة كانت ترقص،
و رأوا بالفعل ، أنه من النادر جداً ، وجود جماعة بشرية قديماُ ، لم يكن لديها طقوساً في الرُقص أو التعبير الجماعي.
و كما نعلم جميعاً ، فإن سلوكيات الرقص غالبا ما ترتبط بالموسيقا ، التي تدفعنا - غالباً -كباراً وصغاراً ، الى التمايل أو الترنّم ، والقيام بحركات عفوية، تعكس بعامة، أحاسيسنا ومداركنا من الصوت ، أو ربّما تكون لتجسيد حال ما (غرائزي -عقلي - شعوري ) أو التعبير عن فكرة معينة . .
ولعل هذه الأمر ، هو الذي يفسر ذاك الارتباط الوثيق بين المناطق السمعية والحركية في أدمغتنا. حتى عندما نستمع إلى الموسيقى و نبقى بدون أية حركة ، تُظهر لنا الدراسات الفسيولوجية (علم وظائف الأعضاء في الحيوان والنبات ) أن المناطق الحركية في دماغنا لا تزال تنشط و تضيء.
و إذا كان الرقص يعني القدرة على التحرك بالتزامن مع صوت الإيقاع أو الموسيقى أو ..
فسيبدو لنا جلياً ، أنّ الرقص ليس حكرًا على البشر فقط ، بل هناك بعض الحيوانات تمارسه أيضًا.
بما في ذلك بعض أنواع من الطيور التي تستطيع -عدا عن رقصات السفاد - أن تتحرك بالتزامن مع الموسيقى من تلقاء نفسها ،
ولكنها - بالطبع - لا يمكنها أن تُنسق حركاتها معًا ، أو ترقص مع بعضها.
لهذا أن الإنسان هو الكائن الوحيد ، الذي يستطيع أن يؤدي الحركات شديدة التناسق المطلوبة في الرقص مع شريك أو في مجموعة منظمة عن وعي.
ليعبر عن حالات فكرية معينة أو يقدم لوحات تعبيرية راقصة ، ذات أفكار معرفية مقروءة .
أخيرا أتساءل :
هل الرقص سلوك ، يعبر دائماً بالضرورة عن حال أو شعور الفرح ؟
لا أحسب " المُتنبي " يعتقد بهذا بتاتاً ، وذلك لقوله الرائع :
لا تحسبنّ رقصي بينكم طرباً ، فالطير يرقص مذبوحاً من شدة الألمِ

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات